أيّد أكثر من نصف المصوتين على استفتاء quot;إيلافquot; الأسبوعي مبررات رفض السعودية مقعدًا في مجلس الأمن، إذ يرون أن أسباب المملكة مقنعة، فيما خالفتهم في ذلك نسبة معتبرة تقل عن النصف بقليل.


الرياض: اعتبر غالبية قراء إيلاف المشاركين في الاستفتاء الأسبوعي أن مبررات السعودية في رفض عضوية مجلس الأمن مقنعة. سؤال التصويت جاء مباشرًا، وهو هل تؤيد مبررات السعودية في رفض عضوية مجلس الأمن؟ وتم تخيير المصوتين بين نعم أو لا.

الاستفتاء شارك فيه 5085 قارئاً، وبالطبع تنوعت مشاربهم وتوجهاتهم السياسية تبعاً لاختلافاتهم عموماً، إلا أن اللافت هو التقارب بين الإجابتين في النسبة العامة، إذ أن المؤيدين شكلوا نسبة 55% بإجمالي 2799 مصوتاً، فيما قال (لا) 2286 وهم النسبة المتبقية 45%.

ولاقى القرار السعودي رفض عضوية مجلس الأمن ردود فعل محلية وإقليمية ودولية واسعة، وتبعاً لذلك تعددت الأطروحات التي تبحث الأسباب المحتملة لهذا الموقف السعودي من مجلس الأمن.

وكانت السعودية رفضت قبول عضوية مجلس الأمن منتصف الشهر الحالي بعد أن حصلت على الأصوات المطلوبة لتشغل المنصب، وقالت السعودية في بيان إن ذلك بسبب quot;فشل مجلس الأمن في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل، سواء بسبب عدم قدرته على إخضاع البرامج النووية لجميع دول المنطقة دون استثناء للمراقبة والتفتيش الدوليين أو الحيلولة دون سعي أي دولة في المنطقة لامتلاك الأسلحة النووية، ليعد دليلاً ساطعاً وبرهاناً دافعاً على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياتهquot;.

وحمل البيان السعودي المجلس عديد المشاكل السياسية التي تعصف بالمنطقة وازدواجية المعايير بسبب عجزه عن الوفاء بمواثيقه. وفي كلمة لاحقة وُصفت بالتوضيحية قال سفير المملكة لدى الأمم المتحدة عبدالله المعلمي إن المجلس quot;ومنذ أكثر من ستين عاماً وهو يواصل النظر في مأساة الشعب الفلسطيني في الوقت الذي مازالت فيه إسرائيل مستمرة في انتهاكها للقوانين الدولية وفي إنكارها لحقوق الشعب الفلسطيني.quot;

وعرّج المعلمي على الملف السوري قائلاً إن نظام الرئيس بشار الأسد quot;مستمر في شن حملة إبادة على الشعب السوري استخدم فيها كل أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية وقتل بواسطتها قرابة مائة وعشرين ألف إنسان وهَجَّرَ ما يزيد على ربع سكان سوريا وبلغت به الجرأة إلى حد استخدام الأسلحة الكيميائية ضد السكان العزل، بينما هو ينام الآن قرير العين، مطمئناً إلى أن هذا المجلس لن يتمكن من ردعه.. بسبب الاستخدام المتكرر لحق النقضquot;.

ولا تخفي السعودية قلقها المتزايد من البرنامج النووي الإيراني، وترى أنها وجيرانها في المنطقة العربية تحت تهديد هذا البرنامج فيما لو أنهته طهران بنجاح، فيما بدأ التقارب الأميركي الإيراني يعطي مؤشرات لا تبعث الثقة في نفوس السعوديين، بحسب مراقبين.

خصوصاً وأن إيران بحسب وجهة نظر المملكة تتحمل الكثير من المسؤولية حول أزمات المنطقة السياسية والعسكرية أيضاً.

عربياً برزت دول عديدة مؤيدة للموقف السعودي مثل مصر والإمارات وقطر وأمانة الجامعة العربية، فيما كانت أبرز ردود الفعل الدولية من الولايات المتحدة التي طالبت السعودية بإعادة النظر في قرارها، وأكدت الولايات المتحدة الأميركية أن السعودية بإمكانها العمل بشكل أفضل وهي على مقعد المجلس، فيما أبدت روسيا عدم فهمها للقرار السعودي.

وفيما يبدو أن السعودية بدأت تنتهج سياسة جديدة في المنطقة وحول العالم وخصوصاً من خلال إعادة النظر في الكثير من خصوصيات علاقاتها مع الولايات المتحدة، إلا أن حجم وثقل المملكة السياسي يفرض مشاركة فاعلة في رسم ملامح مستقبل المنطقة مع شركائها الاستراتيجيين إقليمياً ودولياً.

وكانت تسريبات أشارت إلىأندوائر سعودية عليا أبلغت مبعوثين أوروبيينعن تغييرات في العلاقة السعودية مع نظيرتها الأميركية، إلا أن مسؤولين من الأخيرة قللوا من أهمية هذه التسريبات مؤكدين في الوقت ذاته على عمق وقوة العلاقات بين الرياض وواشنطن.