أكد محمد مرسي في لقاء جمعه بمصريين في ألمانيا أن المصريين يصنّفون عالميًا على أنهم ثاني أكبر جالية مغتربة، بعد السعوديين، تمتلك الأموال. ورأى أن 12 مليون مصري في الخارج يستطيعون إدخار 30 ملياراً في مصر. كاشفًا عن وجود 300 ألف بلطجي حالياً في البلاد.


برلين: إلى لقاء الرئيس المصري محمد مرسي ذهبنا متجهين من ميونيخ في أقصى جنوب ألمانيا نحو العاصمة برلين، فالرئيس يريد شرح ما يدور على الساحة المصرية لأبناء الجالية، وفي الوقت نفسه هو يتطلع إلى مساهمة المغتربين المصريين في بناء مصر القوية، خاصة وأن أعداد المصريين المغتربين في دول العالم المختلفة تقترب من 12 مليوناً، وهم يصنفون عالميًا على أنهم ثاني أكبر جالية مغتربة، بعد السعوديين، تمتلك الأموال.

وهذه فرصة سانحة للمصريين في ألمانيا للتعرف عن قرب إلى الرئيس المصري الجديد ومحاورته بشكل جدي، فالحوار كان مفتوحًا، حرًا، بلا سقف يحده ولا يحميه، لم يكن هناك تنظيم أو افتعال للتنظيم، أي من يتكلم، وماذا يقول.

لم يكن هناك وقت محدد لإنهاء الحوار، تكلم الجميع، واستمع مرسي، الذي أكد قبل أن يتكلم على أنه جاء ليستمع إلى أبناء الجالية بلا قيود ولا وقت محدد، بل عندما أراد السفير المصري أن يختار المتحدثين، وينظم الحوار، انفعل أحد أبناء الجالية من هامبورج، وقال: إنما نحن جئنا هنا لنتكلم لا لنستمع!.

خارج القاعة: quot;يسقط حكم المرشدquot;
بالفعل يشعر المشارك في هذا اللقاء بمدى تغيّر مناخ الحرية بالكامل بعد الثورة، فالمصريون في ألمانيا أصبحوا أكثر جرأة وحجة في الحديث، وهم يحاورون الرئيس المصري.

ورغم مظاهر حب الوطن البادية في أحاديثهم، إلا أن تمسكهم بحقوقهم ورغبتهم في المشاركة في بناء الوطن كانا قويين وحاسمين. فقد قطعوا مئات الأميال من كل المدن الألمانية بكل حماسة وبكل ثقة في النفس من أجل هذا الحوار ومن أجل استشراف المستقبل، تحدثوا وانفعلوا أمام مرسي، الذي وبحق كان يستمع بكل إنصات وبكل صبر إليهم، مؤكدًا في أكثر من مرة على أهمية الجاليات المصرية في الخارج في بناء مصر الجديدة.

بدأ النقاش رغم أن أصوات المتظاهرين أمام السفارة المصرية كانت تقطع هدوء برلين الساكن في ذلك الوقت المتأخر، وهم يهتفون يسقط.. يسقط حكم المرشد، بدأ الرئيس متحدثًا عمّا يراه من إنجازات تحققت على أرض الواقع في مصر، وحصر هذه الإنجازات في عملية الاستفتاء الأول على الدستور، ثم الاستفتاء الأخير، وانتخابات مجلس الشعب في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، والتي شارك فيها 30 مليوناً، كما قال، ثم انتخابات مجلس الشورى في يناير/كانون الثاني 2012، وأخيرًا انتخابات الرئاسة في يونيو/حزيران ويوليو/تموز.

هذه هي الإنجازات التي حدث بها الرئيس المصريين في ألمانيا، لكنه استطرد قائلًا إن التحديات المتوقعة لإنقاذ الوطن هي بحجم المشاكل التي تركها النظام السابق، فالوطن جرف وبيعت أصوله، والآن نحن أمام تحدٍ صعب، ماذا نريد لمصر؟، فالوطن واسع وتعداد سكانه كبير، وعند الانتقال بـ 90 مليوناً إلى المستوى المطلوب من المعرفة ومن التعليم والتكنولوجيا والفهم والرؤيا الصحيحة سنحتاج حجمًا مماثلًا من العمل المضني، فالسكين التي تسير في الزبد ليست كالتي تسير في اللحم.

لم ينكر الرئيس حجم الخلاف على الدستور، لكنه قال إن عظام الدستور الآن أصبحت موجودة، إنه يتكون من 236 مادة، الخلاف حول 15 مادة فقط، ومع ذلك تعهدت أنه يحق للـ 20 % من أعضاء مجلس الشعب الذي سيجري انتخابه أو رئيس الجمهورية في تطوير مواد الدستور، وإذا رفض المجلس، فسوف أقوم بنفسي بإعلان التطوير، وسألتزم بهذا التعهد في حالة رفض المجلس.

الاقتصاد المصري مستقر
وصف الرئيس مرسي الاقتصاد المصري بأنه مستقر، وقال إن البنك المركزي استنفذ 15 مليار دولار من الأرصدة الموجودة عنده، علاوة على 3 مليارات من أرصدة القوات المسلحة، فحدث نقص 18 مليار دولار في الاحتياطي، أي إننا كنا كل شهر نستهلك مليار دولار زيادة عن المعدل، وهذا ما جعل رئيس البنك يقول إننا في حالة الخطر.

وأكد أن هذا النقص في الـ 15 مليون دولار كان سببًا كافيًا للإطاحة بالدولة، لكنه أضاف يجب ألا ننسى أن لدينا 17 مليوناً يعملون في القطاع الخاص، وأن صمود الاقتصاد في تلك الحالة الخطرة هو عامل إيجابي، لكنه لم يشرح كيف سنتغلب على هذا النقص الرهيب في الاحتياطي؟، في الوقت نفسه الذي أشاد فيه بالمصريين في الخارج.

وكشف النقاب عن أن الجالية المصرية في الخارج هي أكبر ثاني جالية في العالم بعد السعوديين تمتلك أموالًا، وقال: لقد حوّل المصريون في عام 2012 أكثر من 19 مليار دولار، وربما هذا ما دفع بالسفير المصري إلى أن يقول في كلمته إننا نريد أن نطلق من ألمانيا مبادرة تحمل عنوان quot;إدخر في مصرquot;، حيث يستطيع المصريون نقل مدخراتهم إلى مصر، وفي الإطار عينه، شدد مرسي على أن 12 مليون مصري في الخارج يستطيعون إدخار 30 ملياراً في مصر.

300 ألف بلطجي في مصر
كشف الرئيس مرسي كذلك النقاب عن أن في مصر 300 ألف بلطجي في الوقت الحالي. وقال القاهرة وحدها فيها 100 ألف بلطجي، واتهم النظام السابق بأنه هو الذي أسس لمفهوم البلطجة، وقام برعايتهم، ورأى أن هذا عدد كافٍ للقتل والتخريب، وهؤلاء تحدٍ حقيقي لاستقرار الأوضاع في مصر، وعن حالة الطوارئ اشار إلى quot;أنني اضطرت كارهًا إلى فرضها، وكان ذلك مهمًا لحماية أملاك الناس وحماية قناة السويسquot;.

وجّه المغترب المصري فؤاد خليل سؤالًا عن حقيقة خطف السيدات المسيحيات في مصر، وقال كل يوم تختطف سيدة، فرد الرئيس قائلاً إذا كانت لديك أية أسماء لسيدات مختطفات أعطِني إياها على الفور، وأنا ملتزم أمام الحضور بإعطائك ردًا فوريًا، لكن ثروت باسيلي من الكنيسة الانجليكية قال أشهد إننا عندما اجتمعنا بك قلت إنك رئيس لكل المصريين، ونحن سنعمل معك وتحت رئاستك.

نجوان الأشوال باحثة مصرية في ألمانيا، انتقدت الرئيس، وقالت إنك لم تدعُ الشباب إلى الحوار، وهناك تغييب للشباب بعد الثورة وأنهم أصبحوا بلا وزن.

وقالت إننا لانقبل بتصريحات الفريق السيسي، ورأت أن أعضاء حزب الحرية والعدالة الذين بقوا في مصر هم من البلطجية. أما الذين فرّوا من مصر فهم من العلماء والمؤهلين بشكل جيد، لكن الرجل لم ينفعل، ورد عليها في إطار الحوار الجاد رغم اعتراض البعض على الألفاظ التي استخدمتها.

المغترب عادل وهدان تساءل لماذا 15 % من المغتربين في الخارج ليس لهم تمثيل في البرلمان المصري، ووجّه هاني سويلم سؤالًا إلى الرئيس: quot;متى كانت آخر مرة نزلت فيها إلى ميدان التحرير؟، وأين تطهير الإعلام؟. في حين قالت هدى صلاح لماذا أنت متمسك بالإخوان المسلمين؟.