لعبت دولة الكويت، التي تستضيف القمة الخليجية الرابعة والثلاثين، عدة أدوارٍ شبيهة بدور quot;خبير المتفجراتquot;، خلال الأسابيع الماضية، وذلك بغية إنجاح القمة التي تحاصرها الخلافات البينية، وكان آخرها الخلاف القطري السعودي، الذي لم يعد في مقدور البلدين إبقاؤه سرًا أكثر من ذلك، ما جعل الدبلوماسية الكويتية تنشط لإيجاد حل وسط لأزمة قد تفجر القمة كلها.


كانت السعودية رافضة تمام الرفض استقبال أي مسؤول قطري مؤخراً، فيما حاولت المضي في فكرة تحظى برضى دولتين خليجيتين على الأقل، تقضي بتجميد عضوية الدوحة في مجلس التعاون الخليجي، لولا تدخل أمير الكويت الشيخ صباح الصباح في هذا الملف، ما نتج عنه مهلة أعطتها الرياض لشقيقتها الصغرى، حسب ما ذكرته مصادر quot;إيلافquot; في الرياض.

وقاد أمير الدبلوماسية، مصحوبًا بخبرة قاربت النصف قرن في العمل السياسي، عملية وساطة محمومة بين الرياض والدوحة، نتجت عنها قمة الرياض الشهيرة، بين الملك عبد الله وبحضور الشيخين صباح وتميم، بعد أن وصلت العلاقات بين الجارين إلى طريق مسدود، بسبب ما اعتبرته الرياض محاولات قطرية مستمرة لتخريب مشاريعها الكبرى في المنطقة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتدخل فيها الكويت لفض خلاف خليجي، لكن وصول الخلاف مع قطر إلى ما اعتبره السعوديون quot;الخط الأحمرquot; بالنسبة لهم، وهو الأمن الوطني الداخلي، جعل من فكرة أية وساطة بينهما، عملاً صعباً قد لا يُكتب له النجاح.

لكن لماذا نجح الشيخ صباح في ما لم ينجح فيه غيره؟

يقول دبلوماسي سعودي أن لذلك عدة أسباب، أولها الثقة الشخصية المتبادلة بين الزعيمين، والمصداقية الكويتية في كافة الملفات التي تولتها، والأهم هو رغبة الرياض في أن تكون هذه المباحثات هي الحلقة الأخيرة في سلسلة الوعود القطرية التي أعطيت أكثر من مرة ولم يتم الوفاء بها، ما يجعل السعودية quot;قادرة على بلورة موقف خليجي مشتركquot; في وجه الدوحة مستقبلاً.

وهذه هي القمة الخليجية الثانية على التوالي التي يكون فيها الملف القطري مطروحاً على طاولة الحوار، إذ كاد الملف أن يطرح في قمة البحرين السابقة، لولا أن أمير قطر السابق، الشيخ حمد آل ثاني، ووزيره المخطط الاستراتيجي، الشيخ حمد بن جاسم، غابا عن القمة خشية أن تكون هنالك مواقف تصعيدية خلال مباحثات القادة.

وليس سرًا أن الدوحة على خلاف مع كافة دول المجلس باستثناء عمان، التي هددت بالخروج من المجلس إن تم طرح فكرة اتحاد خليجي. ولذلك رفضت الدوحة وعمان استضافة هذه القمة، ما جعل الكويت توافق على احتضانها، بسبب علاقاتها الخليجية المتميزة.

وتعقد قمة المجلس في وقت تشهد فيه المنطقة إعادة ترتيب لكافة ملفاتها، بعد أن أبرم الغرب اتفاقًا مهماً مع إيران، دون معرفة دول الخليج التي تربطها مع واشنطن، وشريكاتها في أوروبا، علاقات متميزة.

وقال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي إن قمة الكويت التي تنطلق الثلاثاء quot;تنعقد في ظل أوضاع وظروف بالغة الحساسية والدقة، تتطلب من دول المجلس تدارس تداعياتها على مسيرة التعاون الخليجيquot;.