القاهرة: قررت النيابة العامة في مصر مساء الثلاثاء الافراج عن الناشط السياسي المعارض علاء عبد الفتاح ، بعد 4 ساعات من التحقيق معه في اتهامات بquot;التحريض على احداث العنفquot; التي جرت مؤخرا قرب المقر العام لجماعة الاخوان المسلمين في القاهرة، بحسب مصدر قضائي.
وسلم الناشط السياسي نفسه للنيابة العامة الثلاثاء غداة قرارها بتوقيفه مع اربعة اخرين من ابرز الناشطين المعارضين للرئيس المصري محمد مرسي لاتهامهم بquot;التحريض على احداث العنفquot;، فيما رفض الاربعة الاخرون المثول امام النيابة.
وقال المصدر القضائي ان quot;النائب العام طلعت عبد الله قرر الافراج عن عبد الفتاح بشكل مؤقت وبلا ضماناتquot;.
وكانت النيابة العامة اعلنت في بيان مساء الاثنين انها quot;اصدرت قرارا بضبط واحضار 5 نشطاء سياسيين لاتهامهم بالتحريض على أحداث العنف التي وقعت أمام مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين بمنطقة المقطم (في القاهرة) مع منعهم من مغادرة البلاد ووضع أسمائهم على قوائم الممنوعين من السفر على ذمة التحقيقاتquot;.
وجاء قرار النيابة الاثنين غداة التهديد الذي وجهه الرئيس مرسي الاحد باتخاذ اجراءات صارمة ضد من شاركوا في الاشتباكات التي وقعت في محيط المقر العام لجماعة الاخوان، التي ينتمي اليها مرسي، في القاهرة.
وشهدت المنطقة المحيطة بمقر الاخوان الاسبوع الماضي اعمال عنف بين المتظاهرين الغاضبين من جهة وبين الاسلاميين وقوات الشرطة من جهة اخرى اوقعت عشرات الجرحى.
وكان عبد الفتاح قال على تويتر مساء الاثنين quot;قررت التوجه للنيابة (الثلاثاء) فأنا لن اعرض زوجتي وابني وبيتي لبهدلة الشرطة ان قررت تنفيذ امر الضبط والاحضارquot;.
واكد عبد الفتاح، الذي حضر للنيابة في ملابس الحبس الاحتياطي البيضاء تعبيرا عن استعداده لصدور قرار بحبسه، في تغريدة اخرى اثناء التحقيق معه quot;رفضت الاجابة على كل الاسئلة لعدم حياد النائب العامquot;.
واعتبر انه لا يوجد ما يدينه في اوراق التحقيق معتبرا انه لو صدر قرار بحبسه فسيكون ذلك quot;قمة المسخرةquot;.
ونظم عشرات الناشطين المتضامين مع عبد الفتاح تظاهرة امام مقر النيابة العامة في القاهرة لدى وصوله لتسليم نفسه ورددوا بغضب quot;يسقط يسقط حكم المرشدquot; وquot;اعتقال اعتقال النضال هو النضالquot; وquot;ارحل ارحلquot;، ورفع متظاهر لافتة تقول quot;ارهابكم ما يخوفناش ... حريتنا مش ببلاشquot;.
ولم يكن هناك اي تواجد للشرطة في موقع التظاهرة التي شارك فيها اعضاء من جبهة الانقاذ الوطني، التكتل الرئيسي للمعارضة في مصر.
واعلن مساء الاثنين اثنان من الناشطين الخمسة الصادر امر بتوقيفهم، وهما حازم عبد العظيم واحمد دومة، في تصريحات لوسائل اعلام محلية رفضهما المثول امام النائب العام لعدم اعترافهما بشرعيته كونه معين من الرئيس مرسي بالمخالفة للاجراءات المنصوص عليها في القانون المصري.
ويخشى معارضو الرئيس المصري من تنكيل الاخير بالمعارضة خاصة بعد تهديداته بمحاسبة اي سياسي يثبت تورطه في التحريض على العنف والتي اعقبها تقديم محامي جماعة الاخوان المسلمين بلاغا ضد 169 شخصية سياسية لم يتم الكشف عنها.
وقال خالد داود المتحدث باسم جبهة الانقاذ الوطني المعارض (الائتلاف الرئيسي للمعارض) لفرانس برس quot;الاتهامات مجرد افتراءات واكاذيب وتضليل...المستهدف هو المعارضة بالكاملquot;.
واضاف داوود ان quot;ضمير مرسي يتحرك عندما تهاجم مقرات الاخوان ولا يتحرك عندما يقتل الصحفيون ويعذب المواطنونquot;.
واعتبر داوود ان مصر quot;تحولت من نظام ديكتاتوري (في عهد حسني مبارك) الي نظام ديكتاتوري اخرquot;.
وقال الناشط شادي الغزالي حرب quot;هناك حرب مستعرة ضد شباب الثورة.. هم (الاخوان المسلمون) يريدون الظهور كممثل وحيد للثورةquot;.، واضاف quot;ما يحدث هو استنساخ للثورة الايرانية حين تخلص الخوميني من معارضيه الواحد تلو الاخرquot;.
وتاتي قرارات توقيف السياسيين والنشطاء في سياق غضب شديد على الرئيس مرسي وجماعة الاخوان التي ينتمي اليها خصوصا من قبل الصحافيين والاعلاميين الذين يتهمون الرئيس والاخوان باستهدافهم ومحاولة التضييق عليهم.
وانهى مساء الاثنين مئات من الاسلاميين حصارا خانقا استمر يومين على مدينة الانتاج الاعلامي (مقر كبير لعدد من القنوات الفضائية الخاصة والاستديوهات الفنية)، كان الثاني في اربعة اشهر.
من جهته اعلن وكيل نقابة الصحافيين المصريين جمال فهمي، في مؤتمر صحفي، رفضه المثول امام النيابة في قضية منفصلة اقامتها ضده الرئاسة بتهمة quot;اهانة الرئيسquot; تضامنا مع النشطاء الخمسة.
وقال فهمي لوكالة فرانس برس quot;كنت سامثل امام النيابة لكن استهداف السياسيين والنشطاء الاثنين جعلني اتراجعquot;. واكد ان quot;استهداف الصحافيين اصبح امرا غير قابل للاستنتاج.. هو حقيقة ماديةquot;.
واعتبر ان quot;الاخوان فاشلون في سياساتهم وعندهم وهم انهم لو اسكتوا الاعلام سيفلتون بهذا الفشل فضلا عن انهم فاشيونquot;.
من جانبه، قال نقيب الصحفيين ضياء رشوان لفرانس برس quot;نحن مصممون على مواجهة اي محاولة للتضييق عليناquot;.
واوضح رشوان ان quot;محاصرة مدينة الانتاج الاعلامي بعد تصريحات مرسي ضد الاعلام المرئي تجعل اي مبتديء في التحليل السياسي يربط بين الامرينquot;.
وكان الرئيس المصري اتهم الاحد البعض باستخدام وسائل الاعلام quot;للتحريض على العنفquot;، متوعدا بان quot;من يثبت تورطه فلن يفلت من العقاب فكل من شارك في التحريض هو مشارك في الجريمةquot;.