تزور لبنان العاصفة الكسا في ظل تقنين اضافي للكهرباء في معظم المناطق، ما يزيد من مخاوف المواطنين تجاه مواجهة تلك العاصفة، التي أحدثت اضرارًا كبيرة في بلدان عدة.

بيروت: يستعد اللبنانيون لمواجهة اعصار من نوع آخر، ليس بالطبع اعصارًا سياسيًا مبنيًا على فساد السياسيين، بل هو اعصار طبيعي يحمل اسم الكسا.

فالعاصفة الكسا المرتقبة غدًا بدت حديث معظم اللبنانيين اليوم، تناسوا للحظات خلافاتهم السياسية، وكذلك انقساماتهم في شؤون كثيرة، تناسوا الوضع الامني المهترىء لينصبّ اهتمامهم على الكسا.

وترافق الاهتمام بالعاصفة الكسا اعلان شركة كهرباء لبنان عن تقنين اضافي للكهرباء بسبب الصيانة، ما جعل اللبنانيين اكثر خوفًا من تداعيات تلك العاصفة في ظل عتمة شبه مطبقة.

وما يعزز هذا الخوف أن بعض اصحاب المولدات الكهربائية الخاصة اصبحوا يشكلون تهديدًا ماليًا للبنانيين، اذ يستغلون فترة انقطاع الكهرباء المتكررة في لبنان ليرفعوا الفاتورة نهاية الشهر، من دون أن ننسى خدمة الكهرباء السيئة التي يؤمنونها في الكثير من الاحيان.

في ظل كل هذه الهواجس التقت ايلاف عددًا من المواطنين عبروا عن خشيتهم من الكسا ومن انقطاع الكهرباء.

البير عون اعتبر أن هناك تضخيمًا اعلاميًا لتلك العاصفة، وقال:quot; في الماضي كان لبنان يواجه عواصف عدة بلا اسماء، وربما كانت اقوى من تلك العاصفة التي ننتظرها، لكن ما يزعج اليوم هو عدم اتخاذ الدولة اللبنانية للتدابير الاحترازية، وقد رأينا اخيرًا ما جرى الاسبوع الماضي عندما علق معظم اللبنانيين داخل سياراتهم وفي الانفاق بانتظار الاغاثة.

وتحدث عن التقنين الذي بدأت بوادره تظهر، وبرأيه بدل أن تهتم الدولة بإضافة ساعات الكهرباء قامت بالتقنين وكأنها بذلك تضع المواطن اللبناني وجهًا لوجه امام الصقيع وعدم امكانية التدفئة.

الاولاد في المدارس

ريتا بارودي اكثر ما تخاف على اولادها في المدرسة فحتى الآن لم يصدر أي قرار باقفال المدارس خلال وصول الكسا، لأن الامر متروك الى اللحظة الاخيرة فعندها قد تقرر المدارس الاقفال، وعن ساعات التقنين تشير الى أن الكهرباء بالاصل تبقى مقطوعة فكيف اليوم مع التقنين في ظل هاجس الكسا، وماذا يمكن أن تحمله من مخاوف لدى معظم اللبنانيين.

المنازل القديمة مهددة

رياض عيسى تحدث عن أن العاصفة الكسا قد تهدد العديد من المنازل القديمة، وهي قد تسببت بمقتل الكثيرين في البلدان التي زارتها، والخوف برأيه يتشاركه معظم اللبنانيين الذين لا يكفيهم اليوم الفساد الاداري وتراشق الاتهامات بين السياسيين، لتزاد على كاهلهم مشكلة تسببها الطبيعة، أي آثار تلك العاصفة المسماة الكسا، والتي ستكون كبيرة برأيه بسبب عدم التدابير التي يجب أن تقوم بها الادارات الرسمية.

اللبنانيون بلا تدفئة

منير فاضل تساءل هل تكافىء الدولة اللبنانيين بتلك العاصفة المنتظرة الكسا بأنها بدأت التقنين في المنازل للكهرباء؟ كيف يمكن أن يتجنب المواطن ويلات تلك العاصفة اذا لم يستطع التدفئة؟ هنا برأيه تقصير الحكومة الكبير، ففي الدول الحضارية لا نشاهد مثل تلك الاعمال العشوائية قبل هبوب العاصفة، بل تقوم الدول المحترمة برأيه بطمأنة المواطنين وتأمين كل السبل الآيلة الى راحتهم، ولكن هذا لبنان، وبرأيه اعتدنا على الحياة العشوائية فيه، وكل القرارات التي تصب فقط في مصلحة السياسيين من دون الاخذفي الاعتبار مصالح المواطن الحياتية العادية والبسيطة، كتأمين الكهرباء والمياه والحياة الكريمة.