يهزأ المعارضون السوريون بخط أوباما الأحمر، الذي قال إن تجاوزه باستخدام السلاح الكيميائي سيغيّر قواعد اللعبة، فها قد تجاوزه الأسد في أكثر من بقعة سورية، وبقي أوباما شاهد زور على ذلك.


القاهرة: بدأت حزمة من التساؤلات تطفو على السطح بشأن جدية التعهد الذي سبق أن قطعه الرئيس باراك أوباما على نفسه بالتدخل في سوريا إن استخدمت قوات الأسد الأسلحة الكيميائية في مواجهاتها مع الثوار.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن مصدرفي المعارضة السورية تساؤلاته بشأن هذا التعهد، خصوصًا في ظل تقارير تتحدث عن استخدام القوات الموالية لنظام الأسد تلك النوعية المميتة من الأسلحة.

وقد سبق لأوباما أن أكد أن استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا خط أحمر، وأنه قد يكون سببًا في اتخاذ قرار التدخل العسكري من جانب الولايات المتحدة الأميركية أو إسرائيل.

وبينما أشار مسؤولون حكوميون في دمشق إلى استخدام الثوار للأسلحة الكيميائية في خان العسل بحلب الشهر الماضي، قالت مصادر المعارضة إن هناك أدلة تؤكد استخدام القوات الحكومية أحد أنواع الغاز في مناطق بالعاصمة تخضع لسيطرة الثوار.

السيناريو المرعب

كان فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، أكد لغارديان الأسبوع الماضي أن حكومة بلاده لن توافق إلا على تحقيق أممي حقيقي، وأنها لن تسمح بتكرار ما حدث في العراق إبان فترة حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وحث ويليام هاغ، وزير الخارجية البريطاني، الأسبوع الماضي على الإسراع في إجراء تحقيق بخصوص الموضوع بعدما قيل عن تجميع عينات تربة من أماكن عشوائية بسوريا، ومن ثم تهريبها إلى المملكة المتحدة لاختبارها.

وقيل إن الأدلة أظهرت شكلًا من أشكال الاستخدام للأسلحة الكيميائية، لكن من دون توضيح الجهة التي تقوم باستخدامها.

وأوضح أحد المسؤولين البريطانيين أن السيناريو المرعب يتمثل في اكتشاف قيام عناصر من جبهة النصرة الجهادية، التي أقسمت بالولاء لتنظيم القاعدة، بامتلاك ونشر جهاز خاص بالأسلحة الكيميائية الخام ndash; وهو العمل الاستفزازي الذي لا تتجاهله إسرائيل.

ألف طن سوري

تابع هذا المسؤول البريطاني حديثه قائلًا: quot;نحن قريبون للغاية من الخط الأحمرquot;. ويُعتَقد أن سوريا تمتلك بالفعل مخزونًا من غاز الخردل وغاز الأعصاب سارين شديد السمية، اللذين أوضح ضابط مخابرات إسرائيلي أنهما يُستَخدَمان بالفعل.

وتعد سوريا واحدة من مجموعة دول قليلة لم توقع على اتفاقية الأسلحة الكيميائية التي تحظر استخدامها دوليًا. وقدرت معلومات استخباراتية امتلاك سوريا نحو ألف طن من الأسلحة الكيميائية المخزنة في 50 بلدة ومدينة.

وتخشى إسرائيل نقل بعض الأسلحة الكيميائية إلى يد حزب الله، الحليف اللبناني لنظام الأسد.

وبينما أعلن أوباما في الشهر الماضي، عقب محادثات أجراها مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو، أن استخدام الأسلحة الكيميائية أو نقلها لجماعات إرهابية سوف يشكل تغييرًا في قواعد اللعب، تعرب مصادر في المعارضة السورية عن ازدرائها للرئيس الأميركي لعدم التزامه بهذا التعهد.