عارض العراق اليوم قرار الجامعة العربية منح مقعد سوريا في الجامعة إلى المعارضة، معتبرًا ذلك سابقة خطيرة تتناقض مع ميثاق الجامعة، وتفتح الباب أمام مطالبات مماثلة في حركات المعارضة لدول أخرى في الجامعة، وشدد على رفضه عسكرة النزاع السوري.


أسامة مهدي: جاء ذلك خلال ترؤس وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري وفد بلاده المشارك في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية 139 التي انعقدت في القاهرة اليوم، حيث ألقى الأمين العام للجامعة نبيل العربي كلمة تطرق فيها الى الموضوعات التي رفعت من قبل المندوبين للوزراء للبتّ فيها، ثم قدم شرحاً مختصراً عن تقرير اللجنة المستقلة برئاسة الأخضر الابراهيمي لإعادة هيكلية الجامعة.

سابقة خطرة
وقد عبّر زيباري quot;عن موقفه المبدئي والمتوازن من الأزمة السورية، حيث ابدى اعتراضه وتحفظه على اعطاء مقعد سوريا للمعارضة، باعتبار ذلك يشكل سابقة خطيرة في تاريخ جامعة الدول العربية، ويتناقض مع ميثاق الجامعة، وقد يفتح الباب امام مطالبات مماثلة في حركات المعارضة لدول اخرى في الجامعةquot;، كما قال بيان لوزارة الخارجية العراقية الليلة.

وطالب رئيس الوفد العراقي من كل الدول والأمانة العامة للجامعة بتحمل مسؤولياتها حول تداعيات ذلك القرار، مؤكدا ان quot;مصير ومستقبل النظام السوري يقرره الشعب السوري بنفسهquot;. كما عبّر عن تحفظ بلاده على موضوع تسليح المعارضة.. مشددا على ان العراق يرفض عسكرة النزاع، ويؤكد على ضرورة عدم تسليح طرفي الأزمة، واعترض على فرض اي قرار من الجامعة على الدول، لأن هذا الأمر سيادي، ويخص سيادة كل دولة في تقدير الامر.

جرت خلال الاجتماع مناقشة الوضع في سوريا وتعديل ملحق فلسطين في ميثاق الجامعة العربية وهيكلية وعمل الجامعة العربية وتحديث آلياتها والعلاقات العربية ndash; الآسيوية واليابانية والروسية، اضافة الى اعتماد تقرير الامانة العامة، الذي رفع عن اجتماع المندوبين الدائمين، كما وافق الاجتماع على تقرير لجنة متابعة تنفيذ قرارات قمة بغداد الى القمة المقبلة في الدوحة.

كما جرت في اجتماع مجلس الجامعة الوزاري أيضًا مناقشات مستفيضة حول تطورات الازمة السورية، ومناقشة مسودة قرار، تدعو الى منح مقعد سوريا الى الائتلاف الوطني السوري والى تسليح المعارضة السورية.

مقعد للائتلاف وتسليح المعارضة
وقد دعت الجامعة العربية في ختام اجتماعها الوزاري ائتلاف المعارضة السورية إلى تشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد دمشق لديها وأقرت حق تسليح المعارضة للدول التي ترغب في ذلك، في حين اعتبرت الخارجية السورية هذه القرارات quot;تمهيدا للتدخل العسكري الخارجيquot;.

وأضافت الخارجية السورية في بيان لها أن quot;قرارات الجامعة منحازة لجهات عربية وإقليمية ودولية تستحضر التدخل العسكري الخارجي في الأزمة، وتعرقل أي حل سياسي يقوم على الحوار الوطنيquot;.

واشار البيان الختامي للاجتماع الوزاري العربي أن الجامعة تشدد على كون الائتلاف الممثل الشرعي للشعب السوري، وقبلت بتمثيله في الجامعة العربية بشكل مؤقت، إلى حين انتخاب حكومة جديدة في سوريا تتولى السلطات في البلاد.

وأقرّ الاجتماع الوزاري بحق الدول العربية الراغبة في تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية المسلحة، مع التأكيد على مواصلة الجهود لإيجاد حل سلمي للأزمة في سوريا.

جاءت هذه القرارات بعد دعوة وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور إلى إلغاء تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية للمساعدة على إيجاد حل للأزمة السورية. وقال منصور في اجتماع وزاري في الجامعة إن الاتصال بسوريا ضروري من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة.

وكانت الجامعة العربية علقت عضوية دمشق في الجامعة العربية في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2011 بعد مرور ثمانية أشهر على بدء الانتفاضة الشعبية ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد.