القاعدة موجودة في لبنان، ولم تعد تستخدمه كممر فقط، فتفجير الجناح قرب السفارة الايرانية خير دليل على أن القاعدة متمركزة في لبنان وتداعيات ذلك ستكون وخيمة على البلد.

بيروت: يؤكد النائب ميشال الحلو ( التيار العوني ) أن القاعدة كانت موجودة في لبنان سابقًا، مع تصريحات وزير الدفاع من مدة بعيدة، وانكروا في الماضي هذا الموضوع، حيث كان الانكار بغير مكانه، ويقول لـquot;إيلافquot; إن القاعدة موجودة وهذه نتائج وجودها بدأت تظهر على الارض ومنذ مدة تظهر مفاعيلها في الساحة اللبنانية.

ويلفت الحلو أن موضوع وجود القاعدة خطير جدًا مع تطور العمليات وانتقالها من مرحلة الى أخرى، أشد خطورة، وما نشهده أي أن يصبح لبنان ارض جهاد، هو حتمًا يُدخل البلد في أتون من الموت العبثي، الذي لن يوفر احدًا.

ويخشى الحلو أن يتحول لبنان من خلال القاعدة الى عراق ثانٍ، اذا استمرت الامور على الشكل ذاته، والانقسام الموجود بحدة سيجعل لبنان عراقًا ثانية، وكل الاسباب التي توصل الى العرقنة موجودة، بدءًا بالخلافات السياسية الكبيرة وصولاً الى وجود القاعدة في البلد ونشاطها البارز الذي شهدنا نتائجه، وغياب السلطة وشلل المؤسسات ونزوح اللاجئين السوريين الذين لا نعرف عن انتماءاتهم أو تصرفاتهم، والسلطة في غياب تام، والمؤسسات مشلولة بالكامل، والبلد دخل في فوضى والمنطقة تغلي، وكل الاسباب موجودة ويجب أن نعي هذا الواقع ونبدأ فورًا بحوار سريع يؤدي الى اعادة المؤسسات الى عملها وحركتها الطبيعية، ويجب أن يوصل هذا الحوار الى اعادة بناء جسور بين مختلف الاطراف.

دور اميركا وايران

عن دور التقارب الاميركي الايراني في اذكاء القاعدة في لبنان، يقول الحلو إن هناك متضررين كثراً من الاتفاق الاميركي الايراني، هناك جهات دولية متضررة، واقليمية ومحلية، وعلى رأسها اسرائيل، وكلها ستحاول قدر الامكان أن تفشِّل التوصل الى اتفاق، وتفتش عن الساحة الاضعف، المهيأة اكثر من غيرها لبعث الرسائل، وهنا الساحة اللبنانية معروفة منذ زمن بعيد أنها تتقبل هكذا اعمال وتؤدي الدور على هذا المستوى.

ويؤكد الحلو أن مجابهة وجود القاعدة في لبنان تكون من خلال التضامن بين الفرقاء والتفاف اللبنانيين على بعضهم البعض وتقوية الاجهزة الامنية واعطائها كامل الصلاحيات للقيام بمسؤولياتها في هذا المجال.

قاعدة أم جماعات انتحارية؟

بدوره، يعتبر معن بشور (المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية ) في حديثه لـquot;إيلافquot; أن لبنان بات الى حد كبير ككثير من دول المنطقة مسرحًا لعمليات ذات طبيعة انتحارية على غرار ما شاهدناه قرب السفارة الايرانية، وبالتالي هذه الظاهرة ستترك آثارًا سلبية كبيرة على البلد وعلى نسيجه ومستقبله.

ويؤكد بشور أن استخدام مسميات كوجود القاعدة في لبنان ليس دقيقاً جدًا، الذين قاموا بهذا العمل يمكن تسميتهم بالجماعات ذات الطبيعة الاقصائية، التي تنفذ عمليات انتحارية، ويمكن أن ينطبق هذا الكلام على القاعدة اذا سلمنا به، ويمكن أن ينطبق على مجموعات أخرى تحمل الفكر ذاته، ويمكن أن ينطبق على اجهزة استخباراتية، تسعى لاستخدامها من اجل تنفيذ مخططات سياسية معينة، ولكن من دون شك، يضيف بشور، أن انتقال هذه الحالة الى لبنان امر بالغ الخطورة على البلد ومستقبله ونسيجه الاجتماعي ودوره في المنطقة.

ويرى بشور أن هناك مجموعة مشاهد في المنطقة، يمكن أن يشهد لبنان فصولاً مماثلة لكل هذه المشاهد، وهناك المشهد العراقي والافغاني والسوري والمصري والجزائري، وبالتالي هذه المشاهد متداخلة مع بعضها البعض، ومن الصعب أن نسمي ما يجري في لبنان بمشهد واحد من تلك المشاهد، ما يجري في البلد هو خليط من المشاهد، وربما يكون هناك مشهد لبناني متميز، ففي السابق استخدموا مصطلح لبننة العراق، الآن يمكن أن نتحدث عن عرقنة أو جزأرة أو أفغنة أو ثورنة لبنان.