بائعات الهوى العائدات من سوريا لا يجدن صعوبة في ايجاد عمل

يعاني العراقيون العائدون من سوريا إلى بلادهم بسبب الأحداث العنيفة المستمرة هناك، من مشكلة البطالة وعدم قدرتهم على إيجاد مسكن أو حتى مصدر رزق، في مختلف المجالات، باستثناء مجال الرقص والدعارة، والذي لم تعانِ الفتيات من الحصول على عمل فيه.


بغداد: يؤكد حمزة السلطاني (50 سنة) الذي عاش معارك حمص في سوريا ونجا منها بأعجوبة، أنه عاد إلى وطنه العراق قبل شهرين وهو يبحث عن عمل دون جدوى، لكن أغلب العاملات في النوادي الليلية والملاهي السورية عدن إلى العراق ونجحن بالعمل في مجال الدعارة والحفلات الفنية الخاصة في قاعات معينة وحتى في البيوت .

ويعيش حمزة مع أخيه المتزوج في نفس المسكن، ووصل الأمر به إلى درجة أنه فكر في الإنتقال إلى مخيم اللاجئين السوريين في القائم (غرب العراق ) لغرض الإقامة هناك.

لكن أحمد الجنابي العائد من سوريا بعد أن أقام هناك لمدة عشر سنوات، يقول quot;إن نجاتنا من الحرب والدمار في سوريا، أوقعتنا في جحيم البطالة في العراق، داعيًا الجهات المعنية إلى ملاحظة خطورة ذلكquot;. ويرفض الجنابي حديث السياسة مؤكدًا أنه قرر عدم التدخل في شؤون السياسة أبدًا، لأن الكلام سيكون من دون جدوى، داعيًا إلى الأخذفيالاعتبار أن معظم الناس العائدين فقدوا كل شيء وسيكون ذلك عبئًا كبيرًا، في وقت تكتفي الجهات المعنية بالمراقبة في غالب الأحيان .

ولفت انتباه الجنابي في العراق اليوم الفوارق الطبقية التي أصبحت كبيرة وواضحة، مقارنة بالحالة عام 2005، وهي السنة التي غادر فيها العراق .

ملاحظات عائد من سوريا

ويتحفظ التاجر أحمد عطوان الذي عاد من سوريا بعد غربة دامت عشرين عامًا، على إدعاءات حصول العائدين على دعم، لافتًا الانتباه إلى أن حصول العائدين على مبلغ رمزي لا يفي بالغرض، والمطلوب هو توفير سكن لهم، ومساعدتهم شهريًا لحين حصولهم على فرص عمل.

ويخشى لؤي عباس ( كاسب ) وعمل لعدة سنوات في لبنان وسوريا من تفكير ينتابه مجددًا في الهجرة من العراق، ويضيف: اشعر بالصدمة لعدم قدرتي على الحصول على عمل في بلدي، بينما كان يومي في سوريا لا يكفي لانجاز الأعمال المترتبة علي .

رحلة في الغربة

وشكلت رحلة عباس في الغربة حكاية مشبعة بتفاصيل الألم، فقد عاش في حمص وسط سوريا، وأجبر على هجرة متجره تحت تهديد جماعات مسلحة ثم انتقل إلى الأردن بحثًا عن عمل، لكنه اضطر إلى العودة إلى العراق بعدما حاصرته البطالة. لكن عباس يرى أن المستوى المعيشي للعراقيين افضل من الأوضاع في سوريا والأردن.

فنانات محظوظات

أم شيماء التي عملت في مجال التجميل في سوريا والاردن، تعمل الآن بوقت جزئي في صالون حلاقة في بغداد، وتؤكد أنها عجزت عن تأسيس مصلحة خاصة بها بسبب الحالة المادية وهي تأمل ذلك في المستقبل .
وتزعم أم شيماء أنها كانت معروفة بكفاءتها في مجال التجميل، حيث أن زبائنها من كبار الفنانات العراقيات والسوريات. وتضيف بحكم عملها القريب من المجال الفني: أغلب العاملات في النوادي الليلية والملاهي رجعن إلى العراق ونجحن بالعمل في مجال الدعارة والحفلات الفنية الخاصة في قاعات معينة وحتى في البيوت.

وتمتلك أم شيماء أرقام هواتف حوالي ثلاثين فتاة يعملن في الرقص والدعارة، قدمن من سوريا ويعملن الآن في بغداد والمحافظات .

فنادق للعائدين

العائدون من سوريا يطالبون بتأمين مسكن وعمل لهم في العراق

ويطالب كريم حسن (55 عاماً) العائد من سوريا ولا يمتلك مسكناً او دخلاً، ويقلق من الأيام القادمة، الحكومة بتخصيص فنادق للعائدين الذين لا يمتلكون مسكنًا، مؤكداً أن الكثير من العراقيين العائدين، يتمنون لو أن الجهات المعنية بَنت لمن لا يمتلكون مسكنًا ودخلاً مخيمات تأويهم، كما فعلت مع النازحين السوريين .

وكانت وزارة الهجرة والمهجرين، أعلنت عن توزيع منح مالية بين اللاجئين السوريين تتضمن (400) ألف دينار عراقي لكل عائلة و(150) ألف دينار عراقي للفرد، ضمن خططها لمساعدة اللاجئين السوريين والتخفيف من معاناتهم .

وبحسب وزارة الهجرة والمهجرين، فإن أعداد العراقيين العائدين من سوريا وصلت إلى 20 الفًا، فيما وصل عدد اللاجئين السوريين إلى (3617)، ومازال تدفق النازحين مستمراً، كما انتقل آخرون إلى البلدان المجاورة أو بلدان عربية أخرى.

ويؤكد مختار حميد (30 عامًا) الذي قدم من مدينة إدلب شمال غرب سوريا، أنه يأمل في إكمال دراسته التي بدأها في سوريا في العلوم الهندسية لكن خطواته متعثرة في هذا المجال بسبب الروتين .

ويعترف همام جاسم، أنه اضطر إلى المبيت في شوارع حلب لمدة ثلاثة أيام بسبب التهديدات، لكنه لم يتوقع أن يكون في العراق بلا سقف يحميه وهو مهدد بالطرد من الفندق الذي يقيم فيه في الكاظمية في بغداد بسبب نفاذ نقوده .

غير أن زوجته اضطرت إلى العيش مع أهلها بصورة موقتة على أمل العثور على عمل وبيت للإيجار يجمع شمل العائلة من جديد تحت سقف واحد .

مساعدة العائدين

من جهته، يشير الباحث الاجتماعي أحمد العاني أنه كان يتوجب على الحكومة تجهيز مجمعات أو فنادق بصورة موقتة لاستيعاب العائدين ممن لا يمتلكون المال أو ليس لهم أهل، ويحتاجون إلى المساعدة في هذا الصدد .

ويتابع: الواجب، مساعدة الناس والأخذ بيدهم لايجاد فرصة عمل، عبر إعادة دمجهم في بلد يعاني من البطالة ونقص الخدمات.

لكن العاني يؤكد أن رجال الاعمال والتجار، شرعوا منذ أن وصلوا العراق في ترتيب أوضاعهم من دون معاناة تذكر، ويشمل ذلك الأطباء أيضا لاسيما أصحاب الاختصاص .