دمشق: تعهدت دمشق الاثنين بايصال لقاح شلل الاطفال، وهو المرض الذي عاود الظهور في شرق البلاد، الى quot;كل طفل سوريquot;، متهمة مقاتلي المعارضة بإعاقة وصول المساعدات الى المناطق المتضررة من النزاع.

وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان quot;حكومة الجمهورية العربية السورية مسؤولة عن كل طفل سوري، ونحن ايضا معنيون بان يصل اللقاح (شلل الاطفال) الى كل طفل سوري اينما كان، بغض النظر عن المنطقة التي يتواجد فيها، سواء كانت منطقة ساخنة او منطقة تتواجد فيها قوات الجيشquot;.

اضاف خلال مؤتمر صحافي ان quot;هذه الخدمة يجب ان تصل الى كل طفل سوري. نتعهد بذلك، وسوف نمنح كل الفرص للمنظمات الانسانية للوصول الى كل طفل سوري اينما كان هذا الطفل متواجداquot;.

وكانت منظمة الصحة العالمية اكدت الثلاثاء الماضي تسجيل عشر حالات اصابة بشلل الاطفال في محافظة دير الزور في شرق سوريا، علما ان اي حالة مماثلة لم تسجل في سوريا منذ العام 1999.

كما حذرت منسقة الشؤون الانسانية في الامم المتحدة في 25 تشرين الاول/اكتوبر من ان امراضا خطيرة ومنها شلل الاطفال، باتت تنتشر بسرعة في سوريا الغارقة في نزاع دام منذ 31 شهرا.

وقال المقداد ان quot;الذين يتعاملون مع هذه المسألة الآن لا يتساءلون لماذا كانت سوريا خالية من وباء شلل الاطفال طيلة 20 عاماquot; قبل ان يعاود الظهور، معتبرا ان quot;الاسباب الاساسيةquot; لذلك هي quot;منع التنظيمات الارهابية من وصول الخدمات الصحية وحتى اللقاح الى المواطنينquot;.

كما دعت آموس الشهر الماضي مجلس الامن الدولي الى الضغط على الحكومة السورية والمجموعات المعارضة المقاتلة للسماح بمرور المساعدات الانسانية الضرورية الى عدد من المناطق.

واتهم المقداد quot;المجموعات الارهابيةquot;، في اشارة الى مقاتلي المعارضة، باعتراض طريق قوافل المساعدات الانسانية.

وقال ان هذه المجموعات quot;قامت (...) بمصادرة والاستيلاء على هذه القوافل وتوزيعها على المسلحين، ولم تمكنها على الاطلاق من الوصول الى جماهير الشعب السوري واطفال الشعب السوريquot;.

اضاف quot;لم نقم بمنع وصول المساعدات الانسانية الى اي مكان في سوريا، لكن المنظمات الانسانية التي نتعاون معها هي التي اعلمتنا ان المسلحين في هذه المنطقة او تلك قاموا بالسطو على القوافل الانسانيةquot;.

وتأتي هذه التصريحات بعد نحو اسبوع من دعوة الولايات المتحدة نظام الرئيس بشار الاسد للسماح بوصول هذه المساعدات الى مناطق محاصرة خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة.

وتنتقد المعارضة السورية منذ اشهر الحصار الذي تفرضه القوات النظامية على مناطق في ريف دمشق، لا سيما معضمية الشام (جنوب غرب)، حيث يقول المعارضون ان سوء التغذية ادى الى العديد من الوفيات.

واجلت السلطات السورية باشراف الهلال الاحمر، المئات من سكان هذه المدينة خلال الاسابيع الماضية بسبب الاوضاع الانسانية الصعبة.