حذر مستشار دبلوماسي سعودي رفيع من أن السعودية ستعتمد عقيدة دفاعية جديدة، تركز على التصدي للنفوذ الايراني في الشرق الأوسط، بعد الاتفاق النووي الذي توصلت اليه مجموعة القوى الدولية الست مع طهران.


لندن: علّق نواف عبيد، مستشار الأمير محمد نواف، سفير المملكة العربية السعودية في لندن، على اتفاق جنيف بين واشنطن وطهران، بالقول إن الولايات المتحدة لم تكن صادقة مع المملكة. وقال لصحيفة ديلي تلغراف: quot;كذبوا علينا، وأُخفيت عنا أشياء، والمشكلة ليست في الاتفاق الذي تم التوصل اليه في جنيف بل في طريقة التوصل اليهquot;.
اضاف نواف أن رد المملكة سيكون عقيدة دفاعية جديدة، تقوم على احتواء النفوذ الايراني، مؤكدًا أن السعودية ستكون هناك لوقفهم حيثما يكونون في العالم العربي، quot;فنحن لا نقبل بالحرس الثوري الايراني يتجول في حمصquot;.
لا إنهاء للتحالف
تعكس تصريحات نواف خيبة أمل السعودية بتعاطي الادارة الأميركية مع ايران، وتحذيرها من أن هذا الغزل يمكن أن يضر بتحالفها التقليدي المتين مع واشنطن. وفي هذا الشأن، استبعد دانيل ليفي، مدير قسم الشرق الأوسط في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، انتهاء التحالف التاريخي مع الولايات المتحدة، لكنه اضاف أن لدى السعودية مشروعًا أطول امد لتوسيع دائرة تحالفاتها.
وكانت الحكومة السعودية اصدرت بيانًا في ختام الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء، اعلنت فيه أن الاتفاق يمكن أن يشكل خطوة أولية في اتجاه التوصل إلى حل شامل للبرنامج النووي الايراني، إذا توافرت حسن النوايا.
لكن الاتفاق يواجه تحديًا جديًا داخل الولايات المتحدة نفسها، بالرغم من موقف أوباما المؤيد بقوة، إذ يعكف زعماء في مجلس الشيوخ الاميركي على اعداد مشروع قانون يعيد فرض العقوبات التي ستُخفف بموجب اتفاق جنيف إذا أخلت ايران ببنوده.
تشكيك الكونغرس
وضع النص النهائي للاتفاق موضع تساؤل مع قول وزير الخارجية الاميركي جون كيري عقب انتهاء المفاوضات: quot;الخطوات الأولى لا تقول إن لإيران حقًا في التخصيبquot;. فالوثيقة تنص على أن لإيران برنامج تخصيب محدَّداً تحديدًا مشتركًا في اطار التسوية النهائية الشاملة. في هذه الأثناء، يجوز لإيران أن تستمر في تخصيب اليورانيوم بعشرة آلاف جهاز طرد عاملة، شريطة ألا تزيد نسبة التخصيب على 5 بالمئة لمحطات الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية أو يزيد مخزونها منه. ويعني هذا أن فهم وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف للاتفاق كان صحيحًا حين قال: quot;الاعتراف موجود، وسيكون لايران برنامج تخصيبquot;.
واعرب اعضاء في الكونغرس عن شكوكهم في الدبلوماسية السرية التي مهدت الطريق للاتفاق، مشيرين إلى استضافة سلطنة عمان لقاءات بين دبلوماسيين ايرانيين واميركيين، وقيام كيري بزيارة مسقط في كانون الأول (ديسمبر) 2011، قبل عام على توليه وزارة الخارجية.
ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن مصدر جمهوري رفيع في مجلس الشيوخ قوله: quot;كان البيت الأبيض يظن أن بمقدوره لي أذرع الجميع للقبول بإتفاق سيئ، ولهذا السبب هناك الآن قليل من الثقة داخل الكونغرس بأن الرئيس يستطيع إلزام ايران بتنفيذ الاتفاقquot;. ومن هنا ضرورة اصدار قانون يشدد العقوبات في حال عدم الامتثال، بحسب المصدر.