بعدما قتل الزعيم الكوري زوج عمته، توجهت الأنظار إلى بقايا سلالة كيم إيل سونغ، مؤسس كوريا الشمالية، ومدى رغبة الزعيمكيم جونغ أون في إبقائهم أو التخلص منهم، بتهمة التآمر على الحكم.


في منتصف القرن الثامن عشر، كانت كوريا تحت حكم الملك يونغ جو الذي اعتمد المبادئ الكونفوشيوسية القاسية. وفي أحد الايام، سمع تقارير تفيد بأن ابنه سادو، ولي العهد، كان مدمنًا على الخمر والنساء ويهيم على وجهه في الشوارع ليلًا، ويرتكب جرائم القتل بشكل عشوائي.

استعراض قوة

كل هذا مر مرور الكرام، إلى أن بدأت الشائعات تتحدث عن أن سادو يسعى الى الإطاحة بالملك والاستيلاء على السلطة. وخوفًا على سلامة مملكته، أمر يونغ جو بوضع ابنه في علبة تستخدم لتخزين الأرز وعرضه في ساحة المدينة. وسرعان ما انتشر نبأ أمير علبة الأرز في المملكة، وانتشر الرعب في نفوس السكان الذين فجعوا لاحقًا بموته من الجوع والاختناق، بعد أن وصل صراخ استغاثته إلى قصر الملك.

اليوم، بعد 250 عامًا على هذه القصة، أعاد زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون السؤال الأزلي إلى الأذهان: هل يصير الدم ماءً؟ فالزعيم الشاب أمر باعدام عمه يوم 12 كانون اول (ديسمبر) بعد أن اعتقله بشكل علني أثار ذهول الجميع، حتى في كوريا الشمالية التي اعتادت الحكم الشمولي والتقاليد الكونفوشيوسية القاسية.

أعدم جانغ سونغ ثايك، الذي كان ثاني أقوى رجل في البلاد، بعد أن أدانته محكمة عسكرية بتهمة الخيانة، فيما أعلنت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أنه قام بتجميع قوى غير مرغوب فيها وارتكب جرائم شنيعة مثل محاولة الإطاحة بالدولة. يشار إلى أن جانغ أقيل من كل مناصبه وفصل من حزب العمال الحاكم وسط مزاعم تتهمه بسوء إدارة النظام المالي للدولة والفسق والفساد وتعاطي المخدرات.

هدف استعراض القوة الذي نفذه كيم جونغ أون إلى إثبات سلطته في الحكم، والقول إنه لن يتهاون مع كل من تسوله نفسه الاعتراض، أو حتى مجرد التفكير به.

العمة الآمنة

بناء على هذا الواقع، السؤال الكبير المقبل هو: ماذا سيحدث لبقية أفراد أسرة كيم؟ هل تصبح إحدى شقيقاته شخصية سياسية مؤثرة؟ هل يحاول أحد أشقائه الهرب إلى سيول بحثًا عن اللجوء السياسي؟ ما مصير من تبقى من الأسرة الحاكمة؟ في ما يأتي خمسة أعضاء من أسرة كيم ومدى احتمال بقائهم في الحكم وعلى قيد الحياة.

الاسم: كيم كيونغ هوي
الرابط الاسري: عمة الزعيم
احتمال البقاء على قيد الحياة: جيد جدًا

تزوجت كيم كيونغ هوي من جانغ في العام 1972، قبل عقود من اتهامه بالخيانة ووصفه بـ quot;حثالة البشرquot;، لكن التقارير تشير إلى أنها انفصلت عنه لبعض الوقت لأنه كان زير نساء، في حين تقول الشائعات إن انتحار ابنتهما في العام 2006 وتّر العلاقة بينهما. في أي حال، من المنطقي للسيدة كيم، التي تحمل رتبة جنرال بأربع نجوم وهي سكرتيرة حزب العمال الحاكم، أن تنأى بنفسها عن زوجها، ويبدو أنها نجحت في القيام بذلك حتى الآن.

وفي حين أن كيم كيونغ هوي (67 عامًا) لم تظهر في لقطات من احتفال الذكرى الثانية لوفاة كيم جونغ ايل، إلا أن هذا ليس بالضرورة علامة على أنها غير قريبة من ابن أخيها، إذ يعتقد أنها تعاني من مشاكل صحية منعتها من الحضور.

من بين جميع الأقارب، تتمتع كيم كيونغ هوي بنسب عائلي يحميها، إذ شرعيتها مستمدة من سلالة والده كيم جونغ ايل، الزعيم السابق المتوفي وجدّه القائد المؤسس الراحل كيم ايل سونغ. وبصفتها عضوًا من سلالة بايكدو، كيم كيونغ هوي آمنة جدًا، ومن المستبعد أن يقدم كيم جونغ أون على قتل الابنة المتبقية لمؤسس بلاده.

الأخت الموثوقة

الاسم: كيم سول سونغ وكيم جونغ يو
العلاقة الاسرية: نصف شقيقة وأخت
احتمال البقاء على قيد الحياة: جيد

اعتمد كيم جونغ ايل على شقيقته كيم كيونغ هوي للحصول على الدعم والمشورة، وتبعه كيم جونغ أون في هذا النهج ليعطي مزيدًا من المسؤولية لشقيقاته. وتقول الشائعات إن كيم سول سونغ البالغة من العمر 38 عامًا هي المفضلة لدى كيم جونغ ايل وواحدة من العقول المدبرة وراء تطهير جانغ، وفقًا لما قاله مصدر لم يذكر اسمه لصحيفة هانكيوريه. أما كيم جونغ يو، فظهرت في مناسبة عامة للمرة الأولى في كانون أول (ديسمبر) 2011 لحضور جنازة والدها كيم جونغ ايل.

في شريط الفيديو، وقفت وعيناها تغرورقان بالدموع وهي تقف وراء شقيقها الأكبر كيم جونغ اون. وكعلامة محتملة على ثقته بها، عهد زعيم كوريا الشمالية لشقيقته كيم جونغ يو بمسؤولية حماية وإدارة شؤون ابنته ميغومي يوكوتا، ويبدو أنه يثق فيها لأنه لا يعتبرها تهديدًا لعرشه.

الأخ المخنث

الاسم: كيم جونغ تشول
العلاقة الاسرية: الأخ
احتمال البقاء على قيد الحياة: ممتاز

من المعروف أن كيم جونغ تشول، البالغ من العمر 32 عامًا، كان رئيس الجلادين في خلع العم جانغ، وهذا يثير الدهشة إلى حد ما، بالنظر إلى أن كيم جونغ ايل رفض تسلمه الحكم أكثر من مرة، ووصفه بـ quot;المخنث جدًاquot; الذي لا يصلح لحكم كوريا الشمالية.

وتشير منظمة أبحاث مركز خدمة المعلومات الاستراتيجية لكوريا الشمالية إلى أن كيم جونغ تشول قاد شخصيًا فريقاً من الجنود المختارين من حراس كيم جونغ اون لاعتقال جانغ، وأنه كان يحمل مسدسه عندما ذهب لاعتقال عمه.
يشار إلى أن كيم جونغ تشول يعمل بجد ليثبت نفسه على أنه مفيد وداعم لشقيقه الأصغر، كما انهما من الأم ذاتها (كو يونغ هوى)، ما ساهم في توطيد علاقتهما أكثر فأكثر.

نصف شقيق ناقم

الاسم: كيم جونغ نام
العلاقة الاسرية: نصف شقيق
احتمال البقاء على قيد الحياة: ليس جيدًا

لأن كيم جونغ نام الأكبر بين الذكور في الأسرة، كان هذا الرجل البالغ من العمر 42 عامًا الخيار الأول للخلافة. لكنه أعتقل في أيار (مايو) 2001 في مطار طوكيو ناريتا، بينما كان يحاول دخول اليابان بجواز سفر دومينيكاني مزور، فأدى ذلك إلى إحراج كيم جونغ ايل علنًا. وكان كيم جونغ نام يريد أخذ ابنه إلى ديزني لاند طوكيو.

ساءت فرص كيم أكثر وأكثر بعد وصمة العار التي لحقت بوالدته سونغ هاي ريم، بعد أن أعلن جده كيم ايل سونغ رفضه الشديد لها. لدى كيم جونغ نام مشاعر غضب قوية تجاه إخوته الذين قتلوا العم تشانغ، الذي كان أبًا له. وعلى الرغم من أنه لم يقل أي شيء علنًا عن الاعدام، إلا أنه يعيش حاليًا في المنفى في رحلات مكوكية بين سنغافورة والصين، وهو بحاجة إلى حماية دائمة.

قد تكون صلة كيم بالعم الراحل جانغ نقطة سوداء بالنسبة للزعيم الحالي كيم جونغ اون، وهذا جعل الكثير من المراقبين يرجحون أن الأمر قد ينتهي به في علبة من الأرز كمن سبقه.