يبدو أنّ الرياح تجري عكس مصالح النظام السوري، فبعد أن أعلنت باريس ولندن عن السعي لرفع الحظر الأوروبي على تسليح المعارضة أظهر تقرير أنّ توازن القوى في سوريا يميل إلى جهة المعارضين نظرًا إلى تحسن قدراتهم والدعم الذي يتلقونه.


لندن: اعتبر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن أن توازن القوى في سوريا سيميل على الأرجح لجهة المعارضين، محذرًا من أن امتداد الحرب الاهلية قد ينسف استقرار المنطقة برمتها.

ويشير التقرير السنوي حول توازن القوى المسلحة في العالم إلى اهمية الصين المتضاعفة ومواصلة زيادة الميزانيات العسكرية الاسيوية فيما تخضع ميزانيات الغرب للتقشف.

تجري الرياح بما لا يشتهي الأسد

واعتبر المعهد أن الرياح تتجه عكس مصالح الرئيس السوري بشار الأسد في النزاع الذي ادى بحسب الامم المتحدة إلى مقتل اكثر من 70 الف شخص ونزوح أو لجوء الملايين منذ عامين، مضيفا انه من quot;غير المرجحquot; أن يجري تدخل عسكري أجنبي.

وأكد التقرير quot;من المرجح أن يميل توازن القوى تدريجيا إلى جهة المعارضين نظرًا إلى تحسن قدراتهم والدعم الذي يتلقونه من الخارجquot; فيما تسعى باريس ولندن إلى رفع الحظر الاوروبي على تسليح المعارضة.
وتابع التقرير quot;باستثناء استخدام الاسلحة الكيميائية ضد المعارضين، مع احتمال ان يدفع ذلك باتجاه التدخل الخارجي، من الصعب رؤية كيف يمكن للأسد ان يقلب هذا التوجهquot;.

لكن المعهد حذر من أن قوات النظام quot;ما زالت قادرة على هزيمة المعارضين اذا تخلوا عن تكتيك حرب العصابات وحاولوا السيطرة على مناطق مدنيةquot;. quot;وان كان ممكنًا الا يفوز الأسد، فان المعارضين قد يخسرون كذلكquot; بحسب المعهد.

مشاكل تهدد المعارضة

ويحذر التقرير من غياب الادارة السياسية والعسكرية القوية لدى المعارضة ما يشكل تهديدًا متفاقما باندلاع معارك داخلية بين الفصائل المعارضة للنظام. واعتبر المعهد أن quot;هذا قد يغرق البلاد في حرب اهلية تكون فيها الحكومة الفصيل الاهم ما يضاعف مخاطر زعزعة استقرار المنطقة برمتهاquot;.

كما قارن النزاع السوري مع الوضع في افغانستان والنقطة المشتركة بينهما هي quot;معارك بين متمردين وقوات حكوميةquot; مع ضلوع قوات خارجية. لكنه اعتبر أن العمليات العسكرية في أفغانستان تحاول الحد من عدد الضحايا باكبر قدر ممكن فيما تستخدم الحكومة السورية العنف quot;كغرض بحد ذاته واداة قمع وردعquot;.

وأضاف أن الحلف الاطلسي والحكومة الافغانية quot;في سباق ضد الزمنquot; لتحسين الوضع الامني وتطوير قدرة الدولة الافغانية قبل نقل المسؤوليات في العام المقبل. على القوات الافغانية ان تبلغ اقصى درجات قدراتها في اواخر 2014 لكن الوضع في البلاد قد يبقى متفاوتا لاحقا مع جيوب يبقى فيها المتمردون ناشطين.

عالميًا تجاوزت النفقات الآسيوية الاجمالية في القطاع العسكري للمرة الاولى في 2012 نفقات اعضاء الحلف الاطلسي الاوروبيين، كما توقف المعهد في تقريره الاخير. واشار المعهد إلى الاهمية العسكرية المتزايدة للصين التي استلمت في ايلول (سبتمبر) اول حاملة طائرات تمركزت عليها لاحقا طائرات شنيانغ ج-15 المطاردة.

غربًا أدى تقليص الميزانيات في دول عدة إلى التركيز على quot;تقليص عديد القوات لكن مع زيادة قدراتهاquot;، بعد عقد من الحروب في افغانستان والعراق. quot;وقال المعهد ان quot;فعل المزيد بقدرات اقل هو تحد لكن الاعداد مهمة احياناquot;.