في نهاية أيار (مايو) الجاري، ينعقد مؤتمر جنيف 2 حول سوريا، وقد بدأت التحضيرات للمؤتمر باجتماع وزراء خارجية الدول العربية المعنية بالملف السوري، وتركيا في العاصمة الإماراتية. وتستمر في اجتماعات أخرى قادمة، أبرزها في القاهرة.


إيلاف من بيروت: يقترب موعد انعقاد المؤتمر الدولي حول الأزمة في سوريا، فبدأت الدول العربية والاقليمية المعنية بهذه الأزمة في الاعداد لهذا المؤتمر، الذي يرجى منه وضع حد للنزيف السوري، بعد نحو عامين على ابتداء ثورة الشعب السوري على النظام الحاكم في دمشق.

وفي إطار التحضيرات الجارية لهذا المؤتمر، ينعقد اجتماع مساء اليوم الإثنين، في العاصمة الاماراتية ابو ظبي، يحضره وزراء خارجية الدول العربية الرئيسة الداعمة للمعارضة السورية بالإضافة إلى تركيا. ويؤمل أن يتوصل المجتمعون التوصل إلى الخطوط العريضة لمحاور النقاش في المؤتمر الدولي، المقرر عقده في أواخر أيار (مايو) الجاري، من أجل التوصل إلى حل جذري حل لإنهاء الصراع الدموي في سوريا.

من يحضر ومن لا يحضر؟

من الدول المشاركة في هذا الاجتماع مصر، التي توجه وزير خارجيتها محمد عمرو إلى أبو ظبي للمشاركة في الاجتماع، بعد مشاركته في الاجتماع الوزاري لمنظمة التعاون الإسلامي حول الوضع في مالي، المنعقد اليوم في جدة، على أن يشدد عمرو خلال الاجتماع على موقف مصر الثابت، القائم على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، بما يحفظ وحدة أراضي سوريا ونسيجها المجتمعي، ويحقق تطلعات الشعب السوري نحو الحرية والديمقراطية.

كما يشارك وزراء خارجية قطر والسعودية والأردن والإمارات والكويت وتركيا. وسيتناول وزراء الخارجية المجتمعون اليوم في أبو ظبي ما قد يحيط الدعوة إلى المؤتمر الدولي في نهاية الشهر من خلافات، كان عبر عنها مسؤول روسي على صلة بالملف السوري في حديث صحافي، إذ أشار إلى خلافات بشأن من يحق له المشاركة في عملية السلام في سوريا، تأتي بعد أيام من إعلان موسكو وواشنطن توحيد جهودهما لحث ممثلي الحكومة السورية والمعارضة على حضور مؤتمر دولي بشأن سوريا، ما قد يعيق جهود تنظيم هذا المؤتمر.

أضاف: quot;هناك اتفاق واسع بشأن خطورة الوضع في سوريا، لكن هناك خلافات عديدة جدًا حول من يحق له المشاركة في مؤتمر السلام، ومن الطرف الذي يحق له قانونًا حضور المؤتمر، ومن لا يحق له قانونًا حضور المؤتمرquot;.

أسماء الأسد بعهدة روسيا

وينعقد اجتماع اليوم في أبو ظبي بدعوة من الجامعة العربية. وقد أكد نبيل العربي، أمين عام الجامعة العربية، أن الاتصالات تجري على قدم وساق تحضيرًا للمؤتمر الدولي لحل الأزمة السورية والذي يضم الأطراف المعنية بالأزمة إلى جانب طرفي النزاع. وبين في مؤتمر صحافي عقده أمس الأحد أن روسيا حصلت على أسماء أفراد الوفد الذي سيمثل النظام السوري في مؤتمر جنيف.

وقال العربي: quot;المعارضة السورية تعقد اجتماعات مكثفة في اسطنبول حاليًا لاختيار رئيس الائتلاف ورئيس الحكومة وممثلهم في المؤتمر وإمكانية توسيع الائتلاف ليضم أطرافًا أخرىquot;.

ويقضي الاتفاق الأميركي الروسي بإقصاء بشار الأسد عن الحياة السياسية في سوريا بعد انتهاء الفترة الانتقالية، التي سيحدد المؤتمر الدولي تفاصيلها، لكن العربي شدد على أن لا وجود لضمانات روسية بإقصاء الأسد بنهاية الفترة الانتقالية، مؤكدًا أن الاجتماع الدولي جنيف - 2 سيؤسس على ما تم الاتفاق عليه في جنيف - 1 من وقف إطلاق النار وبدء حوار سياسي وتشكيل حكومة تتولى المرحلة الانتقالية وإرسال قوات دولية لمراقبة الاتفاق.

إيران مستعدة

اجتماع أبو ظبي ليس الوحيد الذي سينعقد تحضيرًا للمؤتمر الدولي، فقد قال عصام الحداد، مساعد الرئيس المصري محمد مرسي للشؤون الخارجية، إن القاهرة ستشهد خلال الأيام المقبلة اجتماعات ونشاطات في إطار المبادرة المصرية لحل الأزمة السوريةrlm;، مؤكدًاأن مصر تسعى جادة لإيجاد آلية تتضمن حلًا تفاوضيًا يحقق أهداف الشعب السوري, مشيرًا إلى اتصالات بين القاهرة وكل الأطراف المعنية بالأزمة، بما فيها واشنطن وموسكو.

أما وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي فقال إن بلاده تساند المبادرة الروسية الأميركية لعقد مؤتمر دولي بشأن سوريا، قائلًا إن طهران على استعداد للمشاركة في المؤتمر، وذلك في تصريح صحافي لمجلة شبيغل الألمانية الأسبوعية.

اضاف صالحي: quot;لغاية الآن، لم نستلم دعوة للمشاركة في المؤتمر، ولكننا سنشارك فيه حتمًا، فبإمكان بلادنا تحفيز المفاوضات بين المعارضة والحكومة السورية، على ألا يكون رحيل بشار الأسد شرطًا للمفاوضاتquot;.