شكلت استقالة الدكتور عماد عبد الغفور من رئاسة حزب النور في مصر وما تلاها من استقالات بين اعضاء الحزب، ضربة قوية لصفوف السلفيين، الذين بحسب المحللين سيدفعون فاتورة الانشقاق في الانتخابات البرلمانية المقبلة..


القاهرة: من جديد تعود الخلافات والانشقاقات داخل حزب النور السلفي، بتقديم رئيس الحزب و150 من قياداته استقالاتهم وإنشاء حزب جديد باسم quot;الوطنquot;، وحيال ذلك يتوقع الكثير من المتابعين للمشهد السياسي الداخلي في مصر أن يكون لهذه الاستقالات تأثير كبير على منافسة الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وقدرته على تحقيق المركز الثاني في عدد الأعضاء تحت القبة، كما حصل في المرة السابقة.

تراشق الاتهامات بين الجبهتين

وقد أرجعت جبهة الدكتور عماد عبد الغفور، سبب تقديمه استقالته من رئاسة الحزب إلى أن الدكتور عبد الغفور كان يخطط منذ ثلاثة أشهر لترك رئاسة الحزب والسعي لإنشاء حزب جديد يستطيع من خلاله تنفيذ أفكاره، بجانب أن الدكتور عبد الغفور شعر بأن وجوده في رئاسة الحزب أصبح غير مرغوب به من جانب جبهة المعارضة، والتي يقودها المهندس أشرف ثابت؛ نظرًا لتصديه لتدخل الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية في أمور الحزب، بجانب علمه بوجود مخطط جاهز للتخلص منه قريبًا؛ ولذلك كان قرار التقدم بالاستقالة، وهو ما تسبب أيضًا في تقدم 150 عضوًا بالحزب استقالاتهم واحداً تلو الأخر للانضمام للكيان السياسي الجديد.

في حين كان رد قيادات بحزب النور أن عبد الغفور منذ توليه المسؤولية وهو يريد أن ينفرد بالقرار لنفسه دون الرجوع لأعضاء الهيئة العليا، وقام بتكوين جبهة داخل الحزب بعيدًا عن مصلحة الحزب والدعوة السلفية ومنهجهما السياسي والدعوي..

الأزمة انتهت.. ولكن!

من جانبه، أكد المهندس أشرف ثابت، عضو الهيئة العليا لحزب النور، لـquot;إيلافquot; أن الهيئة العليا للحزب قررت قبول استقالة رئيس الحزب وجميع الاستقالات التي تقدم بها الآخرون وانتهت الأزمة، والحزب لن يتأثر بما حدث من انشقاقات فكان ذلك متوقعًا من قبل.

وأضاف: quot;أن قواعد وهيكل الحزب لم تتأثر بعد، ونحن قادرون على القيام مرة أخرى بقوة كبيرة، وسوف تثبت الانتخابات البرلمانية ذلك، حيث إن حزب النور سوف ينافس على جميع الدوائر فهو قادر على تحقيق نتائج تفوق ما تحقق في الانتخابات السابقةquot;.

وقال: quot;إن اجتماع الجمعية العمومية للحزب المقرر في 13 يناير القادم سيشهد انتخاب رئيس جديد للحزب، الى جانب انتخاب أعضاء جدد لمكتب الهيئة العليا للحزب وقيادات أخرىبالمحافظاتquot;.

وأوضح أن تحالف الحزب مع الإخوان أو أحزاب أخرى في الانتخابات القادمة سابق لأوانه، ولكن المنتظر أن يخوض النور الانتخابات منفردًا.

متوقعة منذ ثلاثة أشهر

وقال الدكتور يسري حماد، نائب رئيس حزب النور المستقيل، لـquot;إيلافquot;: quot;إن هدف الاستقالات من حزب النور هو إنشاء كيان سياسي حقيقي يستفيد من الأخطاء التي كانت تحدث في حزب النور، ويستطيع المستقيلون تقديم برامج حقيقية عملية يحتاج إليها الشعب المصري وتخفف من معاناتهquot;.

وأضاف: quot;أن حزب quot;الوطن quot;المزعم إنشاؤه سيعتمد على خمسة أمور ثابتة، وهي: quot;العدل، والشورى، وتكافؤ الفرص، والشفافية، والمحاسبةquot; وهي القيم التي كانت غير متوفرة بحزب النور خلال الفترة الماضية، فالحزب كان يفتقد لأهم شيء من القيم السابقة المهمة في أي كيان سياسي ألا وهي العدالة، والحزب المقرر تكوينه سوف يقوم على أساس المناخ الشرعي والمنهج السلفي بشكل عام.

وعن التحالف مع حزب quot;الأمة quot; للشيخ حازم أبو إسماعيل قال: quot;إن التحالف أمر وارد بشدة، وهناك تنسيق في هذا الأمر ومن المقرر خوض الانتخابات في قائمة موحدةquot;.

كما أكد الدكتور يونس مخيون عضو الهيئة العليا لحزب النور لـquot;إيلافquot; أن الاستقالات كانت متوقعة منذ ثلاثة أشهر، حيث إن جبهة عبد الغفور لم ترضَ بالاتفاق الذي قد تم إبان الأزمة الأولى للحزب، وبالتالي بدأ التخطيط للحزب الجديد، ولكن ما يحسب على جبهة عبد الغفور أنه لجأ للتحالف مع الشيخ حازم أبو إسماعيل وهو بعيد عن الدعوة السلفية، وله منهج خاص به في الدعوة الإسلامية.

وأضاف: quot;أن حزب النور قادر على مواجهة أي أزمة سياسية، ولدينا من القيادات والشباب لمواجهة الصعاب وسوف نحقق نتائج مفاجئة بالانتخابات البرلمانية القادمةquot;.

quot;لن يحقق نصف النتائجquot;

ومن جانبه يرى الدكتور محمد منصور، أستاذ العلوم السياسية، أن حزب النور تعرض لأزمات داخلية على مدار الفترة القادمة وسوف يكون لها تأثير كبير على ثقة الشارع به، والأزمة لم تبدأ بالإنشقاقات الداخلية، ولكنها بدأت من خلال قيام نواب الحزب بالبرلمان المنحل بأفعال مسيئة مثل: كذبة النائب البلكيمي، وفضيحة علي ونيس، والأمر الآخرهو أن الحزب لم يقم على أسس ديمقراطية وقواعد ثابتة، ومنذ البداية وهناك أزمات داخلية ناتجة عن تدخل الدعوة السلفية في عمل الحزب، وما تحقق من نتائج في الانتخابات البرلمانية لم يكن مخططاً له، بل جاء بشكل عشوائي.

وأكد لـquot;إيلافquot; أن ما يحدث الآن بحزب النور سوف يكون له تأثير مباشر على فرصته في الانتخابات البرلمانية القادمة، ولن يحقق نصف النتائج التي حققها في البرلمان المنحل، والأمر نفسه بالنسبة للحزب المزعم إنشاؤه من جانب الدكتور عبد الغفور.

متوقعًا المزيد من الانقسامات داخل حزب النور خلال الأيام القادمة، حيث يتوقع المزيد من الصراعات بين الأعضاء الحاليين؛ بحثًا عن المصالح. وفي ظل تدخل الدعوة السلفية الدائم بالحزب، فقيادات الدعوة السلفية تبحث عن تكرار تجربة جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، لكنّ هناك فارقاً كبيراً، فالإخوان جماعة منظمة موجودة على الساحة منذ 80 عاماً، ولديها تنظيم قائم على السمع والطاعة، في حين أن العمل السياسي للسلفيين قريب العهد ولغة الاختلافات بينهم كبيرة.