دبي: يقول معارضون إن المساعدات الطبية التي تجمع في الخارج لإرسالها إلى المصابين جراء القمع في سوريا تنجح في الوصول سريًا بواسطة شبكة من المتطوعين الذين يجازفون بحياتهم لنقلها.

ويتعين السير لاكثر من ساعة على طول الحدود بين سوريا وتركيا قبل اجتيازها وتسليم المساعدات الى آخرين يقومون بنقلها بالسيارات الى المحتاجين. والمساعدات ضرورية جدًا لانقاذ الجرحى لأن الذين ينقلون الى المستشفيات الحكومية عرضة للتوقيف دون ادنى شك، بحسب المعارضين.

لكن الرحلة لا تخلو من مخاطر كبيرة للمتطوعين الذين قد يتعرضون للاعتقال أو القتل على ايدي القوات السورية. ويقول خالد مصطفى الناشط في لجنة مكلفة مساعدة اللاجئين في لبنان إن quot;السلطات السورية تعتبر نقل الادوية مثل تهريب الاسلحةquot;.

وفي حين تقدم تركيا تسهيلات لنقل المساعدات الطبية، فإن العملية ما زالت تواجه صعوبات في لبنان حيث لا ترغب الحكومة في أخذ مواقف علنية حيال الازمة السورية. ويضيف مصطفى أن التبرعات يقدمها متعاطفون بينما يتم شراء الادوية من الصيدليات في لبنان.

وتستغرق عملية نقل المساعدات الطبية الى سوريا من يوم الى أسبوع طبقًا لحركة واستعدادات القوات السورية على الحدود بين البلدين. ويؤكد مصطفى أنه كثيرًا ما تجرى quot;مصادرة شحنات من المساعدات الطبية واعتقال العديد أو اصابتهم بجروحquot; على ايدي القوات السورية.

وتقول المعارضة إن اكثر من 16 الف سوري لقوا مصرعهم خلال 15 شهرًا من النزاع وينشط سوريون في الخارج لمساعدة مواطنيهم ويقدم بعضهم نسبة من رواتبهم من اجل هذا الغرض. من جهته، يقول انس النعيمي احد مطلقي حملة quot;الخيرquot; لمساعدة اللاجئين إن سوريا quot;تعاني نقصًا كبيرًاquot; في الادوية رغم ادخال هذه المساعدات.

ويضيف: quot;ليس بالامكان ادخال اكثر من اربعة أو خمسة صناديق في اليوم، هذا لا يمثل شيئًاquot;. بدوره، يقول انطوان فوشيه رئيس بعثة quot;اطباء بلا حدودquot; في الاردن quot;الى اليوم، لم تصل أي مساعدة طبية الى مستحقيها كما يجب في سورياquot;.

وقد اعلن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية أن ما لايقل عن مليون ونصف المليون سوري اصبحوا في حاجة الى المساعدات. وبعد تسعة اشهر من اندلاع حركة الاحتجاجات في منتصف اذار/مارس 2011، بدأ اطباء باقامة مستشفيات ميدانية للاعتناء بالمصابين.

لكن احدى الطبيبات التي تفضل استخدام اسم وهمي هو راما الحلاق قالت إن quot;السلطات اشعلت النيران في مستشفى ميداني عملنا على تأسيسهquot;. وتضيف أن السلطات سرقت المواد الطبية والادوية المخرنة في عيادتين واوقفت العاملين فيهما.

وتوضح الحلاق أن المساعدات الخارجية تتضمن مادة التخدير المسموح للمستشفيات الحكومية فقط باقتنائها، وبدائل الدم كذلك لأن من الصعب القيام بعمليات نقل الدم العادية بشكل آمن في المستشفيات الميدانية.
وقد اعلنت منظمة العفو الدولية الاسبوع الماضي أن ثلاثة اطباء سوريين تعرضوا للتعذيب ثم القتل بعد اسبوع من اعتقالهم.

ويقول طبيب فرّ بعد أن عمل في مستشفى حكومي سوري quot;بات من المعتاد أن تقتحم قوات الامن والجيش غرفة العمليات (...) وقاموا في احدى المرات باعتقال جريح بينما كنا نعالجهquot;. وتقول الحلاق إن quot;العديد من الاطباء تعرضوا للاعتقال لأنهم ساعدوا جرحى ولا يزالون محتجزينquot;. ويختم فوشيه قائلاً quot;إنه الثمن الذي يدفعه الطاقم الطبي الذي اختار مساعدة الجرحى داخل سورياquot;.