يوافق عدد كبير من الرجال في السعودية على منح المرأة الحق في قيادة السيارة، فينشطون في دعم تحركها، ما يضعهم هدفًا للضغوط التي تُمارس لوقف هذه الحملات.


في ظل الحظر الذي يمنع المرأة من القيادة في السعودية، كسر عدد متزايد من الرجال الصورة الذكورية النمطية للمجتمع الإسلامي، وعملوا بهدوء لتوجيه حملة للسماح للمرأة بالقيادة، مخاطرين بوظائفهم وبتعرّضهم للإدانة الاجتماعية في المملكة المحافظة.

أدت هذه الخطوة إلى حملات اعتقال واستجواب لبعض الرجال من قبل الشرطة. وعلى الرغم من الآراء التقليدية السائدة، إلا أن الرجل يدعم شقيقته أو زوجته أو والدته في تحقيق ذاتها، وهذه خطوة لا سابقة لها في هذا المجتمع المحافظ، الذي يستمد قوانينه من الشريعة الإسلامية.

حزام حماية
خلال الأسبوع الماضي، تحدت أكثر من 60 امرأة الحظر، على الرغم من بعض الإجراءات التي واجهتها الشرطة. وفي الفترة التي سبقت عطلة نهاية الأسبوع، لعب الرجال دورًا رئيسًا في مساعدة زوجاتهم وأخواتهم وبناتهم في التمتع بما يعتقدون أنه حق أساسي، فظهرت أشرطة فيديو لنساء يقدن سياراتهن في شوارع السعودية بحماية عدد من الرجال، لرد المضايقات التي قد يتعرّضن لها.

وفي مقاطع فيديو مصورة، تم نشرها على الشبكات الاجتماعية، ظهرت النساء وراء المقود يتجوّلن في الشوارع، وإلى جانب كل منهن رجل، هو زوج أو شقيق أو أب. كما عمل بعض الرجال على تشكيل ما يشبه الحزام من اثنتين أو ثلاث سيارات، تحيط بهن لدرء أي تحرّش محتمل.

قال عبد الله بيلاسي (23 عامًا)، وهو طالب هندسة من الرياض: quot;الصورة النمطية مشكلة في الثقافة العربية، فالكثير يعتقدون أننا ضد المرأة، وأن الغرب إلى جانبهاquot;، مشيرًا إلى أنه ينشط حاليًا في حملة quot;القيادة حقيquot;، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه سئم من سماع الأقاويل، التي تعتبر أن الرجال السعوديين والإسلام ضد السماح للمرأة بقيادة السيارة.

ومعظم الرجال الناشطين في هذه الحملة في العشرينات والثلاثينات من العمر، ويعترفون بأن جيلهم أكثر تحررًا ووعيًا بالحقوق من جيل آبائهم أو أعمامهم، الذين يصرّون حتى اليوم على أن الوقت لم يحن بعد للسماح للمرأة بقيادة السيارة، لأن ذلك سيؤدي إلى الفجور.

دعم الرجال
من جهته، قال علي الحطاب، وهو ناشط في مجال الحقوق ويدعم الحملة في مدينة جدة: quot;المرأة هي الأم والابنة والزوجة والأخت، فعندما تتأثر حقوقها يتأثر المجتمع ككلquot;.

وبدلًا من إلقاء القبض على النساء، ما قد يؤدي إلى انتقادات دولية، كما كانت الحال في السابق، تلجأ السعودية إلى زيادة الضغط على مؤيديهن من الذكور. وقال نشطاء إنه تم استجواب عدد من الرجال منذ السبت الماضي، وإن نشطاء آخرين أرغموا على توقيع تعهدات بعدم السماح لقريباتهم بالقيادة مرة أخرى.

وقالت ناشطة سعودية، طلبت عدم الكشف عن اسمها، إن دور الرجل ودعمه لقيادة المرأة يثبت أن شريحة واسعة من المجتمع توافق على حق النساء بالقيادة. أضافت: quot;هذه الحملة لم تكن نسائية قط، فكنا نعمل بمساعدة ودعم الرجال منذ اللحظة الأولىquot;.