تونس: نفى سيف الله بن حسين ، زعيم تنظيم quot;ملتقى أنصار الشريعةquot; السلفي الأكثر تشددا في تونس، مسؤولية تنظيمه عن مهاجمة السفارة والمدرسة الأميركيتين بالعاصمة تونس الجمعة الفائت، متهما وزارة الداخلية التونسية بquot;إخلاءquot; السفارة من الحراس قبل تعرضها للهجوم.

وقتل أربعة أشخاص عندما هاجم الجمعة الفائت مئات من المحسوبين على التيار السلفي، مقر السفارة والمدرسة الأميركيتين بمنطقة ضفاف البحيرة في العاصمة تونس احتجاجا على فيلم مسيء للاسلام انتج في الولايات المتحدة.
وقال بن حسين المعروف في تونس باسم quot;أبو عياضquot; في خطبة ألقاها الاثنين بجامع الفتح وسط العاصمة تونس quot;لماذا وقع إخلاء السفارة فجأة (...) من الحراسة التي كانت مضروبة عليها؟ إنها لعبة سياسية من أجل أن يقع ما وقعquot;.
وأضاف مخاطبا وزير الداخلية علي العريض، القيادي في حركة النهضة الاسلامية الحاكمة، quot;كثير من الصحف (التونسية) أثبتت أن هناك مندسين (بين المحتجين الذين تظاهروا أمام السفارة الاميركية قبل اقتحامها) فلماذا لا تتعاملون مع ما يقوله الاعلام؟quot;.
واتهم أبو عياض الحكومة وquot;الأحزاب المتصارعة على الحكمquot; بquot;الضرب على وتر السلفية والعنفquot; بهدف quot;تأجيل الانتخاباتquot; المقررة مبدئيا في آذار/مارس 2013.
وتابع quot;هناك لعبة سياسية (...) يريدون أن يوجدوا حلا لإشكالية يوم 23 تشرين الأول/أكتوبر القادم، لكن لن تكون (اللعبة) على أكتافناquot;.
ويفترض أن ينتهي المجلس الوطني التأسيسي المنبثق من انتخابات 23 تشرين الأول/أكتوبر 2011، والمكلف صياغة دستور الجمهورية الثانية في تونس، الانتهاء من صياغة الدستور في التاريخ المذكور. لكن احترام هذا التاريخ بات مستبعدا بسبب تباطؤ المجلس في عمله.
وقال أبو عياض مخاطبا أنصاره وأغلبهم شبان ملتحون يرتدون زيا افغانيا quot;لا تنجروا وراء الاستفزاز، لا تكونوا طعما في أيدي المتلاعبين بالسياسية واللاهثين وراء كرسي الحكمquot;.
وتابع quot;ندعو جميع العقلاء في هذه البلاد أن يقفوا وقفة رجل واحد ضد كل ما يخططه أعداء هذا الشعب، نحن لن نكون طرفا في المعركة ولن ندخل هذه المعركة، إخواني كونوا على حذر، إياكم من الانجرار وراء ما يخطط لكم، يريدون أن تكونوا أنتم كبش فداء، لا تعطوهم الفرصةquot;.
وطوقت وحدات خاصة من الأمن التونسي جامع الفتح والمنافذ المؤدية إليه لنحو ساعتين لاعتقال أبو عياض، لكن الأخير تحصن مع أنصاره داخل المسجد ورفض الخروج قبل أن يهرب بعد انسحاب الشرطة من المكان لاسباب غير معلومة.