التنصت الاسرائيلي على لبنان، كما تنصت بعض الفئات اللبنانية ايضًا، قضية قديمة جديدة تطرح كل فترة، فما هي الاحتياطات التي يقوم بها بعض السياسيين لتجنّب هذا الامر؟.

بيروت: النائب وليد جنبلاط (الحزب التقدمي الاشتراكي)، هو اكثر من يأخذ احتياطاته في موضوع التنصت، حيث يفضل ارسال ممثلين عنه يحملون رسائل الى اطراف أخرى، متجنّبًا استخدام خطه الخليوي إلا حين تكون احاديثه quot;من العيار الخفيفquot; الذي لا يفضح لا تحركاته ولا ما يدور في ذهنه.

ماذا عن سائر النواب كيف يتجنبون مسألة التنصت التي اثيرت اخيرًا، أي التنصت الاسرائيلي على لبنان وبعض اللبنانيين على بعضهم؟

يقول النائب عاطف مجدلاني ( المستقبل) لـquot;إيلافquot; إن تنصت بعض اللبنانيين على فئات أخرى هو الاصعب اليوم، أي تنصت فئة من اللبنانيين أي حزب الله على بقية اللبنانيين، اما تنصت اسرائيل فهو أمر معروف وتم الحديث عنه منذ اكثر من عام في لجنة الاتصالات ولم تقم اللجنة بأي خطوة في هذا الصدد، ومن هنا التقصير بادٍ في وزارة الاتصالات والحكومة، في وقت اعلن وزير الاتصالات أن لديه الامكانيات للوقوف بوجه هذا الموضوع.

واعمال التجسس بين البلدان الاعداء كلبنان واسرائيل، يضيف مجدلاني، هي امور معروفة منذ القدم، وهذا تعدٍ على السيادة اللبنانية من دون شك، ومعالجته تكون عن طريق تقديم شكوى الى مجلس الامن.

عن الاحتياطات التي يقوم بها شخصيًا للحد من التنصت، يقول مجدلاني أنه لا يتحدث عبر الهاتف بالامور التي يعتبرها مهمة، أو حتى لا يعطي تنقلاته عبر الهاتف، لأن هناك خطراً على حياة السياسيين في لبنان، في وجود اشخاص يتنصتون علينا لذلك وجب الاحتياط.

الاخلاق

ويلفت مجدلاني الى أن الحل أن يرتفع اللبناني اليوم بتصرفاته السياسية الى المستوى اللائق بالتعامل مع الآخر، ويسترجع حينها بعض مبادىء الاخلاق، ويلتزم بضميره.

وبرأي مجدلاني أن من يتنصت لديه هدف جمع المعلومات، أو الابتزاز، أو التحضير لعملية اغتيال، ولكن غاليبة الامور تعود الى تجميع المعلومات والابتزاز ايضًا.

ويقول مجدلاني إن طرح موضوع التنصت اليوم لإبعاد اللبناني عن مشاكل عديدة يعاني منها، أي التدخل العسكري لحزب الله في سوريا، وسقوط ضحاياه في سوريا، ما يؤثر سلبًا على حزب الله، وتدخله ينعكس سلبًا على الامن في لبنان، وعلى اوضاع اللبنانيين بالخارج في الدول العربية والاجنبية ايضًا، وينعكس سلبًا على علاقة لبنان بمحيطه العربي.

ويؤكد مجدلاني أنه من المفروض على الدولة اللبنانية أن تقدم شكوى اليوم الى مجلس الامن، كما ذكرت بخصوص التنصت الاسرائيلي، وعلى وزير الاتصالات كما بشّرنا الحد من تلك الامور.

تنصت حزب الله

بدوره يعتبر النائب عمار الحوري ( المستقبل ) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن كل تنصت مرفوض، فتنصت العدو الاسرائيلي وتجسسه على لبنان طبعًا امر عدائي، وهذا التجسس يحظى برفض وطني شامل، اما موضوع تنصت حزب الله فيختلف تمامًا، يرفضه اللبنانيون، لأن له استثمارات حزبية خاصة.

ويقول الحوري عن الاحتياطات التي يتبعها كي يتجنب التنصت quot;أنلا احد يستطيع القيام بأي احتياط لأن هذا الموضوع واسع لا قدرة شخصية لأحد على تجنبهquot;.

ويلفت الحوري الى أن التنصت أثير في تشرين الثاني/نوفمبر في العام 2010 بالشهر الاخير من حكومة الرئيس الأسبق سعد الحريري، حيثquot;عقدنا اجتماعًا في لجنة الاعلام والاتصالات وبحثنا الموضوع واتخذنا توصيات معينة وجهناها لوزارة الاتصالات والهيئة المنظمة للاتصالات والجيش ووزارة الخارجية، ولكثير من الادارات اللبنانية وما زال هذا الموضوع قيد المتابعة.quot;

والهدف برأي الحوري من التنصت تحقيق التجسس بامتياز، ويؤكد أن الاجراءات يجب أن تكون متخصصة للحد من التجسس والتنصت في لبنان ويجب متابعتها، ويجب أن تحظى بإجماع وطني.