لا تريد التصفيق على ما يجري دوليًا، لهذا السبب وأسباب أخرى لم تعد خافية على أحد، فاجأت السعودية العالم بإلغاء كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ والسبب سوريا.


الرياض: للمرة الأولى في تاريخها، ألغت السعودية كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفاجأت العالم رغم أنها هي من كانت متفاجئة كدولة عربية وقفت إلى جانب شعب شرد وظلم وقتل من قتل فيه، من كيفية تناول الأزمة السورية في الأمم المتحدة.

ولأن السعودية، لا تريد التصفيق على ما يجري دوليًا، قال مصدر مطلع إن امتناع السعودية حتى عن توزيع نص خطابها laquo;يعكس عدم رضى المملكة عن التطورات المتعلقة بسوريا في الأمم المتحدة، وعدم رضاها عن تقرير لجنة التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية لأنه لم يحدد الجهة المسؤولة عن استخدام هذه الأسلحة في الغوطتين الغربية والشرقية قرب دمشق وكذلك عدم الرضى عن مسار البحث في مجلس الأمن الذي تحول إلى التركيز على مسألة السلاح الكيميائي وجعل المسألة السورية الأساسية كأنها منتج جانبي.

وزادت المصادر أن المملكة quot;لا تريد أن تكون ضد الإجماع الدولي، لكنها في الوقت نفسه لا تريد التصفيق لما يجري الذي لا يرقى إلى ما كانت تتطلع إليه في مجلس الأمن والأمم المتحدةquot;. وكان مقرراً أن تُلقى كلمة المملكة العربية السعودية أمام الجمعية العامة صباح الإثنين، لكن الجمعية العامة تبلغت قبيل موعد إلقاء الخطاب أن السعودية لن تكون لها كلمة العام الحالي.

وجرت العادة في أعوام سابقة أن توزع نص كلمتها في حال عدم إلقائها من على منبر الجمعية العامة، إلا أنها اختارت أن تلغي كلمتها تماماً السنة الحالية للمرة الأولى.

قبلها بفترة وجيزة، طالب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل بأن يوثِّق مجلس الأمن اتفاق جنيف حول سوريا تحت الفصل السابع، مشددًا على معاقبة النظام السوري، الذي لم يتوانَ عن قتل شعبه، وذلك في كلمة المملكة العربية السعودية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال الفيصل إنه يجب تعزيز الدعم للمعارضة السورية لتغيير ميزان القوة على الأرض بدلاً من استفادة النظام السوري من الاتفاق الأميركي الروسي، حيث يبدو أنه يهدف إلى كسب الوقت عبر المناورة.

وأضاف الفيصل أنه إذا كان فعلاً هدف جنيف-2 هو السعي إلى حل الأزمة فلابد أولاً من توثيق الاتفاق بقرار حازم من مجلس الأمن تحت الفصل السابع، ثانياً التأكيد على كافة قرارات اجتماعات جنيف-1، وثالثاً عدم استخدام جنيف-2 وسيلة لإضفاء الشرعية على نظام الأسد.

وقال الفيصل إن استخدام نظام الأسد للسلاح الكيميائي تجاوز كل الخطوط الحمراء معرباً عن أمله في ألا يؤدي إفلات النظام من العقاب إلى إثارة الشكوك حيال الجدية في الالتزام بالمبادئ المتفق عليه في اجتماعات أصدقاء سوريا. كما طالب الفيصل بدعم المعارضة السورية لتحقيق توازن على الأرض، مشيراً إلى أن تراجع هذا الدعم ساهم بانتشار المتشددين.

وأضاف أن الموقف الدولي المتردد يشكل عقبة أساسية أمام الائتلاف، الذي يسعى الى ضمان مستقبل سوريا، مشيراً إلى أن هذا التردد بحجة انتهاء الدعم إلى أيدي المتطرفين يدعو إلى التساؤل، وإن الذي أعطى الفرصة إلى انتشار المتطرفين في سوريا هو حجب المساعدات عن الائتلاف وليس العكس.