نقلت تقارير اعلامية أميركية تأكيدات لمسؤولين أمنيين في واشنطن تفيد بوصول عدد كبير من الصواريخ الليبية المدمّرة إلى عناصر تنظيم القاعدة في شمال مالي. ووجهت انتقادات إلى الولايات المتحدة لتخليها عن وعودها وضماناتها التي قدمتها في بداية التدخل العسكري في ليبيا.


واشنطن: انتقدت صحيفة quot;وورلد تريبيونquot; الأميركية تأكيدات المسئولين الأميركيين بأن الأسلحة الليبية تم تهريبها إلى عناصر تنظيم القاعدة في شمال مالي، لافتة إلى تناقض هذه التصريحات مع الضمانات التي قدمها كبار المسئولين الأمريكيين.

وأشارت الصحيفة في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني إلى أن مسئولين أمنيين أميركيين أكدوا أنه تم تهريب الآلاف من القذائف والصواريخ من ترسانات الأسلحة التي كانت بحوزة المقاتلين الليبيين في نضالهم ضد القوات الموالية للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي إلى معاقل تنظيم quot;القاعدةquot; في مالي، وذلك على الرغم من تأكيدهم على أن الأسلحة الليبية لن يتم تهريبها خارج ليبيا ولن تقع في أيدي أي من الجماعات الإرهابية.

وأضافت الصحيفة أن مسئولين في وزارة الدفاع الأميركية أكدوا أن عناصر تنظيم quot;القاعدةquot; نجحوا في الحصول بالفعل على صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ أرض جو من ترسانات القذافى، مما عمل على تعزيز قوتهم في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم في شمال إفريقيا فضلا عن تكثيف هجماتهم الإرهابية في عدد من الدول الإفريقية مثل نيجيريا والصومال والنيجر.

ونقلت الصحيفة عن نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون إفريقيا أماندا دوري تبريراتها الأخيرة بأن المهربين استغلوا حالة عدم الاستقرار في المنطقة وهربوا هذه الأسلحة إلى العناصر الإرهابية في إفريقيا، فضلا عن إقامة ملاذات آمنة جديدة وموسعة، مؤكدة أن القيادة الأميركية في إفريقيا تكثف جهودها في الوقت الراهن من أجل منع quot;القاعدةquot; من اقامة تحالفات مع عناصر إرهابية أخرى بالمنطقة بفضل الأسلحة الجديدة التي صارت بحوزتهم.

عناصر من تنظيم القاعدة شمال مالي

من جانبه حذر قائد القيادة الأميركية في إفريقيا الجنرال كارت هام من أن تنظيم quot;القاعدةquot; أضحى أكثر قدرة على تنسيق جهوده التمويلية والتدريبية وتبادل الأسلحة وهو ما أعتبره بمثابة تحديا حقيقيا للحرب الأميركية على الإرهاب في المنطقة.

ولفتت الصحيفة إلى خطاب هام ألقاه أمام مؤتمر لمكافحة الإرهاب في 16 يوليو الماضي والذي أكد فيه على أن هذه الأسلحة الليبية المهربة مكنت تنظيم quot;القاعدةquot; وحلفائه من قبائل الطوارق من القيام بالانقلاب في شمال مالي واستخدام هذه المنطقة كقاعدة لهم وللعناصر الإرهابية التي تدعمهم .

من جانبه، شدد مسئول آخر بالبنتاغون على أن نجاح عناصر quot;القاعدةquot; في الحصول على ملاذات آمنة جديدة في شمال إفريقيا يعد تهديدا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل.

ومنذ ايام، جددت حركة أنصار الدين الإسلامية التي تسيطر مع حركات مسلحة اخرى على شمال مالي وتفاوض وفد عنها في واغادوغو مع رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري، طلبها الاساسي المتمثل في فرض الشريعة في مالي، على ما افاد مصدر قريب من الحركة الاربعاء.

يأتي ذلك فيما دخلت الحركة عمليا مرحلة quot;تطبيق الشريعةquot; بإقامة الحدود على سكان المناطق التي تحتلها، حيث خضع رجل وامرأة متهمين بإنجاب طفل خارج إطار الزواج إلى عقوبة quot;الجلدquot;.

وكان زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، فدعا ي عدة نصائح الى مقاتليه الذين يسيطرون جزئيا على شمال مالي، بهدف اقامة دولة اسلامية، الى فرض الشريعة quot;تدريجياquot;، على ما افاد موقع quot;سايتquot; الاميركي المتخصص في شؤون الاسلاميين.

وفي شريط صوتي، quot;اشادquot; عبد المالك دروكدال المدعو ابو مصعب عبد الودود بمقاتليه لما حققوه من quot;انتصار تاريخيquot; في شمال مالي الذي يسيطر عليه تنظيم القاعدة مع حركات مسلحة اخرى منذ نهاية اذار/مارس.

وحثهم على عدم التفريط في فرصة اقامة دولة اسلامية في تلك المنطقة موجها لهم ثماني نصائح من اجل التوصل الى ذلك.

ومن النصائح تجنب quot;الغرورquot; وتطبيق الشريعة الاسلامية quot;تدريجياquot; مؤكدا ان quot;فرض الشريعة لا يجب ان يقتصر على معاقبة الناس، انه اوسع من ذلك بكثيرquot; مؤكدا quot;اعلموا انه من الخطا فرض كل قوانين الاسلام دفعة واحدةquot;.