في مشهد يزيد من حالة الإحتقان والإنقسام التي تعانيها مصر، نظّم الآلاف من أنصار ومعارضي الرئيس محمد مرسي تظاهرات، بعد صلاة الجمعة اليوم. وبينما حملت تظاهرات التأييد شعار quot;لا للعنفquot;، حملت المظاهرات المعارضة شعار quot;كش ملكquot;، وأقيمت الأولى في ميدان نهضة مصر أمام جامعة القاهرة في الجيزة، بينما أقيمت الأخرى أمام قصر القبة، في منطقة كوبري القبة في القاهرة.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تظاهر عشرات الآلاف من مؤيدي الرئيس محمد مرسي في ميداني جامعة القاهرة ونهضة مصر، دعماً للرئيس، ورفضاً لمظاهر العنف التي انتشرت أخيرًا في مصر، وجاءت المظاهرات استجابة لدعوة أطلقتها الجماعة الإسلامية. ورفض السلفيون المشاركة فيها، بينما شاركت جماعة الإخوان المسلمين فيها بأعداد رمزية، وردد المتظاهرون هتافات مؤيدة للرئيس منها: quot;بنحبك يا مرسيquot;، quot;الشرعية هي الحقquot;، quot;لا لإسقاط الرئيسquot;، quot;الشرعية خط أحمرquot;.

quot;الفلول عاملين ثوارquot;
وهاجموا جبهة الإنقاذ المعارضة، وهتفوا ضدها، ومن تلك الهتافات: quot;جبهة الخراب الوطني.. عايزة إيهquot;، quot;يا برادعي قول لصبّاحي.. مصر مش كعكة علشان تقسموهاquot;، quot;يا دي الذل يا دي العار.. الفلول عاملين ثوارquot;، quot;الفلول وجبهة الإنقاذ أيد واحدةquot;.

والدة قاتل السادات أم البطل المغوار
كان لافتاً، حضور والدة خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس الراحل أنور السادات المظاهرات، وإعتلاؤها المنصة الإعلامية، وقدمها الشيخ عاصم عبد الماجد القيادي في الجماعة الإسلامية، بـquot;أم البطل المغوار وشهيد الحقquot;. ورد البعض بالتصفيق والتكبير، في حين انصرف بعض المتظاهرين احتجاجاً على اعتلائها المنصة.

وقال عبد الماجد إن هذه المظاهرات تأتي في توقيت دقيق، لتبعث برسالة إلى المعارضة التي توفر غطاء سياسياً للعنف الذي يعمّ البلاد منذ إحياء الذكرى الثانية للثورة في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وأضاف لـquot;إيلافquot; إن الملاحظة التي سيكتبها التاريخ ضد المعارضة هي أن كل التظاهرات التي دعت إليها تخللها العنف أو انتهت بالعنف، ومهاجمة المنشآت العامة والخاصة وإحراقها، مشيراً إلى أن جبهة الإنقاذ لا تدين هذا العنف فعلياً، بل تساهم في زيادة وتيرته، بهدف إدخال البلاد في نفق مظلم، وإسقاط نظام حكم الرئيس محمد مرسي.

ولفت إلى أن المعارضة تفتقد أدنى درجات التعامل الديمقراطي، متسائلاً: كيف يمكن إسقاط الرئيس المنتخب عبر مظاهرات تتسم بالعنف، وتهدف إلى إحراق البلاد؟. وتابع: إن الرئيس الذي أتي عبر صناديق الإنتخابات لن يرحل إلا من خلال الإنتخابات. ونبّه إلى أن الشعب المصري لن يسمح للمعارضة بإسقاط الرئيس مهما كلفه الأمر.

الإسلاميون سلميون
وأضاف أن الفرق بين مظاهرات الإسلاميين والمعارضة الليبرالية واضح جداً، فالعنف هو سمة مظاهرات المعارضة. أما السلمية فهي سمة مظاهرات الإسلاميين. وشدد على ضرورة احترام الجميع لقواعد الديمقراطية بعد الثورة.

فيما حمل النائب محمد العمدة، المنتمي إلى التيار الإسلامي، وأحد القيادات المشاركة في المظاهرات الداعمة للرئيس مرسي، بشدة على المعارضة الليبرالية، وقال لـquot;إيلافquot; إن قطع الطرق وإيقاف حركة المترو وإقتحام قصر الاتحادية وإلقاء زجاجات المولوتوف عليه، وإغلاق المؤسسات الحكومية، مثل مجمع التحرير، ليست لها علاقة بأصول المعارضة في العالم.

مشيراً إلى أن كل تلك المظاهر العنيفة لن تفيد في شيء، ولن تسقط الرئيس، بل سوف تساهم في انتشار حالة الفوضى في مصر. ولفت إلى أن الآلاف من المصريين خرجوا اليوم أمام جامعة القاهرة، للتنديد بالعنف، والمطالبة بأن تكون مظاهرات المعارضة سلمية، ولفت إلى أن المظاهرات السلمية التي خرجت بالملايين هي التي ساهمت في إسقاط حكم الرئيس السابق حسني مبارك، وليس العنف.

كش ملك
في الجانب الآخر، نظمت المعارضة المصرية مظاهرات أمام قصر القبة، حملت شعار quot;كش ملكquot;، للمطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس محمد مرسي، وحكومة الدكتور هشام قنديل وإسقاط الدستور، وللمرة الأولى منذ أشهر عدة تخلو ساحة قصر الاتحادية من المظاهرات التي انتقلت إلى ساحة قصر القبة.

وهتف المتظاهرون ضد مرسي، بشعارات سبق أن استخدموها ضد سلفه حسني مبارك، منها: إرحل.. إرحلquot;، quot;الشعب يريد إسقاط النظامquot;، quot;يسقط حكم المرشدquot;، quot;سامع أم شهيد بتنادي.. مرسي قتل ولاديquot;.

طاف النشطاء بجثمان الطفل عمر صلاح الشهير بـquot;الطفل بائع البطاطاquot;، الذي قتل أثناء المظاهرات أمام السفارة الأميركية يوم 3فبراير/ شباط الجاري، ورددوا هتافات تطالب بالقصاص من قاتليه، ورحيل مرسي، quot;القصاص.. القصاص. قتلوا عمر بالرصاصquot;.

بني سويف تنتفض ضد قنديل
وفي بني سويف، خرج الآلاف من الأهالي في مظاهرات، للمطالبة بإقالة الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء، ليس احتجاجاً على تدني أسلوب حكومته في العمل، وإنما احتجاجاً على التصريحات المسيئة إليهم، التي قال فيها إن النساء في بني سويف يخرجن إلى الحقول لقضاء الحاجة ويتعرّضن للاغتصاب، ووصفهن بـquot;الجهل وعدم تنظيف أثدائهن، مما يصيب الأطفال بالإسهالquot;. وقطع المتظاهرون خطوط السكة الحديدية.

فيما وصفت قيادات في جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة مظاهرات الجماعة الإسلامية، بأنها quot;استعراض للقوة والقدرة على الحشدquot;، وقال عبد الغفار شكر، القيادي في الجبهة لـquot;إيلافquot; إن نبذ العنف لا يكون بالمظاهرات المؤيدة للرئيس، مشيراً إلى أن نبذ العنف يكون من خلال تفهم أسبابه، والحوار مع القوى السياسية المختلفة، وتلبية مطالب الشعب المصري.

ولفت إلى أن العنف مرفوض جملة وتفصيلاً. وأضاف أن جبهة الإنقاذ لم تمنح العنف غطاء سياسياً أبداً، ونبّه إلى أنها أعلنت مراراً وتكراراً رفض العنف بأشكاله كافة، ورفض قطع الطرق أو إيقاف حركة المترو أو إغلاق مؤسسات الدولة في وجه الجماهير.