فاروق الشرع، نائب الرئيس السوري

نفى التلفزيون السوري الأنباء التي ترددت عن انشقاق فاروق الشرع نائب الرئيس السوري، وبث التلفزيون بيانا صادرا عن مكتب الشرع يؤكد فيه أن لم يفكر مطلقا في مغادرة سوريا، من جهة أخرى يستعد المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لبدء مهمته quot;الصعبةquot; وسط تعويل بعض الدول على نجاحه.


دمشق: اكد التلفزيون الرسمي السوري السبت ان نائب الرئيس فاروق الشرع quot;لم يفكر في اي لحظة بترك الوطن الى اي جهة كانتquot;، نافيا بذلك معلومات تداولتها وسائل اعلام عدة عن ان انشقاقه وفراره الى الاردن.

وبث التلفزيون في خبر عاجل بيانا صادرا عن مكتب نائب رئيس الجمهورية جاء فيه ان quot;فاروق الشرع لم يفكر في اي لحظة بترك الوطن الى اي جهة كانتquot;، مضيفا انه quot;كان منذ بداية الازمة (...) يعمل مع مختلف الاطراف على وقف نزيف الدماء بهدف الدخول الى عملية سياسية في اطار حوار شامل لانجاز مصالحة وطنيةquot;.

ورحب الشرع بتعيين الدبلوماسي الجزائري الاخضر الابراهيمي مبعوثا للامم المتحدة الى سوريا، وذلك بحسب بيان اصدره مكتبه واذاعه التلفزيون الرسمي.

وجاء في البيان ان quot;الشرع يرحب بتعيين الاخضر الابراهيمي ويؤيد تمسكه بالحصول على موقف موحد من مجلس الامن لانجاز مهمته الصعبة من دون عوائقquot;.

واعلن نائب وزير النفط السابق عبدو حسام الدين الذي اعلن انشقاقه عن النظام السوري في اذار/مارس الماضي الجمعة ان نائب الرئيس السوري فاروق الشرع quot;في الاقامة الجبريةquot;.

وقال حسام الدين في تصريح لقناة العربية quot;موقف الشرع معروف، منذ فترة يحاول الخروج من سوريا. هناك ظروف تمنعه خاصة انه تحت الاقامة الجبرية منذ فترةquot;.

واوضح هذا المسؤول السابق ان جميع المسؤولين في النظام يخضعون لرقابة مشددة من قبل الاجهزة الامنية لمنعهم من الانشقاق تحت ستار تأمين حمايتهم.

وكان حسام الدين اعلن انشقاقه في اذار/مارس الماضي احتجاجا على القمع الذي يواجه فيه النظام الحركة الاحتجاجية في سوريا وكان بذلك اول مسؤول حكومي ينضم الى المعارضة.

فاروق الشرع الضمانة السنية لنظام بشار الاسد

يعتبر نائب الرئيس السوري فاروق الشرع منذ نحو ثلاثة عقود الضمانة السنية لنظام الرئيس بشار الاسد الذي يستند الى الاقلية العلوية في البلاد، وقد نفت السلطات السبت خبر انشقاقه عن النظام.

واكد التلفزيون الرسمي السوري السبت ان الشرع quot;لم يفكر في اي لحظة بترك الوطن الى اي جهة كانتquot;، نافيا بذلك معلومات تداولتها وسائل اعلام عدة عن انشقاقه وفراره الى الاردن.

ويبلغ الشرع الثالثة والسبعين من العمر، تسلم وزارة الخارجية طيلة 22 عاما قبل ان يصبح نائبا للرئيس عام 2006. هو من مواليد درعا في جنوب سوريا التي انطلقت منها في اذار/مارس 2011 الانتفاضة ضد نظام الاسد.

وبسبب انتمائه الى منطقة درعا عرض منذ بداية الاحداث القيام بدور الوساطة. الا ان دبلوماسيين اوروبيين كانوا يعملون في العاصمة السورية، اكدوا ان المتشددين في قلب النظام وعلى راسهم ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري رفضوا بقوة دور الوساطة هذا.

وحرصا منه على وقف اراقة الدماء دعا في تموز/يوليو 2011 باسم النظام الى اجتماع تحت شعار quot;الحوار الوطنيquot;، الا انه لم تحصل اي متابعة لهذا الاجتماع وتواصل القمع بقوة.

في كانون الاول/ديسمبر الماضي زار الشرع روسيا واجرى محادثات مع كبار المسؤولين الروس.

يصفه بعض معارفه بانه quot;رجل النظام الذكيquot;. وبسبب ما تسرب عن معارضته لاسلوب القمع المفتوح ضد المعارضة اقترحت الجامعة العربية في مبادرة لها في كانون الثاني/يناير 2012 ان يتسلم قيادة البلاد خلال فترة انتقالية تسبق الانتقال الى اقامة دولة ديموقراطية.

والتمايز الخجول للشرع في مواقفه هذه لم يحل دون وضع اسمه على اللائحة السوداء للشخصيات السورية التي فرضت عليها عقوبات quot;لتورطها في اعمال العنف ضد السكان المدنيينquot;.

ويعود اخر ظهور علني للشرع الى العشرين من تموز/يوليو الماضي خلال جنازة ثلاثة من كبار المسؤولين الامنيين السوريين الذين قتلوا في تفجير في دمشق، حيث مثل الاسد في هذه الجنازة.

يصفه دبلوماسي اوروبي التقاه مرارا في دمشق بان quot;لا كاريزما له الا انه سلطويquot;.

تسلم الشرع وزارة الخارجية من عام 1984 الى العام 2006 عندما عين نائبا للرئيس مكلفا الشؤون الخارجية والاعلام.

وخلف الشرع في نيابة الرئاسة السني عبد الحليم خدام الذي انشق منذ سنوات عن النظام ويعيش حاليا في باريس.

ويعتبر الشرع مفاوضا عنيدا حظي بثقة الرئيس السابق حافظ الاسد وكلفه التفاوض مع اسرائيل عام 1991.

يتكلم الشرع الانكليزية بطلاقة ويحمل شهادة في الادب الانكليزي من جامعة دمشق. عمل مديرا لمكتب الخطوط الجوية السورية في بريطانيا من 1963 الى العام 1976 واستفاد من اقامته في تلك الفترة في العاصمة البريطانية لدراسة القانون الدولي في جامعة لندن.

دخل الشرع السلك الدبلوماسي عام 1977 سفيرا لبلاده في روما وبقي في العاصمة الايطالية حتى 1980 عندما عين وزير دولة للشؤون الخارجية لمدة ثلاث سنوات.

وخلال تسلمه وزارة الخارجية اتهمه تقرير للامم المتحدة بانه حاول quot;تضليلquot; التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري عام 2005 عبر تقديم quot;معلومات خاطئةquot; الى المحققين.

وتفيد مصادر دبلوماسية غربية ان الشرع هو الذي اقنع الرئيس بشار الاسد في ايلول/سبتمبر 2004 ان مجلس الامن لن يتمكن من جمع الاصوات التسعة اللازمة لاصدار قراره الذي طالب بانسحاب الجيش السوري من لبنان. الا ان هذا القرار صدر ما ادى الى انسحاب الجيش السوري في نيسان/ابريل 2005.

والشرع متزوج واب لولدين.

اهتمام دولي بتعيينالابراهيمي مبعوثا إلى سوريا

الأخضر الابراهيمي

من جهة أخرى رحبت روسيا السبت بتعيين الاخضر الابراهيمي وسيطا دوليا في سوريا واعلنت انها تتوقع منه العمل على اساس خطة السلام التي اعدها المبعوث السابق كوفي انان واتفاق جنيف حول مبادىء الانتقال السياسي في هذا البلد.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان quot;نتوقع ان يستند الاخضر الابراهيمي في عمله على اساس +خارطة الطريق+ للتسوية في سوريا وهي خطة السلام التي اعدها كوفي انان وبيان اللقاء الذي اصدرته في حزيران/يونيو مجموعة العمل حول سوريا في جنيف وكذلك القرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الامن الدوليquot;.

كما رحبت بكين السبت بتعيين الاخضر الابراهيمي مؤكدة رغبتها بquot;التعاونquot; معه ودعمه في مهمته لانهاء النزاع الدموي الدائر في هذا البلد.

وقالت وزارة الخارجية الصينية في بيان ان quot;الصين ستدعم وستتعاون بشكل ايجابي مع جهود الابراهيمي في وساطته السياسيةquot;.

وبكين، الحليف التقليدي لدمشق، لا توافق الغرب رؤيته للطريقة الواجب اتباعها لحل النزاع المسلح في سوريا الذي بدأ في منتصف آذار/مارس 2011 انتفاضة شعبية سلمية ضد الرئيس بشار الاسد.

ووصفت الخارجية الصينية في بيانها الابراهيمي بانه quot;صاحب خبرة دبلوماسية غنية والشخص المناسب لهذا المنصبquot;.

واضاف البيان ان بكين تأمل ان يحاول الابراهيمي التوصل الى quot;حل سلمي عادل ومناسبquot; للنزاع في سوريا يبدأ بوقف لاطلاق النار من جميع الاطراف quot;في اسرع وقت ممكنquot;.

واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الجمعة تعيين الابراهيمي مبعوثا للامم المتحدة والجامعة العربية في الازمة السورية خلفا لكوفي انان الذي استقال في 2 آب/اغسطس الجاري منتقدا عدم تمتع مهمته بدعم دولي كاف.

من جهته أعلن الابراهيمي، انه ليس واثقا تماما حيال فرص انهاء النزاع في سوريا، لكنه اكد في الوقت نفسه انه ورغم كل شي quot;متسلح بالاملquot;.

وردا على سؤال لمحطة التلفزيون الفرنسية quot;فرانس 24quot; لمعرفة ما اذا كان واثقا من امكانية وضع حد للحرب في سوريا، قال الابراهيمي quot;لا، لست واثقاquot;.

واضاف quot;ما انا واثق منه هو اني ساقوم بكل ما استطيع، سأبذل فعلا جهديquot;.

وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية quot;بي بي سيquot; قال quot;ربما افشل ولكن احيانا يسعفنا الحظ ونتقدمquot;.

واضاف quot;امل ان يتعاون السوريون منذ البداية وان تدعمني الاسرة الدولية ايضاquot;، مكررا ما قاله سلفه كوفي انان الذي كان يطالب بجبهة موحدة في مجلس الامن لاقناع الرئيس بشار الاسد بوضع حد للنزاع.

واعلن الابراهيمي انه سيتوجه قريبا الى نيويورك للقاء اعضاء مجلس الامن والامين العام للامم المتحدة بان كي مون.

وقال الابراهيمي ايضا quot;طلبوا مني القيام بهذا العمل ولكن في حال لم يقدموا لي الدعم فان هذا العمل لن يكون موجودا اذن انا متلهف للنقاش معهمquot;.

واضاف quot;هم منقسمون ولكن بامكانهم بالتأكيد ان يجدوا ارضية تفاهمquot;.

وفي تصريح لصحيفة النهار اللبنانية نشر السبت قال الابراهيمي، الذي كان مبعوثا للجنة الثلاثية العربية الى لبنان في اواخر فترة الحرب الاهلية (1975-1990) انه عندما كان وسيطا لانهاء الحرب في لبنان، quot;لم تكن امكانات النجاح فيه آنذاك أكبر مما هي الآنquot; في سوريا.

وقال الابراهيمي quot;عندما ذهبت الى لبنان، لم تكن امكانات النجاح أكبر مما هي الآن. وواحدنا يجب أن يقبل الفشل إذا كان مكتوبا له الفشل، معليش فليأت غيري من بعدي وينجح إن شاء اللهquot;، مؤكدا انه quot;متسلح بالأملquot; على رغم كل شيء.

وردا على سؤال للصحيفة عمن اعطاه هذا الامل، اجاب quot;لا أحد ولا أي شيء سوى أن الأمم المتحدة وأيضا جامعة الدول العربية لا يمكن أن تتركا سوريا من دون محاولة، مهما كانت الظروف صعبة وامكانات النجاح متواضعةquot;.

وشدد مبعوث الامم المتحدة على انه يريد ان يرى quot;أين توقف كوفي أنانquot; والاستفادة quot;من الدرس الكبير الذي سمعناه منه عند استقالته، أي الأسباب التي دفعته الى الإستقالة، وأهمها أن تأييد الاناس الذين عينوه لم يكن في المستوى المقبولquot;، مؤكدا انه يريد quot;دعما قويا وحقيقياquot; من مجلس الامن.

ولكن المبعوث الجديد اكد ان الدعم القوي لا يعني بالضرورة قرارا تحت الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة الذي يجيز فرض عقوبات وصولا الى السماح باستخدام القوة.

وقال ان صدور قرار تحت الفصل السابع او عدمه هو quot;أمر ثانوي. المهم هو وجود تأييد حقيقي وقوي من مجلس الأمن، ومن المجتمع الدولي بشكل عام، ومن الدول العربية من دون أي شك أيضاquot;.

ولهذه الغاية سيجتمع الابراهيمي في نيويورك الاسبوع المقبل مع الامين العام للامم المتحدة ومندوبي الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن.

وأضاف انه سيتوجه من نيويورك الى القاهرة لعقد اجتماعات عدة أبرزها مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مشيرا الى انه يعود الى الجامعة العربية ان تقرر ما اذا كان نائبه سيبقى الفلسطيني ناصر القدوة، الذي كان نائبا لانان، ام انها ستختار بديلا عنه.