جددت السعودية مواقفها الداعمة للمعارضة السورية ضد النظام البعثي الحاكم في دمشق، إذ أكد وزير خارجية المملكة أن ما يحدث في سوريا هو quot;صمة عارquot;.


الرياض: نفى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وجود أي اختلاف بين السعودية وتونس في وجهات النظر حول القضايا الدولية، معتبراً أن ما يحدث في سوريا وصمة في جبين الأمة العربية وفي جبين المسئولين في سوريا بشكل خاص.

جاء ذلك خلال أعمال الدورة الثانية للجنة المتابعة والتشاور السياسي بين السعودية والجمهورية التونسية برئاسة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ونظيره التونسي الدكتور رفيق عبدالسلام، وأوضح الفيصل أن القيادة السورية فقدت شرعيتها عربيا وإسلاميا ودوليا وأصبح لا مجال الآن إلا أن تتضافر جهود الدول العربية والإسلامية في دعم سوريا ومطالبتنا بأن تتخذ الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشكل خاص الموقف الذي ينهي هذا النزاع بالسرعة التي تحفظ بعض ماتبقى من إمكانيات البلد.

أما بالنسبة للشأن اليمني فقد أشار إلى أن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بالتعاون عملت جاهدة مع الحكومة في اليمن لانتقال السلطة سلميا في البلاد وهذا ما حدث، معربا عن أمله في أن تكمل اليمن الخطوات التي بدأتها في تنفيذ مقترحات دول مجلس التعاون بهذا الخصوص.

وحول العلاقات مع تونس، فقد وصفها الفيصل بأنها تبشر بالخير في ظل الإرادة السياسية لقيادتي البلدين.

وأضاف: quot;نحن نرى في تونس دولة تاريخية متضامنة شعبها يحتوي على حضارة عريقة وبالتالي فنحن لا نخشى في مستقبل الأيام على هذا البلد وهو بلد محوري في الساحة العربية وفي الساحة الدولية ومفتاح لعلاقات ليس فقط عربية/عربية ولكن عربية خليجية متينة وفي صالح جميع الدول العربيةquot;.

بدوره، أكد عبدالسلام أن تونس تسعى لإقامة قواعد جديدة للتبادل التجاري وجلب الاستثمارات خاصة للمناطق الداخلية المحرومة مبيناً أن بلاده تعد المملكة في طليعة البلدان التي تأمل تونس بمساعدتها.

وكان الأمير تركي الفيصل دعا إلى تزويد المعارضة السورية بأسلحة مضادة للدبابات وللطائرات؛ لتحقيق تكافؤ في معركتهم ضد الرئيس بشار الأسد.وقال الأمير تركي الفيصل رئيس المخابرات السعودية السابق شقيق وزير الخارجية السعودية أنه يفترض أن بلاده تقدم كافة المساعدات للمعارضة السورية، نافيا بذلك ماقيل على لسانه وفق بيان وزعه مكتبه أن يكون قد لام بلاده لعدم تسليح المعارضة، وقال إن تصريحه المنسوب له مجتزأ وغير دقيق.

وأضاف في كلمة أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا بأنه لا بد من تحقيق تكافؤ، مشيراً إلى أن معظم الأسلحة الموجودة لدى المعارضة تم الاستيلاء عليها من مخازن الجيش السوري، ومن خلال الذين انشقوا عن الجيش بأسلحتهم.وتابع قائلاً إن المطلوب هو أسلحة متطورة عالية المستوى، قادرة على إسقاط الطائرات وإعطاب الدبابات من مسافات بعيدة، وهو ما لم يتحقق.

وقال الأمير تركي إنه يتعين على القوى الغربية الحصول على معلومات كافية عن كتائب المعارضة المسلحة العديدة؛ لضمان وصول الأسلحة لعدد محدد من الجماعات فقط. وأضاف بأن تحقيق التكافؤ العسكري بين قوى المعارضة والقوات السورية يجب أن يكون مصحوباً بمبادرات دبلوماسية، مشيراً إلى أنه بالإمكان اختيار من وصفهم بالأخيار من المعارضة وتزويدهم بهذه الوسائل بما يعزز مصداقيتهم.

في المقابل، نفت سوريا، الأحد، تقارير متداولة تزعم تخطيط النظام لتنفيذ عملية تفجير في مكة خلال موسم الحج الماضي واغتيال رموز دينية وسياسية في السعودية والقيام بعمليات تفجير لمحطات وقود في مدينة جدة.

وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية إن دمشق تنفيquot;هذا الخبر جملة وتفصيلاًquot;. وأضاف المصدر بأن الشخص الذي زعم بأنه جند لتنفيذ عملية التفجير أثناء وقفة الحجاج على صعيد عرفة quot;لم يكن في أي يوم من الأيام دبلوماسيا سوريا كما ادعى بل هو مستخدم محلي سابق بعقد خدمة كان يعمل في القنصلية العامة للجمهورية العربية السورية في جدة ويهدف هو ومن يقف وراءه إلى تلفيق هذه الأقوال في محاولة منهم للنيل من صمود سوريا في وجه المؤامرة التي تتعرض لهاquot;، طبقاً لوكالة الأنباء السورية.

ويأتي النفي لما نشرته بعض وسائل إعلام عن كشفquot;دبلوماسي سوري منشقquot; لمخططات تخريبية بالسعودية رسمتها القنصلية السورية بالمملكة.