بغداد: دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي العراقيين في سوريا الى العودة الى بلدهم مكرمين ووعد بالعفو عمن لم تتلطخ ايديهم بدماء المواطنين في اشارة الى البعثيين.

وناشد الامم المتحدة التعاون مع السلطات السورية لتسهيل هذه العودة .. فيما اعلنت جمعية الهلال الأحمر عن انشاء مخيم لاستقبال العراقيين العائدين من سوريا في منفذ الوليد على الحدود العراقية السورية.

وقال المالكي ان العراقيين الابرياء والمسالمين في سوريا يتعرضون إلی عمليات قتل ونهب للأموال وسلب للممتلکات من العصابات الإجرامية التي إنتهکت جميع الأعراف والقيم الإنسانية وهي علی شاکلة تلك المجموعات الإرهابية التي عبثت بأمن العراقيين خلال السنوات الماضية.

واضاف في بيان صحافي الليلة انه quot;في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي يعيشها اخواننا و ابناؤنا في سوريا، فإننا ندعوهم رجالا ونساء واطفالا إلی العودة إلی بلادهم معززين ومکرمين ونقول لهم تفضلوا إلی وطنکم الذي هو موطن أمنکم وعزکم إن شاء الله ، وسنصفح عن کل الذين إتخذوا مواقف سلبية ولم يتورطوا بسفك دماء الأبرياء ليعيش الجميع بأمن وسلام ونضع يدا بيد لحماية بلدنا وشعبنا من عبث العابثينquot;.

وناشد الأمم المتحدة للتدخل العاجل وبالتعاون مع السلطات السورية لحماية العراقيين ومساعدتهم وتسهيل عملية العودة إلی العراق. وقال quot;نجدد الترحيب بعودة أبناء العراق إلی بلدهم وبين أهليهم ، فالعراق هو لکل العراقيين ، فلا تمييز بعد اليوم بين المواطنين علی أسس قومية أو مذهبية أو طائفيةquot;.
وكان المئات من البعثيين العراقيين قد لجأوا الى سوريا اثر سقوط النظام البعثي في العراق عام 2003.

ومن جانبها دعت لجنة المصالحة الوطنية المواطنين العراقيين المتواجدين في سوريا ممن كانوا ينتمون لحزب البعث والذين quot;لم تتلطخ ايدهم بدماء العراقيينquot; العودة الى الوطن وممارسة حياتهم الاعتيادية.

أوقال رئيس اللجنة قيس شذر في تصريح صحافي إن quot;بإمكان المواطنين العراقيين ممن كانوا ينتمون الى حزب البعث سابقاً العودة الى وطنهم وممارسة حياتهم الاعتياديةquot; وشدد بالقول أن quot;هذا يخص فقط الذين لم تلطخ ايديهم بدماء العراقيينquot;.

واوضح انه ضمن قانون المسائلة والعدالة quot;لاجتثاث البعثquot; هناك فقرات تخص هؤلاء البعثيين المتواجدين خارج العراق وهم مرحب بهم في أي وقتquot; .. مبيناً أن quot;القانون ينص على اعضاء الفرق العودة الى وظائفهم أما اعضاء الشعب يحالون على التقاعدquot; .وأكد شذر في تصريحه الذي بثه المركز الخبري لشبكة الاعلام العراقي الحكومية أن quot;عودتهم الى العراق في الظروف الامنية المتردية التي تمر بها سوريا حاليا تضمن سلامة حياتهمquot;.

وأمس دعا العراق اطراف النزاع في سوريا الى عدم التعرض لرعاياه هناك وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ بأن مجلس الوزراء قد ناقش تزايد حوادث القتل والإعتداء على العراقيين المقيمين في سوريا ودعا أطراف النزاع في سوريا بعدم التعرض لهم كونهم ليسوا طرفاً في النزاع الدائر حالياً في سوريا. وأكد الدباغ في تصريح صحافي تلقته quot;ايلافquot; أن العراقيين هم ضيوف يقيمون بصورة مؤقتة في سوريا وأن الحكومة العراقية تدعوهم للعودة الى الوطن حيث سيتم تأمين كل الوسائل اللازمة لعودتهم.

مخيم عراقي على الحدود السورية لاستقبال العائدين

ومع تصاعد عمليات اجلاء العراقيين في سوريا فقد اعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي عن انشاء مخيم لاستقبال العراقيين العائدين من سوريا في منفذ الوليد الحدودي الذي يقع على الحدود العراقية السورية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الهلال الأحمر محمد الخزاعي في تصريحات صحافية إن عدد الذين استقبلتهم الجمعية في المخيم امس واليوم الجمعة بلغ (2285) لاجئاً . واضاف ان الجمعية تقوم بإسناد الجهات الحكومية التي تعمل على تقديم الخدمات الإنسانية والمساعدات المختلفة الاخرى للعراقيين العائدين من سوريا.

ومن جهته اكد مصدر عراقي في تصريح لquot;ايلافquot; ان عمليات اجلاء مئات العراقيين من سوريا قد بدأت حيث عبرت 51حافلة الحدود الى العراق عبر منفذ القائم الحدودي وهي تقل مئات من العراقيين يمثلون المجموعة من الذين سيتم اجلاؤهم خلال الايام القليلة المقبلة اضافة الى وصول 8 طائرات الى مطار بغداد الدولي قادمة من دمشق خلال الساعات الاخيرة وعلى متنها مئات العراقيين العائدين.

وكان المالكي شكل امس فريق عمل برئاسة وزير النقل هادي العامري للعمل على اعادة العراقيين الراغبين من سوريا قد بدأت اتصالات مع الجهات الرسمية السورية للبدء بعملية كبيرة تشارك فيها الطائرات والحافلاات للمباشرة بنقل الاف العراقيين المقيمين في سوريا الى بلدهم بعد تعرض العديد منهم الى القتل خلال العنف المسلح الدائر هناك حاليا والذي تزداد خطورته يوما بعد اخر. واشار الى ان المالكي قد وضع طائرته الخاصة تحت تصرف اللجنة لبدء عمليات اجلاء العراقيين.

واوضح ان عمليات الاجلاء هذه ستبدأ خلال ايام قليلة ريثما يتم الاتفاق على اجراءات مشتركة لتأمين الرحلات البرية من سوريا الى العراق.

وكان مصدر امني عراقي قال الثلاثاء ان سلطات بلاده تسلمت جثامين 23 عراقيا بينهم صحافيان قتلوا خلال الاحداث الدامية التي تشهدها سوريا منذ 17 شهرا.

يذكر أن حوالى 400 ألف عراقي يقيمون في سوريا بعدما غادروا بلادهم بسبب أعمال العنف الطائفي التي اجتاحت العراق عامي 2006 و2007 برغم أن إحصاءات وزارة الهجرة والمهجرين العراقية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين تشير إلى وجود 200 ألف عراقي هناك، لكن السلطات السورية تؤكد وجود أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ عراقي على أراضيها.