يكشف علاء البهائي، النائب السابق بالبرلمان المصري، معلومات جديدة عن مجزرة استاد بورسعيد، فيقول إنها ضمن مخطط مخابراتي لإغراق مصر في أتون الحرب الأهلية، وأنها استهدفت قتل 700 أهلاوي وليس 72.


القاهرة: لا تزال بورسعيد عصية على الهدوء، ولا تزال قوات الجيش تتولى عملية حفظ الأمن فيها وسط غياب تام للشرطة. وفي هذه الأثناء، قال النائب السابق بمجلس الشعب الدكتور علاء البهائي، عضو الهيئة العليا لحزب الوطن السلفي، إنه تم إطلاق مبادرة تجمع محامي بورسعيد لإعادة جمع وتوثيق الأدلة في قضية مجزرة ستاد بورسعيد، من أجل نقض الحكم الصادر في 9 آذار (مارس) الجاري بإعدام 21 متهمًا، والسجن المؤبد لخمسة آخرين، والسجن المشدد لعشرة متهمين بينهم مدير الأمن الأسبق، وتبرئة 28 آخرين.

وقال البهائي في تصريحات خاصة لـquot;إيلافquot; إن قضية مجزرة بورسعيد قانونية، وسيتم التعامل معها على هذا الأساس خلال المرحلة المقبلة، عبر إعادة جمع وتوثيق الأدلة، بحسب المبادرة التي أطلقها حزب الوطن السلفي مع محامي بورسعيد، مؤكدًا أن حزب الوطن لا يقفز على القضية سياسيًا.

وكشف البهائي أن هناك quot;فاعلين حقيقيين في القضية بعيدين عن أيدي القضاء تمامًاquot;، مشيرًا إلى أن quot;كل شغلنا الشاغل هو تبرئة المظلومين وتقديم الفاعلين الحقيقيين للمحاكمة إن شاء اللهquot;.

في خندق واحد

وتحدث البهائي عن مبادرات للمّ الشمل والإصلاح بين مجموعات الألتراس في بورسعيد والقاهرة بشتى الطرق، quot;لكنها فشلت بسبب الحماسة والإعلام الرياضيquot;. وأضاف: quot;الإعلام الرياضي لا يكف عن عمليات الشحن في جماهير الأهلي، ما أعماهم عن رؤية الحقيقة واضحة وتتمثل في أن ألتراس بورسعيد وألتراس الأهلي معًا في خندق واحدquot;.

وتابع: quot;هناك فاعل حقيقي قتل ألتراس الأهلي، وقتل معهم عدداً من أبناء ألتراس بورسعيد، من أجل إحداث وقيعة بين المصريينquot;.

ونبّه إلى أن quot;ألتراس بورسعيد حمى الولاد ـ يقصد ألتراس الأهلي ـ لأن المؤامرة كانت تستهدف قتلهم جميعًا، وليس 72 مشجعًا فقط، فكان المخطط يهدف إلى قتل 700 أو ألف على الأقل من مشجعي الأهلي الذين حضروا المباراة في إستاد بورسعيد، وألا يعود منهم للقاهرة سوى شخصين أو ثلاثة أحياءquot;.

وأضاف أن أهالي ألتراس بورسعيد هم من حموا ألتراس الأهلي، quot;أنقذوا الأحياء وحموهم في المنازل، وتبرعوا بالدماء للمصابين، فكثير من ألتراس الأهلي تجري في عروقهم دماء ألتراس بورسعيدquot;. وأضاف أنه يجب على الجميع، ولاسيما ألتراس الأهلي الوقوف معًا من أجل كشف خيوط المؤامرة.

وأعرب عن إعتقاده بأن هناك مؤامرة عقدت من أجل quot;أن يوقعوا الشعب في بعضه، ولازم نحط أيدينا في أيد بعض لتقديم الفاعل الحقيقي للمحاكمةquot;.

غير كافٍ

رأى البهائي أن الحكم بالسجن 15 سنة لمدير الأمن الأسبق وضابط آخر معه لا يكفي. أضاف: quot;هناك متآمر مع مدير الأمن أعطى له الأوامر، أين هو؟ وأين الضباط الذين جمعوا البلطجية وأعطوهم السلاح؟ لابد من تقديم جميع هؤلاء للمحاكمةquot;.

ولم يستبعد أن تكون هناك أصابع مخابراتية فيما وصفها بـquot;المؤامرةquot;، وقال إن الأمن مجرد حلقة في المؤامرة، التي يشترك فيها عناصر داخلية وخارجية، وهناك ممولون أيضًا، ويبدو أن quot;أصابع مخابراتية تقف وراءها من أجل إشعال الحرب الأهلية في مصرquot;.

ودعا البهائي إلى quot;إعادة فتح القضية أمام قضاء بعيد عن الشبهاتquot;، وأضاف أن التحريات التي قدمت للنيابة في القضية، أعدها الضابط خالد نمنم، الذي كان مكلفًا بتأمين عناصر ألتراس أهلاوي، والمفترض أنه مدان، ولكن لم يوضع اسمه ضمن المتهمين.

وتابع: quot;التحريات التي قدمها النائب العام الجديد للمحكمة، ورفضت الأخذ بها، تثبت أن خالد نمنم مدانquot;.

تساءل البهائي: quot;كيف يحكم على مدير الأمن بـ 15 سنة سجناً مشدداً، ويحصل الضباط الذين شاركوا في الجريمة على البراءة؟ كيف يحصل العامل الذي أطفأ الأضواء في الإستاد على المؤبد، في حين تتم تبرئة من أعطى الأوامر له بإطفاء الأنوار؟ من هنا أقول إن الحكم بني على تحريات باطلة، وبالتالي فهو باطل، وأتوقع نقض هذا الحكم في محكمة الدرجة الثانيةquot;.

وقضت محكمة جنايات بورسعيد، في 9 آذار (مارس) الجاري، برئاسة المستشار صبحي عبد المجيد، بإعدام 21 متهمًا، والسجن المؤبد لخمسة آخرين، والسجن المشدد لمدة 15 سنة بحق عشرة متهمين، بينهم مدير الأمن، كما قضت ببراءة 28 متهمًا. وأحرق ألتراس الأهلي مقر إتحاد الكرة ونادياً للشرطة، بعد إصدار الحكم، إحتجاجًا على عدم إنزال حكم الإعدام بقيادات الشرطة المتهمين في القضية.