رأى خبراء أنّ أخطاء الثوار أوصلت الإخوان المسلمين إلى السلطة متهمين المجلس العسكري باضاعة حلم الثورة. ولام الخبراء الثوار لموافقتهم على تولي الجيش إدراة شؤون البلاد بعد تنحي مبارك رغم مخالفة الدستور.


القاهرة: اتهمت القوى الثورية المجلس العسكري بالضحك على الثوار بالموافقة على تسليم إدارة البلاد له بتفويض من الرئيس السابق حسني مبارك، ظنًا منهم قيامه بحماية الثورة وتنفيذ جميع مطالبهم، إلا أن المجلس العسكري قام بإجهاض الثورة والعمل على إدارة شؤون البلاد بنفس فكر مبارك، وقد ساعده على ذلك جماعة الإخوان المسلمين الذين حصدوا في النهاية نتائج الثورة دون أن يحصل الشعب أو من قام بالثورة على شيء، فلم يصدر حكم قضائي واحد ضد قتلة الثوار بل زاد العدد في عهد المجلس العسكري والرئيس الحالي محمد مرسي.

أخطاء الثوار

واتهم خبراء سياسيون شباب الثورة بالوقوع في أخطاء كانت سببًا في النتائج التي وصلوا إليها بعد عامين على الثورة.

يقول عبد السلام النويري، أستاذ علوم السياسية، لـquot;إيلافquot;: إن فشل الثورة في تحقيق بعض النتائج التي كانت سببًا في تنحي مبارك يرجع في الأساس إلى أن الثوار فرحوا بترك مبارك الحكم وغادروا الميدان دون النظر أو التفكير في الخطوة التالية لتنحي الرئيس فكل ما كان يشغلهم في ذلك الوقت خروج مبارك من السلطة وإسقاط نظامه دون أن يكون لديهم خطة بمن سيدير شؤون البلاد من بعده ، لذلك لم يعلقوا على تولي الجيش المسؤولية بل أن البعض رحب بدور القوات المسلحة في حماية المتظاهرين ومن هنا كان الخطأ، حيث كان يتطلب رفض تفويض مبارك للقوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد لان في ذلك لمخالفة للدستور والقانون، وكان يجب على الثوار المطالبة إما تطبيق الدستور بتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد لحين انتخاب رئيس جمهورية جديد، أو تشكيل ما يعرف بالمجلس الرئاسي من الثوار مثلما حدث عام 1952.

وأضاف النويري: المجلس العسكري كان يؤمن بأن الثورة قامت من أجل خروج مبارك وظلم نظامه، ولكن لم يؤمن بشكل كامل بأن الثورة لها مطالب أخرى لابد من تنفيذها فقد انصب تفكيره على أنه بعد تنحي مبارك سوف تعود الأمور إلى طبيعتها ويرجع الثوار لمنازلهم ويدير البلاد بنفس الفكر الذي كان سائدًا في عهد مبارك لحين انتخاب رئيس متفق عليه من قبل المجلس العسكري لا يخرج عن فكرهم ومن النظام السابق أيضا، لذلك كان فكرهم منصبا على وصول أحمد شفيق للحكم وتقديم الدعم له، لذلك تحالف مع الإخوان لفض ميدان التحرير من الثوار وهذا ما حدث بالفعل وكانت بداية وضع حجر الأساس لفشل الثورة ووصولنا إلى ما نحن فيه حاليا.

العسكر لم يؤمنوا بالثورة

وقال طارق الخولي، وكيل مؤسس حزب 6 إبريل، لـquot;إيلافquot;: إن المجلس العسكري ضحك على الثوار، ولم يكن أمينًا على الثورة وعلى الثقة الكبيرة التي أعطاها له الثوار عقب تنحي مبارك، والواضح أن المجلس العسكري ولم يكن يؤمن بالثورة، والحديث عن دوره في حماية الثوار كانت خدعة كبيرة بدليل تورطه في قتل الثوار في ماسبيرو، وشارع محمد محمود، ومجلس الوزراء، وعقد صفقة مع مرسي في سبيل الخروج الآمن دون النظر لحماية الشعب من توغل الإخوان على السلطة وحصد الثورة.

وأشار إلى أنّ quot;الثوار يتحملون بشكل كبير ما وصلنا إليه حاليا بالثقة في جماعة الإخوان المسلمين في البداية ورفضهم تصديق الصفقة التي تمت بينهم وبين المجلس العسكري، كذلك وقعوا في أخطاء تتعلق بترك الميدان يوم التنحي دون تنفيذ مطالبهم المتمثلة في حكومة إنقاذ وطني، وتشكيل مجلس رئاسي ومحاكمة ثورية للقتلة ورموز النظام السابق، وتقنين وضع جماعة الإخوان المسلمين وهي نفس المطالب التي مازلنا نطالب بها حالياquot;.

ثورة بدون قائد

وقال الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية جامعة قناة السويس، لـquot;إيلافquot;: إن تولي الجيش مسؤولية إدارة البلاد عقب تنحي مبارك كانت من الأساس أول الأخطاء التي وقع فيها الثوار، وهي خطوة ما زلنا نندم عليها، وكانت سببا أساسيا في فشل نتائج الثورة على مدار عامين، ون سلبيات ثورة يناير أنها بدون قائد، وفشل الثوار في تكوين هذه القيادة.

وأشار إلى أنّ المجلس العسكري كان له دور مهم في اختفاء الثوار الحقيقين عن المشهد، وصعود شخصيات أخرى في المشهد السياسي، كما أنه ارتكب أخطاء كبيرة تسببت في إجهاض الثورة من بينها: رفض عمل الدستور أولا، وساعد الحركات الإسلامية في الاستحواذ على البرلمان، بجانب السعي نحو وصول شفيق للحكم فكان السبب في وصول الإخوان للسلطة.

وأرجع سبب تحمل المجلس العسكري مسؤولية فشل الثورة حتى الآن إلى أنّ الشعب أمنه على الثورة بعد تنحي مبارك بالموافقة على توليه الحكم رغم مخالفة الدستور ثقة فيه وفي قدرته على تحمل المسؤولية، ولكنه خان العهد.