لاجئون سوريون لدى نقلهم الى مجمع سكني في الرمادي

فيما أكد العراق اليوم أنّ إجراءاته العسكرية الأخيرة على الحدود مع سوريا قد أوقفتهجرة مسلحي تنظيم القاعدة إليها، فقد دعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني السلطات إلى حماية المراقد الشيعية في البلد الجار، ورعاية اللاجئين السوريين إلى العراق، الذين ارتفع عددهم إلى 3315 شخصا وتقرر نقلهم من مخيماتهم إلى مجمع سكني حديث وسط مدينة الرمادي.


لندن: أكّدت وزارة الداخلية العراقية أن الإجراءات الأمنية والعسكرية المتخذة على الحدود مع سوريا قد أوقفت هجرة عكسية لعناصر تنظيم القاعدة إلى هناك. وقال وكيل الوزارة أحمد الخفاجي، إن قوات حرس الحدود العراقية وبالتنسيق مع الجيش العراقي، قد أغلقت جميع المنافذ التي من الممكن ان تتسلل منها عناصر تنظيم القاعدة إلى سوريا كما أبلغ وسائل إعلام عراقية رسمية . وعبرت الحكومة العراقية عن أسفها لما يحدث في سوريا وأبدت خشيتها من تحول القتل بين الجيش النظامي والجيش الحرّ لاحقا إلى صراع طائفي.

واليوم، لم يستبعد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل وجود بعض quot;المتطرفينquot; بين الثوار السوريين لكنه اعتبر انه لا يجب تضخيم دور تنظيم quot;القاعدةquot; في سوريا. وقال ليتل في مؤتمر صحافي عقده في البنتاغون إنه على الرغم من احتمال وجود بعض المتطرفين بين الثوار السوريين، إلا ان quot;القاعدةquot; لم تترك أثراً قوياً في البلاد. وكانت quot;القاعدةquot; في العراق أعلنت مسؤوليتها عن تنفيذ عدة هجمات في سوريا المجاورة.

وأضاف ليتل quot;نحن ندين الهجمات المرتبطة بالقاعدة بأشد العبارات، ونحن نفهم انها موجودة، وقد عبرنا عن اعتقادنا أن الحكومة العراقية والقوات الأمنية قادرة على مواجهة التحديات التي يشكلها التنظيمquot;.

وأكد ليتل ان الولايات المتحدة تعمل عن كثب مع العراقيين والحكومات الأخرى في المنطقة لإعاقة وهزيمة وتفكيك quot;القاعدةquot;، مشدداً على أن أميركا ستستمر بملاحقة هذه المجموعة quot;الإرهابيةquot; حيثما وجدت.

وقال إنه قد يكون للقاعدة عناصر في سوريا، quot;لكن لا يجب أن يظن أحد.. ان لديها موطئ قدم مهما وكبيرا أو حتى قوياquot;. وأضاف quot;لا يمكنني استبعاد احتمال وجود عناصر من القاعدة هناك، لكنني لا أريد أن أفرط بالقلق حول القاعدة في سورياquot;.

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قال خلال مؤتمر صحافي في بغداد في السادس من الشهر الحالي إن لدى العراق معلومات مؤكدة عن أن متشددين من quot;القاعدةquot; يعبرون الحدود من العراق إلى سوريا لشن هجمات هناك وأن العراق أرسل تعزيزات إلى الحدود. وقال إن quot;ضباط عملياتquot; من quot;القاعدةquot; ينتقلون عبر مسارات التهريب القديمة حاملين أسلحة. وأضاف: quot;لدينا معلومات مؤكدة عن أن أعضاء من شبكات القاعدة الإرهابية توجهوا إلى الجانب الآخر... إلى سوريا للمساعدة والاتصال وشن هجمات إرهابيةquot;.

وأفاد أن العراق عزّز الأمن على امتداد الحدود التي يبلغ طولها 680 كيلومتراً مع سوريا لتصير أكثر الحدود العراقية حراسة. وأوضح أن quot;أغلب الانتحاريين والمقاتلين الأجانب هم عناصر من القاعدة كانوا يتسللون من سوريا إلى العراق لذلك فإنهم على معرفة بالمسارات وحلقات الاتصال، وهذا لا يعني أن هذه العمليات تحدث بانتظام وبطريقة منظمة، هذا مبعث القلق الأساسي بالنسبة الينا... في شأن الانتشار... أن تكون هناك جماعات متطرفة لها وجود قوي في دول مجاورة ويكون لها قاعدةquot;. ولفت إلى أن أعضاء quot;القاعدةquot; يتصلون بعضهم ببعض عبر شبكات سرية من المتشددين.

واضاف quot;لقد حذرنا النظام السوري من هذا الامر قبل سنوات، حينما كانت القاعدة تعبر من سوريا إلى العراق، القاعدة الان بدأت هجرة عكسية، هذه هي الحقيقة، ان الجماعات المتطرفة لها دور مهم في مستوى اعمال العنف الحاصل في سوريا الآنquot;.

نقل اللاجئين السوريين من المخيمات إلى مجمع سكني حديث

واليوم أعلنت السلطات العراقية عن قرار بنقل النازحين السوريين إلى العراق والذين ارتفع عددهم إلى 3315 نازحا إلى مجمع سكني حديث وسط مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد). وأوعزت السلطات إلى محافظ الأنبار قاسم الفهداوي بنقل العوائل السورية النازحة والمقيمة حالياً في مدينة القائم قرب الحدود السورية إلى مجمع سكني حديث وسط الرمادي انتهت الحكومة مؤخرا من بنائه للموظفين الحكوميين . وستكون عملية نقلهم والإشراف عليهم تحت إشراف الحكومة العراقية والأمم المتحدة .

ومن جهتها أعلنت دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة دهوك أمس عن لجوء أكثر من 11 ألف سوري إلى إقليم كردستان منذ اندلاع أعمال العنف في بلادهم مؤكدة أنها تستعد لتوسيع مخيم دوميز لاستقبال عدد أكبر من اللاجئين.

وقررت الحكومة العراقية، في الرابع والعشرين من الشهر الحالي بناء مخيمات في منفذي ربيعة والقائم لاستقبال اللاجئين السوريين الذين هربوا من الأحداث التي تشهدها بلادهم فيما خصصت 45 مليون دولار لإغاثتهم ومساعدة العراقيين العائدين بدورهم من سوريا.

السيستاني يدعو إلى رعاية لاجئي سوريا وحماية مراقد الشيعة فيها

وقد طالبت الحوزات الشيعية العراقية اليوم الجمعة الحكومة بالتدخل للمحافظة على المراقد الدينية في سوريا مناستهدافها جراء أعمال العنف هناك. وقالت الحوزات والعتبات المقدسة في بيان quot;نطالب الحكومة بالتدخل للمحافظة على المراقد المقدسة في سوريا ومنها مرقد السيدة زينب عليها السلام من اعمال العنف التي قد تطالها بسبب الاحداث الجارية هناكquot;.

وناشدت أطراف الأزمة في سوريا الابتعاد عن أي اعمال مسلحة من شأنها المساس بقدسية تلك المراقد وجعلها بعيدة عن يوميات العنف التي تشهدها البلاد. وطالبت الحكومة العراقية بالتدخل للمحافظة على المراقد المقدسة في سوريا .

آية الله السيد علي السيستاني

ومن جهته طالب ممثل للمرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني الحكومة بالاهتمام باللاجئين السوريين الذين دخلوا العراق هرباً من اعمال العنف الجارية في بلادهم ورعايتهم.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة في كربلاء اليوم إن الشعب السوري له موقف أخلاقي ونبيل تجاه الشعب العراقي الذي هاجر وهجّر إلى سوريا سواء من بطش النظام السابق او من اعمال العنف التي حدثت في العراق بعد عام 2003 ولهذا الموقف النبيل لابد من الشعب والحكومة العراقية أن يردا هذا الاحسان والمعروف من الشعب السوري بمثله أو أفضل منه من خلال توفير الرعاية وايواء النازحين السوريين نتيجة الظروف التي يمر بها بلدهم.

وشدد على ضرورة أن تكون ظروف إيواء هؤلاء اللاجئين لائقة بهم ولاسيما نحن في موسم الصيف وارتفاع درجات الحرارة فيه بالاضافة إلى شهر رمضان وقال إن ما تم تخصيصه من مبلغ 45 مليون دولار يجب ان يصرف بشكل عاجل ووفق آليات ورقابة النزاهة وعدم تركهم في هذه الظروف القاسية .

واكد ان من يصل من السوريين إلى مدن ومحافظات العراق ينبغي رعايتهم من قبل أشقائهم العراقيين ودعمهم بما يحتاجونه كجزء من رد إحسانهم وتهيئة الظروف خصوصاً في فصل الصيف الحالي الحار وشهر رمضان من خلال تخفيف معاناتهم عنهمبسبب تركهم مدنهم وأهاليهم. وعبر عن الأمل في أن يؤكد المواطنون العراقيون ضيافتهم الأصيلة وفق مبادئ الإسلام الحنيف وكرمه وتعاطفه مع مثل هذه القضايا الإنسانية خصوصاً تجاه الشعب السوري الذي كانت له وقفاته تلك التي لا تُنسى مع العراقيين.