ينظر كل فريق في لبنان الى اتهام العنصر الخامس المناصر لحزب الله في قضية اغتيالرفيق الحريري من منظوره الخاص، فهل يكون التقارب الاميركي الايراني على حساب صدقية المحكمة الدولية؟.

بيروت: متهم خامس أضافته المحكمة الدوليّة الخاصة بلبنان الى لائحة المتهمين الأربعة من عناصره بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، أي تأثير لهذا الخبر على المستوى السياسي، علمًا أن حزب الله لم يعلن صراحة موقفه من الموضوع؟ يقول النائب نبيل دو فريج ( المستقبل ) في حديثه لـquot;إيلافquot; إن اتهام عنصر خامس ينتمي الى حزب الله في قضية رفيق الحريري يعني أن المحكمة الدولية مستمرة في عملها، ولن تصدر أي قرار نهائي من دون أخذ كامل وقتها لذلك، وقبل أن تحقق جيدًا قبل أي اتهام. اما بالنسبة للقرار السياسي، فإن السؤال الذي يطرح هل القيادة العسكرية لحزب الله متورطة في اغتيال الحريري، هل هم فقط عناصر من حزب الله يتلقون اوامر من اشخاص خارج القرار السياسي الداخلي؟، والمعروف، يضيف دو فريج، أن وضع ايران في المنطقة من بعد الحريري قد تعزز، وهذا امر غير مخفي على أحد.

ويلفت دو فريج أن قسمًا كبيرًا من تمويل المحكمة الدولية يأتي من المجتمع الدولي، وهذا المجتمع يراقب عمل المحكمة، فإذا اخطأت سوف يتوقف تمويلها، وسيُطلق عليها صفة عدم الجدية، ومجرد أن المجتمع الدولي المكون من مختلف الاطراف السياسية حول العالم، يتابع عمل المحكمة الدولية، فإن عمل تلك المحكمة من المفروض أن يكون مهنيًا وتكنوقراطيًا، ولنا كامل الثقة بها.

ويؤكد دو فريج الى أنه من الطبيعي أن يشكك الفريق الآخر بعمل تلك المحكمة منذ اليوم الاول، وعندما بدأنا بالمطالبة بها، كان واضح كلام الفريق الآخر عندما تحدث عن تسييسها، ولم نكن نتوقع منهم غير ذلك.

ويرى دو فريج أن الكلام عن التقارب الاميركي الايراني سيكون على حساب المحكمة الدولية على خلفية الكيميائي، هو كلام مرفوض، ولا يستطيع الاميركيون التغيير في المعادلة التي بنيت عليها المحكمة الدولية، وعندما نشهد أن اميركا اوقفت حصتها في التمويل، أو ضغطت على الامم المتحدة لايقاف المحكمة الدولية بطريقة أو بأخرى، يومها نقول إن امرًا ما يطبخ خلف الكواليس، اما اليوم المحكمة الدولية مستمرة والبرهان على ذلك تم اتهام شخص خامس، في وقت شاهدنا تقاربًا بين الرئيس الايراني حسن روحاني والرئيس الاميركي، وواضح انهما سيكملان على هذه الخطى.

ويلفت دوفريج الى أن ايران اليوم تلعب لعبة اعلامية، من خلال تظهير نفسها بمظهر الاعتدال، وهذه الطريقة جديدة في التعاطي مع المجتمع الدولي وخصوصًا مع الاميركيين واسرائيل.

وكل هذه الامور عندما يتوصلون الى بيت القصيد أي الملف النووي، سيظهر اذا ما كانت فعلاً عملية اعلامية اما هي جدية بالفعل.

ويرفض دوفريج فرضية أن تكون تسمية العنصر الخامس في قضية رفيق الحريري كنتيجة ضغط على حزب الله من اجل تمرير تمويل المحكمة الدولية ويقول:quot; هذا امر افتراضي، وفذلكات اعلامية وخيال واسع من قبل الكثيرين.

تسييس المحكمة الدولية

اما النائب السابق اسماعيل سكرية ( الوفاء للمقاومة) فيؤكد في حديثه لـquot;إيلافquot; أن اتهام عنصر خامس مناصر لحزب الله يدخل ضمن اطار الاتهام الاول للعناصر الاربعة المنتمين الى حزب الله، وهذه التهم عليها علامات استفهام، وكم مدى وضوحها وجديتها فهو أمر يجب ان يُدّعم بوقائع اكبر، وعناصر اثبات.

ويؤكد سكرية أن المحكمة الدولية مسيّسة منذ أن بدأت عملها، وطريقة عملها اظهرت تسييسها، وما زالت مسيّسة، وهي منذ العام 2005 تعمل، ولم تصدر أي قرار جدي منذ 8 سنوات، وهي تؤجل وتضع قضاة جددًا، وصدقيتها كما قيمتها لم تعودا كما في السابق.

ويؤكد سكرية أن كل الامور واردة ومنها أن يكون التقارب الايراني الاميركي على حساب صدقية المحكمة الدولية، وأي تقارب اميركي ايراني سيؤدي الى اختيار المصالح الكبيرة على حساب قضايا جوهرية.