فيما تتواصل الحركة الديبلوماسية من أجل عقد مؤتمر دولي للتوصل لحل للنزاع السوري الدائر، ينتظر أن تعترف الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم بائتلاف المعارضة quot;باعتباره المحاور والممثل الفعلي اللازم للانتقال السياسي في سورياquot;.


دمشق: تتواصل الحركة الديبلوماسية سعيًا لبلورة الاقتراح الاميركي الروسي لعقد مؤتمر دولي بغية التوصل لحل للأزمة السورية، التي أسفرت عن اكثر من 94 الف قتيل، في حين اشترط نظام الرئيس بشار الاسد مشاركته بالاطلاع على مزيد من quot;التفاصيلquot;.

في غضون ذلك، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، من أي عمل يزعزع استقرار سوريا، بينما أعلن الاردن أنه سيستضيف الاسبوع المقبل اجتماعًا جديدًا لمجموعة quot;اصدقاء الشعب السوريquot;.

وقال وزير الاعلام السوري عمران الزعبي في مقابلة تلفزيونية إن الترحيب السوري بالتقارب الروسي الاميركي حول سوريا هو quot;تفاؤل حذرquot; لأنه quot;لا يكفي توفر الارادة فقط، بل خطوات لاحقة وبحث في التفاصيل وفهم كافة المواقفquot;.

وردًا على سؤال عما اذا كانت دمشق اتخذت قرارًا نهائيًا بالمشاركة في المؤتمر، اجاب الزعبي quot;هذا رهن بتطور تفاصيل ومعرفة التفاصيلquot;، مشددًا في الوقت نفسه على أن أي نقاش في مصير الرئيس الاسد خلال هذا المؤتمر هو أمر quot;يمس السيادة الوطنيةquot;، ويعود القرار فيه quot;للشعب السوري وصناديق الاقتراعquot;.

ومن المقرر أن يعلن الائتلاف السوري المعارض موقفه من المؤتمر اثر اجتماع يعقده في اسطنبول بدءًا من 23 ايار (مايو) الجاري، علمًا أن المعارضة تشدد على رحيل الاسد كأساس لأي حل.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الاميركي جون كيري ابديا الثلاثاء الماضي رغبتهما بعقد مؤتمر دولي بمشاركة طرفي النزاع للتوصل الى حل على اساس اتفاق جنيف الذي ينص على تشكيل حكومة انتقالية، دون التطرق لمصير الاسد.

وأكد كيري في ستوكهولم أن المعارضة السورية ستحصل على quot;دعم اضافيquot; اذا رفض النظام المشاركة في المؤتمر. وقال كيري quot;اذا اخطأ في حساباته في هذا الخصوص كما يخطىء في حساباته بشأن مستقبل بلاده منذ سنوات، من الواضح أن المعارضة ستحظى بدعم اضافي وستكون هناك جهود اضافية وللأسف لن يتوقف العنفquot;.

واستبعدت الخارجية الاميركية عقد المؤتمر قبل حزيران (يونيو)، بعدما كان الحديث يدور حول امكان عقده نهاية ايار (مايو) الجاري. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الثلاثاء أن تنظيم المؤتمر quot;صعب جدًاquot;.

وكان وزراء خارجية السعودية والأردن وقطر وتركيا والإمارات ومصر عقدوا اجتماعاً طارئاً في أبو ظبي، واصدروا بياناً اكدوا فيه أن لا مكان للرئيس الأسد ونظامه في أي تسوية سلمية في سورية، وحمّلوا هذا النظام مسؤولية التفجير في بلدة الريحانية التركية واستخدام أسلحة كيماوية، والمسؤولية عن القتلى السوريين وعن تشريد نحو مليون ونصف مليون لاجئ في دول الجوار.

وإذ تستضيف باريس يومي الخميس والجمعة المقبلين اجتماعين على مستوى كبار الموظفين في وزارات الخارجية للمجموعة الثلاثية quot;الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمجموعة الخماسية للدول دائمة العضوية في مجلس الأمنquot;، فيما تعقد مجموعة اصدقاء سورية اجتماعاً في الأردن الاسبوع المقبل، ينتظر أن يبحث في مصير المؤتمر الدولي.

الى ذلك ينتظر أن تعترف الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الأربعاء بائتلاف المعارضة السورية quot;باعتباره المحاور والممثل الفعلي اللازم للانتقال السياسي في سورياquot; في قرار يتوقع تبنيه بأكثرية أصوات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

ويرحب مشروع القرار بإنشاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية باعتباره المحاور والممثل الفعلي اللازم للانتقال السياسي وبالالتزام الذي أعلنه بمبدأ الانتقال السياسي الى quot;جمهورية عربية سورية مدنية ديمقراطية تعدديةquot;.

ودعت روسيا الدول الأعضاء الى التصويت ضد القرار، فيما حاولت البعثة السورية في الأمم المتحدة إقناع البعثات الديبلوماسية برفضه.

من جانبه، اوضح الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي في دبي أن المعارضة لم تحصل في الواقع بعد على مقعد بلادها في الجامعة على الرغم من جلوسها فيه في قمة الدوحة في آذار (مارس)، مؤكدًا أن الامر رهن quot;تشكيل حكومةquot; للمعارضة.

وادى النزاع المتواصل منذ اكثر من 26 شهرًا، الى مقتل نحو 94 الف شخص على الاقل، بحسب حصيلة محدثة اوردها المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن رداً على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية أن الحصيلة تستند الى معلومات جديدة حصل عليها من داخل الطائفة العلوية، وتفيد أن عدد القتلى بين عناصر القوات النظامية وبين الموالين للنظام من الطائفة العلوية اعلى بكثير من تلك التي كانت لديه، والتي دفعته قبل يومين الى اعلان أن عدد القتلى بلغ 82257.