بعد سنوات من الصراع على لقب السيدة الأولى بين أنيسة مخلوف، والدة بشار الأسد، وبين كنتها أسماء الأخرس، حسمت زوجة الرئيس المسألة لصالحها، وغدت هي سيدة سوريا الأسد الأولى.


لندن: حُسم الصراع على لقب السيدة الأولى بين أسماء الاسد، زوجة الرئيس السوري بشار الاسد، وأنيسة مخلوف والدة الرئيس السوري وزوجة الرئيس الراحل حافظ الاسد، لصالح أسماء الأسد، بعدما كان صراعًا خفيًا، سمي بالحرب الناعمة، جرى على مدى سنوات.
وما عزز هذا الصراع كان عزوف أنيسة مخلوف عن الظهور في المناسبات العامة، إلى أن تزوج ابنها أسماء الأخرس في العام 2000.
الا أن أسماء الوافدة الجديدة حاولت كسر القاعدة، والتواجد في المناسبات، والظهور أمام وسائل الاعلام بحجة تحسين صورة عائلة الاسد والوقوف إلى جانب زوجها، الا أنها لم تُمنح لقب السيدة الاولى قط.

ثغرات قطرية

حمّل عدنان عبد الرزاق، الأمين السابق لتحرير جريدة حزب البعث الحاكم في سوريا المنشق، في تصريح لـquot;ايلافquot;، بنية وشكل الدولة التي أسسها حافظ الأسد على نحو مغلق في الداخل، وغلبت عليها الصفة الأمنية والقمعية، تاركًا بعض الثغرات والمطبات لورثته من بعده، quot;فمنصب أمين عام حزب البعث الحاكم الذي استأثر به الأسد الأب إلى جانب منصب الأمين القطري، كان من بين تلك الثغرات، إذ لم يزل منصب الأمين العام شاغرًا، وبقيَّ الأمين العام المساعد- منصب عبد الله الأحمر - أقرب للشكلي منه للواقعي والعملي، بعد اقصاء دور القيادة القومية لصالح القيادة القطرية، التي أسند للرئيس بشار الأسد أمانتها العامة، وكذا لجهة نسب لقب السيدة الأولى، الذي بقيّ موضع خلاف وتردد لأعوامquot;.
أضاف عبد الرزاق: quot;بعيد تسلم بشار زمام السلطة، بدأت الوكالة الرسمية تسوق أسماء الأخرس على أنها السيدة الأولى، بعد نسب نسبها لزوجها الرئيس، وهو تقليد غربي لم يكن متداولًا في المنطقة بعد، وكذلك لجهة نسب لقب السيدة الأولى، الذي بقيّ موضع خلاف وتردد لأعوام، فالأم أنيسة بقي نسبها مخلوف حتى الآن، ولم تتكنَّ يومًا بالأسدquot;.
وأكد عبد الرزاق وجود ردود أفعال أسرية بشأن إسناد لقب السيدة الأولى لأسماء السنية الوافدة إلى دائرة الرئاسة والأسرة، والدليل عدم صدور قرار رسمي بشأن تلك التسمية أو اللقب.

اللقب عاد لأسماء

في الطرف المؤازر للوالدة أنيسة مخلوف، وقفت ابنتها بشرى بالمرصاد لأسماء، ومنعتها من توسيع نفوذها، ورفضت ظهورها المتكرر في وسائل الاعلام، وتردد عنها رفضها ظهور زوجة أخيها كنجمات السينما.
ونشرت هذا الأسبوع الصفحة الخاصة برئاسة الجمهورية العربية السورية على موقع فايسبوك للتواصل الاجتماعي خبرًا مفاده أن والدة الرئيس بشار الاسد لم تغادر سوريا إلى دبي، وكان لافتًا اختفاء اسم السيدة الاولى قبل اسم أنيسة مخلوف، ليصير ملكًا لأسماء، بعد اعادته منذ سنوات لوالدة الاسد إثر تصحيح خبر عن نشاط قدّم أسماء الاخرس كسيدة أولى.
لم تظهر مخلوف في أي نشاط علني، منذ وفاة نجلها باسل الاسد في كانون الاول (ديسمبر) 1994. لكن في العام 2006، رعت مخلوف، كسيدة أولى، أول نشاط علني منذ سنوات وهو المؤتمر النسائي العام الذي افتتح في دمشق في مكتبة الاسد الوطنية، بصفتها راعية للمؤتمر والرئيسة الفخرية للاتحاد النسائي.
وفي هذا الصدد، قال عبد الرزاق: quot;بعد اشتداد الخلافات، بدأت التوصيات تأتي للصحف بعدم اسناد لقب السيدة الأولى للزوجة أسماء، وبطبيعة الحال قلما تأتي أخبار رسمية عن نشاطات الأم أنيسة مخلوف ما يسر علينا الأمرquot;.

صفقة مربحة

قال عبد الرزاق: quot;عندما ظهرت مخلوف في العام 2006 في مكتبة الأسد بدمشق، ظهر الخلاف والإختلاف، سواء في الوسائل الإعلامية أم في الأسرة الحاكمة كما كان يقال وقتذاك، فانزعجت اسماء، لكن الأمر لفلف وقتذاك بإلغاء اللقب من الإعلام السوري، وعاود الخلاف للظهورخلال انتخابات غرفة تجارة وصناعة حمص، وقتها كان الدكتور طريف الأخرس طرفًا وأنصار المهندس رامي مخلوف طرفًا آخرquot;.
يتساءل ناشطون في أحاديث متفرقة مع quot;ايلافquot; إنه جاءت اعادة لقب السيدة الاولى لأسماء ضمن صفقة لابقائها في سوريا ومؤازرتها بشار الأسد في حربه ضد شعبه، وتسويق روايته أنه يحارب ارهابيين، الامر الذي وصل إلى درجة ترديدها عبارة الله على الظالم في كافة لقاءاتها؟ وهل تضمنت هذه الصفقة، في حال وجودها، تقاسماً رسمياً لأموال عائلات الاسد ومخلوف والاخرس التي هي اموال الشعب السوري؟
الا أن البيان الذي نشره المكتب الاعلامي الرئاسي يؤكد ضمنًا أن بشرى الاسد، شقيقة بشار، التي يقال إنها كانت وراء منع منح لقب السيدة الاولى لأسماء، غادرت سوريا فعلًا مع اولادها لأن نبأ مغادرتها واقامتها في دبي لم ينفِه المكتب الاعلامي.
وكانت تقارير اعلامية أكدت وجود مخلوف إلى جانب ابنتها في دبي، وهذا ما أكده روبرت فورد، السفير الاميركي في سوريا، في لقاء أجراه أخيرًا.