أعلنت الحكومة العراقية اليوم الخميس عطلة رسمية في البلاد لمناسبة اربعينية الامام الحسين، وقد احيا نحو مليوني عراقي ومسلم هذه الذكرى وسط اجراءات امنية ومشددة لم تمنع حصول انفجارات استهدفت الزائرين في طريقهم إلى كربلاء، أدت إلى سقوط العشرات من القتلى والجرحى.


اعلنت الامانة العامة لمجلس الوزراء العراقي تعطيل الدوام الرسمي لليوم الخميس في مؤسسات الدولة لمناسبة الزيارة، وقالت في بيان quot;بمناسبة أربعينية الامام الحسين (ع) تقرر تعطيل الدوام الرسمي في مؤسسات الدولة ليوم الخميس عدا التشكيلات التي يقرر الوزراء والمحافظون ضرورة استمرار عملها لتقديم الخدماتquot;.

وقد عززت قوات الأمن إجراءاتها في كربلاء (110 كم جنوب بغداد) مع وصول مئات الآلاف من المسلمين الشيعة إلى المدينة ليشاركوا بإحياء ذكرى الاربعينية حيث استمرت حشود الزوار في التوجه سيراً على الأقدام إلى المدينة المقدسة لبضعة ايام، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها السلطات لمنع أي اعتداءات على الزوار المتوافدين من داخل البلاد وخارجها.

وقد تم نشر 36 ألف جندي في المدينة وحولها ووضعت نقاط للتفتيش على الطرق المؤدية إلى مرقد الامام الحسين لتأمين الزوار من أي هجمات محتملة. وشهدت شوارع كربلاء العديد من المسيرات شارك فيها الزوار الشيعة المتشحون بالسواد وهم يدقون الصدور ويلطمون الرؤوس على قرع الطبول.

ورغم مقتل حوالي 30 شخصاً وإصابة 97 آخرين بجروح في هجمات متفرقة بأنحاء العراق حيث لا يزال المسلحون ينفذون هجمات بشكل شبه يومي ويشنون هجومًا كبيرًا على الأقل كل شهر. وقد أعلنت العتبة الحسينية في محافظة كربلاء أن عدد الزائرين من العرب والأجانب بلغ أكثر من 600 ألف شخص جاؤوا من 35 بلدًا، وفيما أكدت المحافظة أن هذه الزيارة تعد أفضل من الزيارات السابقة اعتبر عدد من الزوار أن مشكلة النقل هي من أهم المصاعب التي تواجههم في حين هيّأت وزارة النقل ومحافظات مجاورة مئات السيارات لنقل الزوار من محافظة كربلاء الى المحافظات التي جاؤوا منها بعد انتهاء الزيارة.

وقال مدير العلاقات العامة في العتبة الحسينية جواد الشهرستاني في تصريح صحافي إن الزوار العرب والأجانب القادمين الى كربلاء يمثلون 35 بلدًا من دول أميركا الجنوبية كالأرجنتين والبرازيل بالإضافة إلى نيجيريا وساحل العاج فضلاً عن دول أخرى. مشيرًا إلى أن إدارة العتبات الدينية لا تواجه مشكلة في استقبال الزائرين حيث تم تحديد مسارات دخولهم وخروجهم.

36 الف عسكري وطائرات لتأمين زائري الاربعينية

وقد تم نشر 36 الف عسكري وخمس سرايا لقوات مكافحة الشغب ومفارز بأجهزة حديثة لكشف المتفجرات. وقال قائد عمليات الفرات الاوسط الفريق الركن عثمان إنه تم تنفيذ الخطة الامنية في محافظة كربلاء حيث تم قطع الطرق المؤدية الى المدينة ونشر 36 الف عنصر امني داخل المحافظة كما ارسلت وزارتا الدفاع والداخلية تعزيزات تضم 11 فوجًا امنيًا اضافة الى نشر عناصر استخباراتية.

وقال الغانمي في مؤتمر صحافي عقده في مدينة كربلاء إن quot;اكثر من 36 الف عنصر امن يشاركون في حماية زائري الاربعينية، موضحًا أن جميع الأجهزة الأمنية والخدمية بالمنطقة تم استنفارها وتعزيزها بقطعات إضافية من المحافظات المجاورة، فضلاً عن إشراك عدة طائرات مروحية لتقديم الدعم والإسناد الجوي للقطعات البرية، للحيلولة دون إستهداف الزائرين بقذائف الهاونات وصواريخ الكاتيوشا.

وأشار إلى quot;أن القوات الأمنية في منطقة شمال بابل (100 كم جنوب بغداد) تنفذ يومياً عمليات دهم وتفتيش لأوكار الإرهاب والمناطق المشتبه فيها موجهة بذلك ضربات لتنظيمات القاعدة وما يعرف بدولة العراق الاسلامية بحسب قوله.

وأعلنت الحكومة المحلية في كربلاء تعطيل الدوام الرسمي في ادارات المحافظة لمدة عشرة ايام، وذلك إثر توافد اعداد كبيرة من الزائرين وغلق معظم الطرق الرئيسية لكن العطلة لم تشمل الادارات الخدمية والصحية.

وتصادف الزيارة الاربعينية اليوم العشرين من شهر صفر الحالي، والذي يصادف مرور أربعين يوماً على مقتل الحسين بن علي بن ابي طالب عام 61 للهجرة. وتشكل هذه الزيارة أحد أهم الزيارات التي يقوم بها المسلمون الشيعة إلى مدينة كربلاء، حيث يؤديها عدد كبير منهم سيراً على الأقدام لعدة أيام من جميع مناطق العراق، في حين تنتشر آلاف المواكب والهيئات على الطرق المؤدية إلى المدينة لإيواء الزائرين وتقديم الطعام والخدمات الطبية لهم.