تضاربت التقارير حول ملابسات مقتل حسان اللقيس، القيادي في حزب الله، بين اعتراف إسرائيلي غير مباشر بمسؤولية الموساد، وبين احتمال تعرضه للتصفية الجسدية بيد حزب اللله بعد ثبوت تعامله مع إسرائيل.


بيروت: ما زالت أصداء اغتيال القيادي في حزب الله حسان اللقيس تتفاعل، مع ورود تقارير مختلفة، تتأرجح بين حصول الاغتيال بعملية أمنية أسرائيلية محكمة، مباشرة أو عبر عملاء لبنانيين للاستخبارات الاسرائيلية، يخترقون أمن حزب الله، وبين حصول الاغتيال بعملية تصفية داخلية، تولاها عناصر من أمن حزب الله، بعد انكشاف عمالة اللقيس نفسه للاستخبارات الاسرائيلية.
تصفية متعامل
ففي تقرير نشرته السياسة الكويتية أمس الخميس، نسبت الصحيفة لمصادر أمنية وحزبية لبنانية قولها إن اللقيس لم يقتل على أيدي الإسرائيليين، ولم يقتله التكفيريون، بل تولت فرقة من أمن حزب الله، مكونة من أربعة عناصر، تصفيته جسديًا. واستند التقرير في السياسة على تقارير استخبارية أوروبية تقول إن اسم اللقيس ورد مرارًا خلال التحقيق مع عملاء لإسرائيل، كشفتهم الأجهزة الأمنية اللبنانية خلال العامين الماضيين، فأخطر حزب الله بالأمر، وتمت مراقبة اللقيس أكثر من عام، ريثما أنهى حزب الله ارتباط هذا القيادي البارز بالملف السوري الذي ساهم في التخطيط لانخراط حزب الله فيه.
واستدل مصدر أمني، بحسب السياسة، على هذه التصفية بأن الاغتيال تم بإطلاق النار على رأسه من مسافة قريبة جدًا، ما يعني أن اللقيس كان يعرف العناصر التي كمنت له، ولم يتوجس منهم ولا من وجودهم في مرآب العمارة، كما كانوا مطمئنين لوجودهم هناك، إذ ما شعروا باي تهديد.
ونقلت تقارير إخبارية عن حسن اللقيس، شقيق حسّان، قوله إن اسم أخيه ارتبط بعمليات نوعية ضد إسرائيل، وهو مقرب جدًا من حسن نصر الله , أمين عام حزب الله، وإن الضربة أتت من الظهر، من الشباب المكلفين بحمايته، اي شباب حزب الله.
اختراق أمني واسع
وأضاف التقرير أن الاستخبارات الفرنسية والألمانية والخليجية كشفت في الاشهر الثمانية عشر الماضية, أن قيادتي حزب الله وحركة أمل أعدمتا أكثر من ثمانية من القادة فيهما، بينهم رجلا دين, ثبتت عمالتهم لإسرائيل, آثر نصر الله التخلص منهم قتلًا من دون أن يكشف فرع المعلومات التابع للأمن الداخلي اللبناني عن الأمر، فالإعلان عن أسمائهم يصيب الحزب وكوادره وقياداته وعناصره بأضرار بالغة، ويشوه صورته أكثر مما هي مشوهة الآن، خصوصًا في بيئته الحاضنة.
ونقلت الصحفية عن مصادر لبنانية تأكيدها أن الأمن اللبناني ملم بوجود العشرات من عملاء اسرائيل وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة بيد حزب الله, انتهى من استجوابهم ويحتفظ بهم لمنع انتشار فضيحة اختراقه بمئات العملاء، منعًا لإثبات تقارير غربية وعربية تفيد بأن الحزب مخترق بأكثر من 150 عميلاً، وأن حركة أمل مخترقة هي الأخرى بعشرات العملاء.
شبه اعتراف
بالمقابل، نقلت تقارير غربية عن مسؤولين في الاستخبارات الاسرائيلية تبني الموساد شبه المباشر لاغتيال اللقيس. وكتب الصحافي رونين بيرغمان في مجلة فورين بوليسي الأميركية أن التحقيقات متواصلة لفك لغز الاغتيال، الذي شكّل اختراقًا كبيرًا لأمن حزب الله، منذ اغتيال القيادي غالب عوالي في الضاحية الجنوبية في العام 2004، ومنذ نجاح إسرائيل في العام 2008 باغتيال عماد مغنية، القائد العسكري للحزب، في دمشق.
وأورد بيرغمان في مقالته بمجلة فورين بوليسي لائحة اغتيالات نفذتها إسرائيل، بدءًا بعماد مغنية ووصولًا إلى اللواء محمد سليمان المقرّب من الرئيس السوري بشار الأسد، ومسؤول تطوير الصواريخ في الحرس الثوري وإرسالها إلى حزب الله، الإيراني حسن طهراني مقدّم، والمسؤول في حركة حماس الفلسطينية محمد المبحوح، الذي تم اغيتاله في دبي، والذي تقول إسرائيل إنه المسؤول عن علاقات حماس بإيران، اليوم تغتال اللقيس، المتخصص في تطوير الأسلحة في حزب الله. ونسب بيرغمان للمسؤول الاسرائيلي قوله إن اغتيال اللقيس هي العملية الأحدث في مسار طويل من اغتيالات استهدفت قادة بارزين، ضمن ما تسمّيهم إسرائيل الجبهة المتطرفة التي تتضمن سورية وإيران وحزب الله والجهاد الإسلامي وحماس.