اعتبر قيادي شيعي عراقي فوز المرشح الإصلاحي حسن روحاني بالانتخابات الإيرانية فوزًا للعراق والمنطقة معتبرًا أن الاستقرار في إيران هو جزء من استقرار العراق والمنطقة... بينما عبّر قادة عراقيون عن أملهم في ان يحقق هذا الفوز مزيدا من التطور في العلاقات بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة لشعبيهما.


لندن: قال عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية السابق القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي العراقي برئاسة عمار الحكيم إن الجمهورية الاسلامية كغيرها فيها منجزات وفيها معوقات quot;لكننا نجد عند كثيرين نظرة مغلقة واحادية، ما يدفعهم إلى تكرار التقديرات والمواقف الخاطئة.. ومشكلة هؤلاء انهم ينطلقون اما من موروثاتهم الخاطئة أو مما يقوله الاعلام المضاد للجمهورية الاسلامية اما الايجابيات فلا يقرون بها وعندما تقع مغايرة لقناعاتهم (الانتخابات مثالاً) يبدأون بدورة جديدة من اعادة تكييف الوقائع مع فهمهم، دون ان يفكروا يوماً بتصحيح قناعاتهمquot;.

وقال في تعليقات على صفحته بشبكة التواصل الاجتماع quot;الفيسبوكquot; اليوم الاثنين quot;كانوا يتوقعون انتخابات رتيبة، فاذا بها استثنائية.. وكانوا يتوقعون مشاركة ضعيفة، واذا بنسب المشاركة عالية جداً (72%).. وكانوا يتوقعون فوز مرشح من المحافظين، وفي الدورة الثانية.. واذا بمرشح الاصلاحيين الشيخ حسن روحاني يفوز، ومن الدورة الاولىquot;.

وشدد على ان هذا يشكل فوزا للشعب الإيراني quot;لان الانتخابات بطبيعتها تصحح الكثير من تداعيات وعقبات وسلبيات المرحلة الماضية.. فاذا جاءت الانتخابات مقطعية واستثنائية.. وتتكثف فيها العقد والتوترات التي باتت معطلة ومعرقلة، فانها الاداة الافضل لتجاوز المعوقات.. ولتجدد البلاد نفسها وقواها ونشاطاتها وبناها.. وفاز مرشد الثورة آية الله العظمى الخامنئي لانه طالب بان تكون نسبة المشاركة والحماس تصويتاً للجمهورية.. وهو ما تحقق فعلاً.. كما فاز الرئيس روحاني والافكار التي يحملها والتي تكلم عنها بصراحة في مناظراته.. بل فاز الاصلاحيون والمحافظون على ما في ذلك من تناقضquot;.

وأضاف quot;نستطيع القول باننا فزنا في العراق والمنطقة فان الوضع في إيران وتقدمه واستقراره وتطور علاقاته بدول المنطقة والعالم هو جزء من استقرارنا وتطورنا واستقرار الاخرين وتطورهمquot;. وقال
quot;ان العالم يتغير، سواء وعينا ذلك ام لا.. وان من يغلب قناعاته دون ان يراجعها بمضاربتها بالوقائع، فانه سينفصل عن الحقيقة ليستبدلها بالاوهام والاخطاء او حتى الاكاذيب والتلفيقات، فلا يرى الايجابيات فيرعاها، ولا يرى السلبيات ويصححهاquot;.

وفاز المرشح الإيراني ورجل الدين المعتدل حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت الجمعة الماضي بحصوله على 18 مليون صوت.

الخزاعي والصدر والحكيم وفوز رحيمي

وقد وجه عدد من القادة العراقيين رسائل تهنئة إلى روحاني معبرين عن الامل بمزيد من التعاون وتطوير العلاقات المشتركة خلال فترة حكمه. وقال نائب رئيس الجمهورية خضير الخزاعي quot;في الوقت الذي نتمنى للعلاقات الثنائية بين بلدينا المزيد من التقدم والاطراد بما يخدم المصالح المشتركة بين الجارين المسلمين نؤكد لكم حرصنا الشديد على تقوية هذه الأواصر التاريخية وتمتينها في جميع المجالاتquot;.

ومن جهته، دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الشعب الإيراني إلى الالتفاف حول قيادة روحاني وحذره من المخططات الاميركية الاسرائيلية. وهنأ الصدر في بيان روحاني بفوزه في انتخابات الرئاسة وقال quot;من الحوزة العلمية في النجف الاشرف.. نوجه لكم اسمى التبريكات واجمل الاماني المكللة بالحب والصداقة، واعلى الامنيات الموشحة بالصدق والسؤدد لكم بالسلام والاستقرار والتوحد تحت راية الاسلام المحمدي الاصيل وتحت رئاسة جديدة لصفحة جديدة يقودها حجة الاسلام والمسلمين الاخ الشيخ حسن روحاني ليأخذ بيد هذا البلد إلى بر الامان، ليوحد شعبه ويوفر له العيش الكريم والامن والامان ولا يفرق بين احد وآخر من شعبهquot;.

وخاطب الإيرانيين قائلا quot;ايها الشعب الإيراني الكريم ان اميركا واسرائيل تتربص بكم الدوائر وتتحين بكم الفرص فالتفتوا إلى ذلك واتحدوا تحت راية الاسلام والقيادة الصالحة ولا تبتغوا من وراء ذلك فإن امامكم ومرجعكم السيد الخميني رحمه الله خط لكم معها خطا احمر كما خطها لنا شهيدانا الصدريان وانتم كشعب من اكثر الشعوب التي رفعتم راية الجهاد والمعارضة للاستعمار والاستكبار العالمي المتمثل بالطاغوت اميركاquot;.

كما اعرب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي عمار الحكيم عن أمله في ان تشهد العلاقات الثنائية بين البلدين quot;مزيدا من التطور بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين العراقي والإيرانيquot;. وعبر في رسالة تهنئة إلى روحاني عن ثقته الكبيرة بان quot;تواصل إيران دورها الريادي وتعزيز فرص الحوار والتفاهم وتوسيع جهود التعاون المشترك بين بلدان العالم لتحقيق الأمن والاستقرار وتكريس المبادئ الإنسانية في الحرية والعدالة والازدهار.

وقال quot;يسعدنا ان نتقدم بأصدق التهاني والتبريكات بمناسبة فوزكم بثقة الشعب الإيراني المسلم وانتخابكم رئيسا للجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال انتخابات جرت في أجواء ملحوظة من الحرية والديمقراطية وتميزت بروح المسؤولية التي عكست أصالة الشعب الإيراني الشقيق وإيمانه بمشروعكم الانتخابي وحرصه على بلوغ أهدافه الساميةquot;.

وأضاف quot; اننا نغتنم هذه المناسبة للإعراب عن ثقتنا الكبيرة بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي ظل دورتكم الرئاسية هذه ستمضي قدما في مواصلة دورها الريادي وتعزيز فرص الحوار والتفاهم وتوسيع جهود التعاون المشترك بين بلدان العالم لتحقيق الأمن والاستقرار وتكريس المبادئ الإنسانية في الحرية والعدالة والازدهارquot;.

روحاني سيحل المواضيع العالقة مع العراق

ومن جهته، أكد السفير الإيراني في العراق حسن دانائي فر أن السياسة الخارجية الإيرانية مرسومة ومبدئية وغير قابلة للتغيير واشار إلى أنّ الرئيس الجديد حسن روحاني سيسعى إلى حل الاشكالات العالقة مع العراق.

وقال السفير في بيان عقب الاعلان عن فوز روحاني إن السياسة الخارجية الإيرانية مرسومة ومبدئية وغير قابلة للتغيير وستأخذ في الاعتبار ملاحظات الرئيس الجديد. وأضاف دانائي، أن 73 بالمئة من الإيرانيين المتواجدين في العراق والذين يحق لهم التصويت والبالغ عددهم 73 الف ناخب شاركوا في التصويت مشيراً إلى أنّ الرئيس حسن روحاني سيسعى لحل الخلافات العالقة بين البلدين من دون ان يوضح طبيعة هذه الخلافات.
وقال القنصل الإيراني في كربلاء ابراهيم ولي بور إن إيران افتتحت rlm;25 مركزا انتخابيا في مدن بغداد وكربلاء والبصرة والنجف واربيل والسليمانية استقبلت الناخبين الإيرانيين المقيمين rlm;في العراق والزائرين للإدلاء بأصواتهم.

يذكر ان بعض القادة العراقيين عادة ما يوجهون انتقادات حادة إلى السياسات الإيرانية في العراق ويتهمونها بالتدخل في شؤونه الداخلية ودعم قوى واحزاب وحتى ميليشيات شيعية الامر الذي يقولون انه يؤدي إلى اضطراب الاوضاع في البلاد وإحداث شروخ عميقة بن مكوناتها الشيعية والسنية.

وحول فوز المرشح الاصلاحي رحيمي بالرئاسة الإيرانية يرى محللون عراقيون ان هذا الامر لن يحدث تغييرا كبيرا في السياسات الإيرانية نظرا لان من يرسم هذه السياسات داخليا وخارجيا في البلاد هو المرشد الاعلى اية الله علي خامنئي على الرغم من ان روحاني تعهد في حال فوزه في الانتخابات بتحسين علاقات إيران rlm;الخارجية ورفع العقوبات المفروضة عليها.

يذكر ان اسم روحاني ارتبط بالحرب بين العراق وإيران حيث كان عضواً في مجلس الدفاع الأعلى أثناء هذه الحرب (1980-1988) كما تولى منصب نائب قائد الحرب مع العراق (1983-1985) وقائد الدفاع الجوي الإيراني (1986-1991) ونائب القائد العام للقوات المسلحة (1988-1989).