باريس: دان الكرسي الرسولي الخميس quot;نشاط المنظمات الارهابيةquot; الذي اسفر عن مقتل السفير الاميركي في ليبيا، وذلك بعدما انتقد الاربعاء quot;عمليات الاستفزاز غير المبررةquot; ضد الاسلام والتي ادت الى اعمال العنف تلك.

وفي بيان ثان في اقل من 24 ساعة، عبر المتحدث باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي عن quot;الادانة الحازمةquot; ل quot;هذا الاعتداء البالغ الخطورةquot;، مذكرا بأن quot;لا شيء يمكن ان يبرر نشاط المنظمات الارهابية والعنف ضد البشرquot;.

وقد ايد الكرسي الرسولي بذلك ضمنا على ما يبدو فرضية حصول هجوم منظم وليس فرضية حصول حركة شعبية عفوية ناجمة عن بث فيلم quot;براءة الاسلامquot; المسيء للاسلام على شبكة الانترنت.

ويقول الخبراء ان بيان الفاتيكان الثاني يبدو بمثابة اعادة تموضع بعد رد فعل اول صدر فور وقوع الاحداث وشدد على دور quot;الاستفزازات حيال المسلمينquot; كمسبب للعنف، فيما لم تكن قد اتضحت بعد صورة ما حصل.

وفي رد فعله الاول، اعرب الكرسي الرسولي عن اسفه ل quot;النتائج المأسويةquot; للاستفزازات والاهانات غير المبررة حيال مشاعر المؤمنين المسلمينquot;. وانتقد التوترات والاحقاد التي تؤدي الى اثارة عنف quot;غير مقبول على الاطلاقquot;.

وكان الاب لومباردي اكد ايضا ان quot;الاحترام العميق للمعتقدات والنصوص والشخصيات الكبيرة ورموز مختلف الاديان امر اساسي جوهري للتعايش السلمي بين الشعوبquot;.

ويأتي هذان الموقفان اللذان يدينان في آن واحد الاساءة الى الاسلام والعنف باسم الدين عشية زيارة حساسة للبابا الى لبنان حيث سيدعو الى التعايش بين المسيحية والاسلام لمواجهة تنامي التطرف.

وتشكل السخرية من الاديان في وسائل الاعلام والعنف باسم الله موضوعين بالغي الاهمية في نظر الكنيسة الكاثوليكية في الوقت الراهن.

وفي كانون الثاني/يناير الماضي، فيما كان عدد كبير من المسيحيين في اوروبا يعبرون عن غضبهم من مسرحيات اعتبرت quot;مهينةquot;، اعرب بنديكتوس السادس عشر عن الامل في ان يثير quot;الاخلال في احترامquot; الايمان الكاثوليكي رد فعل المسيحيين quot;الحازمquot; وquot;الملائمquot; ايضا، وبعبارة اخرى تجنب المغالاة في ردود الفعل واعمال العنف.

باريس تدعو ابو شاقور إلى التحرك بسرعة

في غضون ذلك،هنأت فرنسا الخميس رئيس الوزراء الليبي الذي انتخبه المؤتمر الوطني العام الاربعاء، ودعته الى quot;رد فعل سريع ونموذجيquot; حيال تدهور الامن في ليبيا، كما اعلنت وزارة الخارجية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو ان باريس quot;تدعو رئيس الحكومة الجديد (مصطفى ابو شاقور) الى رد فعل سريع ونموذجي حيال تدهور الوضع الامني في البلاد الذي قد يضر بشكل كبير بمكتسبات الثورة الليبيةquot;.

واضاف ان quot;فرنسا التي دعمت منذ الساعات الاولى تطلعات الشعب الليبي الى الحرية، ستبقى الى جانب السلطات الجديدة لتواكبها في هذه المهمةquot;.

واعلن ابو شاقور عصر الخميس ان التحقيقات في الهجوم على القنصلية الاميركية في بنغازي قطعت quot;شوطا طويلاquot;.

ودان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء الهجوم الذي استهدف القنصلية الاميركية في بنغازي شرق ليبيا والذي قتل خلاله السفير الاميركي وثلاثة دبلوماسيين اميركيين اخرين، وطلب من السلطات الليبية quot;القيام بكل ما يؤدي الى القاء الضوء على هذه الجرائم الشنيعة وغير المقبولةquot;.

واضاف فيليب لاليو ان quot;فرنسا تهنىء مصطفى ابو شاقورquot;، مشيرا الى ان هذا الاخير انتخبه المؤتمر الوطني العام، اعلى هيئة سياسية في البلاد منبثقة عن انتخابات السابع من تموز/يوليو quot;في عملية انتخابية جرت بطريقة شفافة وديموقراطيةquot;.

واوضح المتحدث ان باريس quot;تامل خصوصا في ان تتواصل عملية اقامة دولة القانون في جو من الثقة والوحدة الوطنيةquot;.