الغربية (مصر): قال يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن quot;وحدة الصف بين الشعب المصري فريضة والفُرقة حرامquot;، مستنكرًا quot;الانقسام الذى يشهده الشارع المصري حاليًاquot;.

جاء ذلك خلال مؤتمر جماهيري، أقامه القرضاوي اليوم الثلاثاء، وبدأت فاعلياته عقب صلاة المغرب في مسجد قادوس في مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية (دلتا النيل) مسقط رأسه، وحضر المؤتمر قيادات جماعة الإخوان المسلمين والأئمة والعلماء في محافظة الغربية وقياداتها السياسية والأمنية.

واعتبر القرضاوي أن quot;أهل مصر كلهم يعبدون الله، وليس فيهم ملحدquot;، متسائلاً quot;فلماذا يقف كل منهم ضد الآخر، بعدما كان كل مواطن يدافع عن أخيه بروحه خلال أيام الثورة الأولىquot;.

ودعا أئمة وعلماء الغربية خلال إلى أن يكون المنبر quot;وسيلة لتوحيد الشعب ودفعه إلى الأمامquot;، مضيفا أن مصر الآن quot;تحتاج أن يترك أبناؤها الصياح والأصوات العالية والانتماءات الحزبية، ولا يفكرون إلا في العمل، وكيفية النهضة بالبلاد التي ورثناها عن نظام مبارك البائد منهكة ومنهارةquot;.

وأضاف القرضاوي أن هذه النهضة لن تأتي إلا quot;بعد استكمال السلطات بانتخاب مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان) وترك المظاهرات جانبًا، لأنها لا تسفر عن شيء سوى تعطّل العمل وعجلة الإنتاجquot;.

واعتبر أن quot;مصر حققت في عهد الرئيس محمد مرسي الحرية والعدالة والديمقراطية والكرامة الإنسانية ورفع الرأس المصرية، وباقي لنا أن نبني وننهض بهذا البلد، ونجعل مصر في مكانتها المعروفة، وهو ما تؤهلها له ثرواتها البشرية والاقتصاديةquot;.

وذكر القرضاوي أنه quot;مستعد لتلبية دعوة أي حزب من الأحزاب إلى حضور مؤتمر جماهيري، وليس حزب الحرية والعدالة فقطquot;.
كما أكد على quot;أننا جميعًا لزامًا علينا أن نتقدم بالتهنئة إلى أقباط مصر بعيدهمquot;، داعيًا quot;الإخوان المسيحيين إلى الانخراط مع الإخوان المسلمين في بناء الدولة وعدم العزلquot;.

كان القرضاوي (المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين) وصل إلى مدينة المحلة بعد ظهر اليوم الثلاثاء، وسط تشديدات أمنية مكثفة خوفًا من تعرّضه لاعتداء من جانب معارضي الرئيس المصري وجماعة الإخوان أو خشية وقوع صدام بين المؤيدين والمعارضين.

واستقبل شباب منتمون إلى التيارات الليبرالية واليسارية القرضاوي لدى وصوله بحرق لافتات الدعوة إلى مؤتمره، وترديد الهتافات المناهضة له احتجاجًا على مواقفه السياسية الأخيرة حيال الدستور المصري، الذي أقرّ أخيرًا، ودعمه لقوى التيار الإسلامي ضد معارضيهم.