اللحوم قد تختفي من الموائد خلال عقود قليلة

إذا كان يمكنللبشر أن يتفادوا اختلالاً هائلاً في الموارد الطبيعية، فعليهم الإقلال من استهلاك البروتين من اللحوم بنسبة 95 في المئة منذ الآن. هذا ما يخلص اليه تقرير علمي يحذر من أن هذا المصدر الغذائي لن يدوم طويلاً بالنظر الى الزيادة المضطردة في عدد سكان الأرض.


لندن: بينما يفضل بعض الناس الامتناع عن أكل اللحوم لأسباب تتعلق بهم شخصيًا، فإن الخيار في هذا المجال سيغيب بأكمله في وقت ما في المستقبل، وعندها سيصبح الجميع تقريبًا نباتيين شاؤوا أم أبوا.

هذا هو السيناريو الذي يرفع نقابه العلماء في laquo;معهد استكهولم الدولي للمياهraquo;. ويقول هؤلاء إن التزايد المضطرد في عدد السكان بالكوكب يعني، ببساطة، أن موارد اللحوم ستضمحل بحيث لا تتجاوز نسبة السعرات الحرارية التي يتلقاها الإنسان من مصادرها الـ5 في المئة، بغضون عقود قليلة.

ونقلت الصحف البريطانية قول مليك فلكينمارك، قائد فريق البحث في المعهد السويدي: laquo;المشكلة وراء كل هذا تتلخص في أن عدد سكان العالم سيرتفع الى 9 مليارات نسمة على الأقل بحلول العام 2050 (بزيادة ما لا يقل عن مليارين عن العدد الحالي). وستكون موارد المياه غير كافية لري المزارع والمراعي التي توفر مصادر اللحوم للإنسان. والنتيجة هي أن هذا الوضع سيجبر نصف سكان الكوكب على الاعتماد على النبات وحده مصدرًا للغذاء.

يأتي كل هذا في تقرير الفريق المعنْوَن: laquo;إطعام عالم عطشان أيضًا: تحديات وفرصraquo;، الذي يتناول المشاكل المتعلقة بتوفير موارد الطعام والماء وسط تزايد السكان المحتم. وسيقدم هذا التقرير في مؤتمر المياه العالمي السنوي في استكهولم بحضور 2500 من الساسة والباحثين وأعضاء وفود الأمم المتحدة والجماعات غير الحكومية من 120 دولة. سيتباحث كل هؤلاء في خطر تناقص الموارد المائية ومضامينه وسط عدد سكان العالم المتعاظم ابدًا.

ويخلص تقرير المعهد السويدي الى أن المخرج الوحيد المتاح أمام الناس لتفادي الاختلال الغذائي الجماعي مستقبلاً هو الإقلال من الاعتماد على اللحوم والبحث عن بدائلها. ويقول: laquo;حتى في هذه الحالة المثلى فستصبح مصادر المياه كافية فقط لتوفير 5 في المئة من العدد الكلي للسعرات الحرارية التي يتلقاها الإنسان من بروتينات توفرها اللحوم. على أن هذا نفسه رهن بسياسة ناجحة تتعلق بالتجارة الحميدة في مجال الأغذية من أجل ضمان سد النقص في المياه في المناطق الريفيةraquo;.

الخضروات بديل متوفر وأكثر رفقاً بالبيئة

وكان تقرير صادر عن الأمم المتحدة في يونيو (حزيران) الماضي قد شدد على أن الاعتماد على اللحوم يستهلك الحصة المنفردة الأكبر من موارد المياه العذبة (39 في المئة)، ويعتبر مسؤولاً أيضًا عن 19 في المئة من الانبعاثات الحرارية الضارة. ووجد التقرير نفسه أن النباتيين هم الفئة الأكثر رفقًا بالبيئة وسط سكان العالم.