يسعى معارضو الأسد لحرمان القوات النظامية من القدرة على استخدام الطائرات والمطارات في شمال البلاد. ويعتبر وقف استخدام النظام للمطار أهم جزء من خطة قطع طرق الإمدادات على الجيش النظامي.


حلب: يسعى مقاتلو المعارضة السورية بعدما خيم الجمود على جبهات حلب للسيطرة على المطارين المحيطين بالمدينة لحرمان النظام من ورقة أساسية بيده والسيطرة تاليا على كبرى مدن شمال سوريا.

وقال العقيد ابو قصي، احد قادة المسلحين في العملية المتعددة الجبهات ضد القاعدة التابعة لقوات النظام في محيط المطار quot;اذا سقطت المطارات، فان حلب جميعها ستسقطquot;. وأوضح أنّ جيش الرئيس السوري بشار الأسد يستخدم مدرج المطار الذي طوله ثلاثة كيلومترات لنقل الذخائر والإمدادات لقواته في حلب والتي تسيطر على نصف المدينة.

ويعتبر وقف استخدام النظام للمطار اهم جزء من خطة قطع طرق الامدادات على الجيش السوري النظامي. ويواصل الجيش السوري الحر الضغط على الطرق التي تستخدمها القوات النظامية.

ولكن الجيش النظامي يواصل القتال باستخدام المقاتلات والمروحيات الروسية الصنع لضرب مواقع قوات المعارضة التي تطلق النار من أسلحة الكلاشنيكوف والقذائف الصاروخية على quot;القاعدة 80quot; التابعة للجيش النظامي في المطار.

وقال ابو قصي الخميس فيما كان يقف بعض المقاتلين الشباب حوله في أزياء عسكرية مختلفة في موقع خارج القاعدة quot;نحن نهاجم القاعدة منذ 25 يوماquot;. وقتل في العملية 12 مقاتلا مسلحا حتى الان، بحسب ابو قصي.

الا ان ابو قصي اعرب عن ثقته بأن مقاتلي الجيش الحر وعددهم 400 مقاتل مشاركين في العملية سيتغلبون على 150 جنديا يتوقع انهم يختبئون في القاعدة 80. وقال انه quot;خلال اليومين السابقين فقط، انشق خمسة جنودquot;، مضيفا ان المسلحين المعارضين يحرصون على ان لا يطلقوا النار على قوات النظام الذين يعتقدون انهم يفرون للالتحاق بالمعارضين.

واكد ان quot;العديد من الجنود يريدون الانشقاقquot;. وفي حال سيطرة المسلحين المعارضين على حلب التي تعتبر ثاني اكبر المدن السورية، فإن من شأنها ان تصبح قاعدة كبيرة لهم يواجهون فيها نظام دمشق ويعززون سيطرتهم على المناطق الشمالية الريفية.

ومنذ عدة اشهر، يتصارع الجانبان للسيطرة على المدينة التي اصبح فيها القصف وانقطاع الكهرباء من الامور اليومية التي اعتاد عليها السكان المحليون المتبقون في المدينة. والميزة التي يحظى بها الجيش النظامي هي سيطرته الكاملة على الاجواء، حيث تقوم مقاتلاته بقصف المتمردين وفي العديد من الحالات المدنيين.

وتستند استراتيجة المعارضين المسلحين على حرمان القوات النظامية من القدرة على استخدام الطائرات والمطارات في شمال البلاد. وفي وقت سابق من هذا الشهر سيطر المعارضون المسلحون - ومعظمهم من المقاتلين الاسلاميين الاصوليين - على قاعدة تفتناز الجوية العسكرية على بعد 50 كلم جنوب غرب حلب بعد هجوم ضار وطويل.

وقال قائد معارض اخر في حلب يدعى ابو ماهر لوكالة فرانس برس ان مقاتليه يهاجمون قاعدة جوية في كويريس على بعد 40 كلم شرق حلب. واضاف quot;من هذا المطار تقوم المروحيات والمقاتلات بطلعات ضدناquot;.وقال ان الجنود النظاميين في القاعدة quot;خائفون جدا ومعنوياتهم منخفضةquot;. ولم يتسن التأكد من الوضع في كويريس خوفا من الغارات الجوية التي يشنها النظام.

ويبدو ان الجيش النظامي قرر اتباع استراتيجية الدفاع عن المدن الكبرى في سوريا وترك المعارضين المسلحين يسيطرون على مناطق ريفية في شمال وشرق البلاد، وتحدي النظام على مشارف العاصمة دمشق جنوبا.