اختتمت أمس الخميس قمة أبوظبي للإعلام 2013 أعمالها مؤكدة على أهمية دور المرأة العربية في ريادة الأعمال والاستفادة من عالم الإعلام الرقمي. وطالب المشاركون بضرورة التركيز على الاستخدام الأمثل للعقول والموارد البشرية أكثر من التمويل.


أبوظبي: أكد مشاركون في جلسات قمة أبوظبي للإعلام 2013 التي اختتمت أعمالها مساء أمس الخميس، أهمية دور المرأة العربية في ريادة الأعمال وكيفية استفادتها من عالم الإعلام الرقمي في الدفاع عن قضاياها وأحقيتها في الظهور إعلاميًا، بحيث يكون لها دور فاعل في الشأن السياسي لا سيما مع وجود 175 مليون امرأة في الوطن العربي تشكل الشابات منهن 65 مليون نسمة، فيما تمثل الجامعيات نحو 60 % منهن. كما طالبوا بضرورة التركيز على الاستخدام الأمثل للعقول والموارد البشرية وعدم إغفال هذا العامل بالتركيز على رأس المال والتمويل.

المرأة العربية

وقالت زينب سلبي كاتبة ومؤسسة لشبكة نداء لمساعدة النساء، إنه quot;لا بد من الاعتراف بدور المرأة العربية في المجتمع العربي، وإنه لا يمكن لأي تطور اقتصادي أن يحدث دون دور للمرأة في عالم الأعمال والسياسة والحياة الاجتماعية.

فالمرأة العربية ليس لها صوت سياسي على الساحة الإعلامية، حيث ينحصر دورها في التعبير عن مواقفها عبر مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر والمدونات، وذلك بالرغم من أن المرأة العربية كانت وما زالت تشارك في صنع ثورات التغيير وأصبحت في الخط الأول في مظاهرات التغيير على أرض الواقع، وظلت تدعم هذه الثورات على مواقع التواصل الاجتماعي ليس فقط بالكتابة بل بتغطية الأحداث ونشرهاquot;.

وأشارت سلبي إلى أنّ 30 % من النساء العربيات لديهن صفحات على موقع الفيسبوك، وأن بعضهن يدخلن بأسماء مستعارة بما يتيح لهن التعبير عن آرائهن بحرية مطلقة دون الخوف من العادات والتقاليد الاجتماعية. مبينة أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورًا مهمًا في حياة المرأة، حيث تشكل أرضية حية تعكس قضاياها وحالتها في الوطن العربي، وأن العديد من الإناث من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات عبرن عن بعض القضايا التي تهمهن وأحدثن تغييرًا في شأنها بما في ذلك قضية التحرش الجنسي بمصر ومعاناة المرأة في اليمن والزواج المبكر في العراق.

وقالت quot;يجب أن يكون بإمكان المرأة كسب رزقها والتصويت والمشاركة في اتخاذ القرارات داخل المنزل وفي المجتمع كي تحقق الوقوف على قدميها... الشيء الوحيد الذي تحتاجه المرأة هو الإلهام في هذه المرحلة والتعبير عن آرائها، وأن يكون لها دور في الحركة السياسية التي تشهدها الدول العربية وألا ينحصر دورها في التعبير عن مواقفها عبر مواقع التواصل الاجتماعيquot;.

منوهة بأنه يجب أن تشهد المرحلة الحالية التركيز على سد الفجوة بين المرأة العربية وذاتها، وليس بينها وبين غيرها في الشرق والغرب، في ظل وجود ثغرة سياسية واقتصادية في الهوية العربية وإن كانت ضئيلة بالأرقام ولا تتجاوز 10%. وكشفت عن وجود 175 مليون امرأة في العالم العربي، تشكل الشابات 65 مليون نسمة في الوطن العربي، و60% منهن جامعيات.

ريادة الأعمال

وفي الحلقة النقاشية التي جرت تحت عنوان quot;مهارات جديدة لريادة الأعمال وطرق الاستفادة من الثورة الرقميةquot;، أكد يوسف طوقان طوقان الرئيس التنفيذي لشركة فيليب ميديا ضرورة أن يخوض الشباب العربي مجال ريادة الأعمال دون الخوف من الفشل، وأن العالم العربي يشهد الكثير من المشاريع القائمة على الشباب في مجال المواقع الإلكترونية والإنترنت والتسويق، موضحًا أنّ لديه الكثير من الأمل في النساء أكثر من الرجال في مجال ريادة الأعمال، وأن المرأة الإماراتية تحاول أن تكون نموذجًا في هذا المجال من خلال النفاذ إلى التعليم الحر وتخطي معوقات التقاليد الاجتماعية، حيث توجد العديد من الإماراتيات ممن يشغلن مواقع قيادية في مجال أعمال المال والهندسة والتكنولوجيا.

وأشار طوقان إلى أن هناك متغيرات تجتاح العالم في مجال صناعة الإعلام، والتي لن تستثني أحدًا من نتائجها، حيث أصبح المعلنون أكثر تطلبًا والمستهلكون أكثر تقلبًا، مبينًا أن الوطن العربي شهد في الآونة الأخيرة ظهور العديد من المواهب والتجارب الناجحة خصوصًا في مجال الدعاية والإعلان والإعلام، إلى جانب إطلاق المواقع الإلكترونية المتخصصة.

وذكر أحمد الألفي المؤسس ورئيس مجلس الإدارة في شركة quot;ساواري فينتشرزquot; أن الدول العربية بما فيها مصر لديها الكثير من الكفاءات الشابة من خريجي تخصصات تكنولوجيا المعلومات، وأن شركته تحاول إخضاع هذه الكفاءات لدورات تدريبية لتثقيفهم في مجال ريادة الأعمال وكيفية دمج الشركات، لافتًا إلى أن مصر والدول العربية تعد مكانًا جيدًا لريادة الأعمال ومتميزًا، ولديها الكثير من الخبرات في مجال اللغات وتقنيات تكنولوجيا المعلومات التي تؤهلنا لبناء أعمال عالمية ناجحة في السوق العالمية.

فرص الاستثمار في الشرق الأوسط

وقال دان سينور كاتب ومحلل اقتصادي ومستشار إداري في quot;اليوت للإدراةquot; إن منطقة الشرق الأوسط تعد من الأسواق الكبيرة، وإن هناك فرصًا كثيرة متاحة، حيث يمكن لرواد الأعمال في مجال تقنيات المعلومات أن ينشئوا 7 ملايين شبكة اتصال متنوعة على الانترنت، ما يسهل التجارة الإلكترونية، حيث يعد الشرق الأوسط بالفعل من أهم المناطق التي فيها فرص هائلة للاستثمار في هذا المجال، كما هو الحال في الولايات المتحدة الأميركية وآسيا... وعلى رواد الأعمال أن ينطلقوا في إنشاء مشروعاتهم المتوسطة والصغيرة ولا يخافون الفشل أو التعثر في البداياتquot;.

وأوضح سينور أن العديد من دول العالم في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعمل على استقطاب رؤوس الأموال إليها، وتمويل المشروعات لديها، ولكن لابد لإنجاح ذلك أن تكون هناك مشروعات صغيرة ومتوسطة ورواد أعمال قادرون على إدارة مشروعاتهم بكفاءة.

ولفت إلى أن رؤوس الاموال المتمركزة في الشركات العائلية تعد أحد التحديات أمام رواد الاعمال، حيث إن هذه الشركات تعمل لأجيال وأجيال، وذلك بالتعاون مع حكومات الدول التي تتواجد فيها، ولا توجه فوائض أموالها إلى دعم رواد الأعمال.