في الجلسة الخامسة من محاكمة تنظيم الاخوان السري في الامارات، استمع المستشار فلاح الهاجري إلى أحد الشهود على اجتماعات التنظيم، وتم عرض أحراز بالصوت والصورة، تؤكد أن أعضاء التنظيم كانوا مستعدين لإراقة الدم في الامارات لو أوصلهم ذلك إلى الحكم.


أبوظبي: قرر المستشار فلاح الهاجري، رئيس دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات، تأجيل النظر في قضية التنظيم السري للإخوان المسلمين إلى السادس عشر من شهر نيسان (أبريل) المقبل، وذلك لمواصلة الاستماع إلى بقية الشهود.

وفوضت المحكمة المختبر الجنائي لفحص التسجيلات الصوتية (الأحراز) ومطابقتها بأصوات المتهمين، وأربعة من خبراء وزارة العدل للقيام بالمهمة الموكولة إليهم، بشأن مراجعة حسابات المتهمين، على أن تعرض النتائج في الجلسة المقبلة.

جاء ذلك في الجلسة الخامسة التي عقدت أمس الثلاثاء في المحكمة الاتحادية العليا في أبوظبي، وحضرها جميع المتهمين المحبوسين والمتهمات المكفولات، باستثناء متهم واحد تخلف عن الحضور لظروف صحية.

شاهد على خطط تنظيم الإخوان
تم في هذه الجلسة الخامسة الاستماع إلى أحد الشهود، إضافة إلى الكشف عن الأحراز الستة التي تضمنت أدلة بالصوت والصورة على تهمة التآمر لإسقاط نظام الحكم في الإمارات.

وروى الشاهد: quot;بدأت تحرياتنا في العام 2010 وتأكدنا من وجود تنظيم سري غير شرعي، هو فرع من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، يسعى عبر الأدوات والعناصر والوسائل والواجهات والعلاقات الداخلية والخارجية إلى الاستيلاء على الحكم، فأقام هيكلية كاملة مكونة من مجلس شورى ومجلس إدارة يعين من قبل مجلس الشورى، وله لجان أخرى كثيرة، منها تربوية وتدريبية والعمل الطلابي والعمل الاجتماعي وغيرها، كما له مكاتب إدارة في أبوظبي وبني ياس ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والمنطقة الشرقية، ومجلس أمناء في المناطقquot;. وأضاف الشاهد أن التنظيم أنشأ لجانًا مركزية، تتبع مجلس الإدارة مثل الجاليات والتخطيط والحقوق والمالية والإعلام والاستثمار وغيرها.

ونوه الشاهد بأن تنظيمًا نسائيًا يتبع التنظيم، يأتمر مباشرة بأمر مجلس الإدارة، وله مجلس أمينات يتكون من لجان تربوية إعلامية، ولجنة تسمى التدريب، وأخرى الفضيلة، والتعليم، quot;ومن أهم لجان التنظيم لجنة العمل الطلابي والتربوي، التي سعت إلى تجنيد الشباب عبر البرامج والمناهج الإخوانية، وبعد ذلك يتدرج الشباب في التنظيم حتى يصل إلى مبدأ السمع والطاعة حتى يبلغ البيعة للمرشدquot;، لافتًا إلى أن مراحل الانتساب هي ثلاث، تمهيدية تتكون من ثلاث مراحل، وتكوينية من ثلاث مراحل أيضًا، ونهائية من مرحلتين، حتى يصبح العضو موجهًا ومن ثم يقوم بالبيعةquot;.

وكشف الشاهد أن عناصر التنظيم يخضعون لدورات أمنية، تحت إشراف مجلس الشورى مباشرة، وأن التنظيم سعى إلى تجنيد العناصر من الجنسين، وإلى ترسيخ فكر الإخوان عبر نزع ولاء الأعضاء من الدولة والقيادة، وأن يكون ولاؤهم للتنظيم وحده عبر تقزيم منجزات الدولة وتأليب الرأي العام والقيام بأنشطة إعلامية تخدم هذه الأجندة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

أذرع خارجية
قال الشاهد إن للتنظيم ارتباطًا خارجيًا يقوم على ثلاثة محاور، هي المحور الخليجي عبر التنسيق مع بقية الخلايا في دول الخليج، ويرأسه عنصر هارب من التنظيم، ويعقد اجتماعاته في مختلف الدول الخليجية بحسب الظروف والأهداف. والمحور الإقليمي الذي يتم من خلاله التواصل بين قيادات الإمارات في التنظيم والقيادات الإقليمية، وذلك للتشاور في شؤون التنظيم، وأخذ المشورة وطلب الدعم السياسي والقانوني والإعلامي. والمحور الدولي الذي يهدف إلى التنسيق مع المنظمات في أوروبا والمنظمات الإسلامية الدولية، وتحصيل الدعم المالي والإعلامي والاستشاري والقانوني منها.

روى: quot;بعد وقوع الاضطرابات في بعض الدول العربية في العام 2011، عقد التنظيم اجتماعًا في أم القيوين، قيل فيه quot;في حال لم نتحرك الآن فستفوتنا الفرصة، وتم تشكيل لجنة العدالة والكرامة لهذا الغرض وبهدف تفعيل خيارات التظاهر خارج الإمارات ضدهاquot;، وتم بعد ذلك تشكيل العديد من اللجان، ودفع المبالغ الطائلة لأشخاص في أوروبا بهدف تأليب الرأي العام الغربي ضد الإماراتquot;.

ولفت إلى زيارة أحد أعضاء التنظيم الكبار إلى الكويت والمغرب والأردن وقطر، بهدف حشد التأييد لدعم التنظيم السري داخل الإمارات. أضاف: quot;تم بعد ذلك عقد الاجتماع الثاني في رأس الخيمة في شهر ايار (مايو) 2011، وقال فيه أحد أعضاء التنظيم إن الأوان قد آن لكي تتحرك الأمة وتقدم التضحيات والدماء، وأن نكون نحن الوارثين لهذه الأنظمةquot;. وفي اجتماع ثالث في دبي في حزيران (يونيو) 2011، نوقشت استراتيجية السنوات المقبلة، وانتقد الحاضرون فيه افتقارهم إلى فريق للأزمات.

وتم في الاجتماع الرابع، في أيلول (سبتمبر) 2011، تغيير المسميات في التنظيم خلال هذا الاجتماع، فاستبدلت البيعة بالعهد، والإخوان بدعوة الإصلاح، والأخ العامل بالعضو العامل، والأخ المنتسب بالعضو المنتسب.

أحراز بالصوت والصورة

اطلعت المحكمة على الأحراز الستة التي كانت عبارة عن جهاز تخزين المعلومات (يو اس بي)، وقرص صلب ووثيقة تسجيل صوتي ووسيلة تخزين خارجية. في الحرز الأول، قال أحد المتهمين إن الإمارات غير قادرة على استيعاب قدرات وإمكانات الإخوان المسلمين، والتي تعمل منذ قرن على حد قوله، واصفًا الصراع بأنه بين الحق والباطل.

وأضاف: quot;الجماعة ستغير من واقع الأمة وتنتقل بها إلى واقع إعلاء شأن الأمة، هذه المرحلة عظيمة تتلمس فيها الأمة طريقها الذي يحتاج إلى البذل، فالجماعة تستحق أن تكون هي الوارثة لهذه الأنظمة المتهالكة، وما يتعرض له التنظيم من قبل أجهزة الدولة يدل على عدم توازنها، ومجتمع الإمارات يستحق الحرية، ونحن فرسان جلب الحرية، قررنا أن نقود الناس لهذا الخير ونخلص أمتنا وشعوبنا من الظلم والطغيان والعبودية، نحن لا نستحق ذلك إذا لم نعمل لأجله لأن الحرية لا تقدم على أطباق من ذهب ومن دون ثمن، فثمن الحرية مر، وبحاجة إلى تضحيات أولها إراقة الدماء وتقديم الأرواحquot;.

تم عرض الحرز الثاني، الذي كان بالصوت والصورة لاجتماع في مزرعة أحد المتهمين، يتحدث فيه أحد المتهمين عن نهج التنظيم خلال الفترة المقبلة، قائلًا: quot;حملتنا مباركة في جهادنا لاسترداد حقوقنا وإعلاء كلمة الحق واللهquot;.
والحرز الثالث كان عبارة عن فيديو يظهر فيه 5 اشخاص اثنين منهم من المتهمين.

حقوق أهل الامارات
عرض الحرز الرابع، وكان تسجيلًا صوتيًا لاجتماع في دبي في منزل أحد المتهمين، تم فيه مناقشة الخطة الإعلامية للتنظيم. وقال أحد المتهمين في الاجتماع: quot;لا بد من المطالبة بحقوق أهل الإمارات فهي الأساس في تحديد المطالبات والمشاريع الإعلامية للتنظيم، وغيرها من أجل إثارة الموضوع لدى الناس، وتحريك الرأي العام وتحديد المدى الزمني لكل مرحلة من مراحل التحرك، من خلال توظيف وسائل النشر الإلكتروني، ومواقع التواصل الاجتماعي، فالعدالة والكرامة عنوان قضيتناquot;.

وقال أحد المتهمين: quot;يجب الوصول إلى الصحافة والتلفزيون والفضائيات، والتركيز على موضوعات حقوق المواطنة والممارسات، ويجب تسريب مقالات عبر المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الالكتروني لإشعال القضية، عبر إعداد فريق إلكتروني والتركيز على أهم المنتديات وصفحات الشخصيات المعروفة على فايسبوك، وإتاحة معلومات عن حقوق الإنسان في الإمارات وعن المواطنين جميعًاquot;.
وفي الحرز الخامس، تحدث أشخاص بصوت غير واضح في مزرعة الختم.

الشيعة متقدمون
كان الحرز السادس تسجيلًا لاجتماع ما يسمى بلجنة العدالة والكرامة في التنظيم، في منزل أحد المتهمين في منطقة ند الحمر في دبي. وقال أحد الموجودين في التسجيل إنه يحمل جواز سفر بريطانيا، وقال آخر: quot;يجب إشراك مختلف شرائح المجتمع في التحرك المقبل للتغيير، ويجب التركيز على فئة الشباب لأنهم يملكون الحماس والحرص على أن يكونوا في صدارة طرح المطالبات، وبالذات بالنسبة إلى أولئك الذين قال إنهم لم يحصلوا على وظائف، والتركيز على حصولهم على حقوقهمquot;.

أضاف: quot;يجب أيضًا إنشاء موقع إلكتروني لتمرير أنشطة وأخبار التنظيم وتوجهاته والاعتماد على أصحاب الخبرات من أعضاء التنظيمquot;.

وقال أحد المتهمين: quot;العمل السياسي يحتاج إلى تفكير، العمل السياسي مش سهل، لذلك لازم نقلل المخاطر، لا بد من وجود أحزاب، باكر يوم الأحد نبدأ، لكن فيه بعض الأشياء، أميركا مثلًا كل الناس ضدها وبنفس الوقت كل الناس معها، الشيعة متقدمين علينا ومثال على ذلك حزب الدعوة، أول متحدث بالعراق كان في الكويت 16 سنة، وحين سقط صدام حسين تحالف مع الأمريكان، البحرين يحصلون على دعم من شيعة العراق وأنا التقيت معهمquot;.