تتفاقم أزمة بيع لحم الخيول في بعض الدول الأوروبية على أنه لحم أبقار، إذ يؤكد الخبراء أن لحم الخيل يحتوي على كتلة جرثومية كبيرة، إن لم يعالج بالطرق المناسبة.


ميونيخ: ما زالت أزمة لحوم الخيل التي بيعت للمستهلكين تحت مسمى لحوم أبقار في كل من فرنسا وبريطانيا تتفاقم في دول الاتحاد الاوروبي. فقد طالبت وزيرة حماية المستهلك في ألمانيا بالكشف السريع عن جميع ملابسات القضية وطرح نتائج التحقيقات أمام الشعوب الأوروبية.

واعتبرت الوزيرة الألمانية في هذا السياق أنه قد تم خداع المستهلك بشكل منهجي ومنظم، وهو الأمر الذي يحظره القانون. الغريب أنه على الرغم من كل هذا الإنزعاج الألماني، ثمة جزارون يبيعون لحوم الخيول، كملحمة كاسبار فورلا المختصة في بيع لحوم الخيول في ميونيخ ، ولا مثيل لها ربما في كل ألمانيا.

للفروسية... أو للأكل

لحوم الخيول من الأطعمة المثيرة للجدل في ألمانيا، فمعظم الألمان والبافاريين يرون أن الخيول ليست مخلوقات لطعام الإنسان، إنما خلقت للرياضة والفروسية والتريض، لكن متجر كاسبار فورلا يقدم لحوم الخيل الطازجة والشرائح المتبلة واللحوم المجففة والمدخنة والنقانق للسيّاح.

وهل لحوم الخيل ضارة بالصحة؟ يقول صاحب المتجر: quot;بالعكس، إنها خالية من الدهون، ولها زبائن كثر يأتون لشرائها، أما الضجة التي أثيرت أخيرًا حولها فهي ترجع إلى نقص الشفافية، فمن حق المستهلك أن يعرف ماذا يشتري وماذا يأكلquot;.

من المعروف تاريخيًا أن الاوروبيين قبل المسيحية كانوا يستهلكون لحم الخيول بشكل عادي، خصوصًا في أوروبا الجنوبية، أي في إسبانيا والبرتغال والنمسا، بل كان لحم الخيل يستهلك أكثر من اللحوم الأخرى، وخصوصًا في الاحتفالات الدينية حيث كان يؤكل بامتياز. وأول من حاول تحريم أكل لحم الخيل في أوروبا هو البابا غرغوريوس الثالث، وذلك سنة 732 ميلادية.

رائحة نفاذة

يقول كاسبار فورلا إنه يذبح لحوم الخيل الصغيرة، وهي لا تحتوي على الكوليستيرول إلا بكمية ضئيلة، مقارنة باللحوم الأخرى، quot;لكن ربما اللون الداكن والرائحة النفاذة يضايقان الناسquot;.

يعتقد خبراء التغذية أن لحم الخيل أحسن من لحم الماعز، لكن مع ذلك إذا توفرت اللحوم الأخرى يكون استهلاكها أفضل من لحم الخيل.

من الغريب أن اليابانيين يأكلون لحم الخيل من دون طبخ، وهذا من أخطر ما يكون. وليس هناك شيء في علم التغذية أسوأ من أن يستهلك اللحم طازجًا، غير مطهي بالنار. وتصل نسبة البروتينات في لحم الخيل إلى 13 في المئة، وهي نسبة تقارن تقريبًا مع لحم البقر.

كما يحتوي لحم الخيل على حامض أميني يدعى الهيدروكسيبرولين، وهو حمض مهم جدًا يوجد بنسبة مرتفعة، وترتفع كذلك نسبة الحديد في لحم الخيل بالمقارنة مع اللحوم الأخرى حيث نجد 5 ملغرامات، وهو التركيز نفسه الذي نجده في العدس وهو أكثر من البقر. بالنسبة للكوليستيرول فنسبته منخفضة جدًا في لحم الخيل، ونسبته لا تتعدى الـ68 في المئة مقارنة مع لحم الماعز الذي يصلإلى 75 في المئة.

كتلة جرثومية

لماذا كل هذه المخاوف من فضيحة تناول لحم الخيل؟

يقول خبراء التغذية إن الكتلة الجرثومية في لحم الخيل مرتفعة جدًا مقارنة مع اللحوم الأخرى، وتحتوي على أنواع ممرضة مثل عائلة جرثومة حمى التايفويد، التي يعتبر لحم الخيل خزاناً لها بامتياز. هذا راجع لعوامل كثيرة مثل تغذية الحصان وخصوصيته، فهو حيوان غير مجتر، وغالبًا ما تكون لحوم الحيوانات غير المجترة شديدة التلوث.

يضم لحم الخيل جرثومة الليستيريا كذلك، إضافة إلى الدودة الحلزونية.