حسم وزير الخارجية الأميركي تحقيق السلام بتأكيد أمن إسرائيل في اي اتفاق نهائي، داعياً اسرائيل والفلسطينيين إلى الاقتداء بنلسون مانديلا.

قبل أن يغادر تل ابيب بعد زيارة استغرقت يومين لاسرائيل والاراضي الفلسطينية اقتبس وزير الخارجية الأميركي جون كيري قولا مأثورا عن نلسون مانديلا وهو quot;يبدو المستحيل دائما مستحيلا حتى يتحققquot;.
وقال كيري للصحافيين، الجمعة: quot;نموذج نلسون مانديلا هو نموذج نحتاج جميعا للاقتداء به بينما نحاول الوصول لحل الدولتينquot; مشيرا إلى الرؤية الدولية لقيام دولة فلسطينية على أراض احتلتها اسرائيل في حرب 1967
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنه لن يتم التوقيع على أي اتفاق في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والاسرائيليين إذا لم يلحظ تعزيز أمن اسرائيل في إطار اتفاق سلام بين الجانبين، مشيرا إلى أن المفاوضات الجارية أحرزت تقدما.
ويحاول كيري اقناع الجانبين بالتوصل الى اتفاق عبر المفاوضات وحدد لذلك مهلة زمنية تسعة أشهر حين انطلقت المحادثات في يوليو تموز. لكن الجانبين عبرا عن تشاؤمهما من نتيجة المفاوضات.
بعض الأفكار
وكشف وزير الخارجية الأميركي انه طرح على اسرائيل quot;بعض الأفكارquot; عن تحسين أمنها في إطار أي اتفاق نهائي. ولم يعلن أي طرف عن تفاصيل لكن اسرائيل تقول منذ فترة طويلة إنها تريد الاحتفاظ بوجود عسكري بين الضفة الغربية والأردن فضلا عن مساحات من المستوطنات الاسرائيلية.
وقال إن المفاوضات الجارية حاليا أحرزت تقدما موضحا quot;اننا ناقشنا وحللنا بشكل مفصل جدا وطويل التحديات الأمنية في المنطقة ولا سيما التحديات التي تواجه اسرائيل وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياةquot; .
وأضاف كيري quot;الأمن يحتل الأولوية بالنسبة لما يدور في عقل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خاصة حول ما يتعلق بقدرة اسرائيل على المضي قدما في مناقشة القضايا الأخرى مع الفلسطينيينquot;.
ورأى انه لا نتنياهو ولا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس سيكونان قادرين على التوصل لاتفاق سلام اذا لم يجر الاهتمام في المفاهيم والقضايا الهامة والانخراط في محادثات جدية.
وكان وزير الخارجية الاميركي اجتمع الجمعة مع وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون ووزيرة القضاء الاسرائيلية تسيبي ليفني بمشاركة الجنرال الأميركي جون الن الذي أعد خلال الأشهر الأخيرة خطة تفصيلية حول الترتيبات الأمنية المستقبلة في منطقة الأغوار بعد إقامة الدولة الفلسطينية.
مطلب أمني
وذكرت وسائل الأعلام اسرائيلية أن الأميركيين باتوا يتقبلون فعلا المطلب الاسرائيلي الأمني الذي يسعى لأن تبقى اسرائيل فترة طويلة في منطقة الأغوار، وهو الامر الذي واجهه الفلسطينيين بالرفض .
واشارت الى أن رفض الفلسطينيين لفكرة تواجد اسرائيل في منطقة الأغوار وكذلك لمقترحات أمنية وضعها الأمريكيون كانت سببا لاجتماع كيري للمرة الثالثة مع نتنياهو الحمعة.
وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أعلن في تصريحات صحفية أن quot;المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي تمر في وضع معقد وصعب جداquot;.
وكان كيري أجرى أيضاً محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في مقر الرئاسة في مدينة رام الله جدد خلالها الرئيس الفلسطيني التأكيد على أن هدف المفاوضات هو الوصول إلى تحقيق السلام القائم على مبدأ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى أن الاستيطان الذي تصر عليه الحكومة الإسرائيلية في الأرض الفلسطينية، خاصة في مدينة القدس المحتلة، يقوض الجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية لتحقيق نتائج إيجابية للمفاوضات الحالية.