انقسم قراء إيلاف حول النظرة إلى مستقبل مصر السياسي والاقتصادي والأمني بعد إسقاط حكم الإخوان المتمثل في الرئيس مرسي، ففي حين يتفاءل البعض حيال الأزمات المستفحلة يسود التشاؤم جزءًا آخر ليس مرتاحًا إطلاقًا لإسقاط الرئيس في الشارع.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تتجه الأحداث في مصر، من سيئ إلى أسوأ، بعد إقصاء الرئيس السابق محمد مرسي، لاسيما مع دخول البلاد منعطفًا خطيرًا من العنف، مع سقوط 53 قتيلًا ونحو ألف مصاب من الإسلاميين وأنصار مرسي، صباح اليوم الاثنين 8 يوليو/ تموز.

وبينما يصف البعض ما حدث منذ 30 يونيو بالـquot;ثورةquot;، يصفه الإخوان والتيار الإسلامي بـquot;الانقلاب العسكريquot;، ويعتصمون في الميادين من أجل عودة محمد مرسي إلى الحكم مرة أخرى. وفيما يتوقع الكثيرون تحسّن الأحوال في مصر، بعد زوال حكم الإخوان، إنقسم قراء quot;إيلافquot; إزاء هذه التوقعات، وأعربوا عن تشاؤمهم من المستقبل بعد الإطاحة بمرسي.

طرحت quot;إيلافquot; السؤال الآتي على القراء: quot;هل ترى أن إسقاط الرئيس المصري في الشارع يشكل بداية حل لمشكلات مصر؟، وخيرتهم بين quot;نعم ولاquot;.

انعكاس للواقع
شارك 1161 قارئا في الاستفتاء، وكما هي الحال على الأرض في مصر، حيث ينقسم المصريون بين مؤيد ومعارض للإطاحة بمرسي، إنقسم المشاركون في الاستفتاء حول إمكانية إقصائه من الحكم حلًاً لمشكلات البلاد المستعصية.

أيّدت غالبية طفيفة جدًا من قراء quot;إيلافquot; الخيار الباعث على التفاؤل، وتوقع 5596 قارئا، بنسبة 50.14%، أن تشكل الإطاحة بمرسي مخرجًا للأزمات التي يعانيها المصريون، في حين مال 5565 قارئا، بنسبة 49.86% إلى أن تشتد الأزمات، وأن يزيد عزل مرسي منها.

ميدانيًا، يعتصم مؤيدو quot;ثورة 30 يونيوquot; في ميدان التحرير، وتظاهر مساء أمس الأحد، مئات الآلاف في الميدان، وفي محيط قصر الإتحادية لدعم الثورة، فيما تظاهر الآلاف من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية وأمام جامعة القاهرة، وأمام دار الحرس الجمهوري.

وقتل العشرات وأصيب المئات في مصادمات بين الجيش وقوات الشرطة من جانب، وأنصار مرسي من جانب آخر، وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن إطلاق الرصاص وبدء أعمال العنف. ولا تبشّر الأوضاع بأي خير، على الأقل خلال الأيام المقبلة.

أزمات مفتعلة!
يشعر المصريون بتحسن في بعض الأزمات، التي كانوا يعانونها، وتفاقمت بشدة في نهاية حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، لاسيما أزمات المحروقات، وانقطاع الكهرباء، لكن بعضهم صار يتشكك في أن تكون تلك الأزمات مفتعلة، إذا لا يمكن أن تختفي أزمات خانقة بين ليلة وضحاها.

وقال أحمد عبد العزيز، وهو مدير إداري في مؤسسة للطبع والنشر، إن الكهرباء لم تنقطع في حي أرض اللواء في الجيزة، الذي يقيم فيه منذ الإطاحة بمرسي يوم الأربعاء 3 يوليو/ تموز الجاري. وأضاف لـquot;إيلافquot; أن أزمة السولار والبنزين إختفت تمامًا، ولم تعد السيارات تقف بالساعات أمام محطات التموين.

غير أنه أبدى تشككه في الأمر، وقال إنه يشعر بأن تلك الأزمات كانت مفتعلة حقًا، كما كان مرسي ووزراؤه يقولون، معتبرًا أن هذه الأزمات لا يمكن القضاء عليها خلال أقل من 24 ساعة.

يفرط بعض المصريين في التفاؤل بعد الإطاحة بمرسي. يقول أحمد جمال، وهو طالب جامعي شارك في احتجاجات 30 يونيو، إن هناك مؤشرات تؤكد أن مشاكل مصر سوف تزول بعد زوال حكم الإخوان. وأضاف لـquot;إيلافquot;، أن مصر كانت تعاني ما يشبه الحصار الاقتصادي خارجيًا، فجميع دول العالم باستثناء قطر، رفضت مساعدة الإخوان.

مشيرًا إلى أن دول الخليج وعدت بتقديم مليارات الدولارات إلى مصر، كما إن العديد من رجال الأعمال المصريين المهاجرين للخارج قالوا إنهم سوف يعودون إلى مصر، ويستثمرون بالمليارات، كذلك كان موقف رجل الأعمال نجيب ساويرس وأسرته، وتوقع جمال كذلك أن تنتعش السياحة، وأن تعود إلى سابق عهدها، لاسيما أن السيّاح الأجانب كانوا يرفضون القدوم إلى مصر، في ظل حكم الإسلاميين، الذين كانوا يصدرون الفتاوى بتحريم السياحة.

إقصاؤهم يبشّر بالخير
نبيل زكي، القيادي في حزب التجمع اليساري، يرى أن إقصاء الإخوان من الحكم يبعث على التفاؤل. وقال لـquot;إيلافquot; إن الإخوان كانوا أساس الأزمات التي يعانيها المصريون، مشيرًا إلى أن الإطاحة بهم سوف تؤدي إلى بناء دولة جديدة على أسس ديمقراطية حقيقية.

وأضاف أن الشعب المصري سوف يتمكن من بناء مؤسسات الدولة بشفافية ونزاهة، ويعيد ترتيب البيت مرة أخرى، بما ينعش الاقتصاد ويحقق التنمية، ويحقق أهداف ثورة 25 يناير quot;عيش حرية عدالة اجتماعيةquot;.

ولفت إلى أن حكم الإخوان كان امتدادًا لحكم مبارك، بسياساته الاقتصادية والاجتماعية، وكان يمارس الإقصاء ضد معارضيه، كما كانت الحال في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وكذلك الفساد الذي استشرى أيضًا. ونبه إلى أن تلك المشاكل أضيفت إليها أزمات الإرهاب، التي استفحلت لدرجةأن الجماعات المسلحة صارت تسيطر على سيناء، وتعمل تحت رعاية من السلطة نفسها، على حد قوله.

ولفت إلى أن المصريين ثاروا ضد الإخوان وأسقطوهم، لعدم قدرتهم على تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، متوقعًا أن تتحسن الأوضاع وتختفي الأزمات، لكن شريطة أن يتم التعامل بحزم مع تلك الجماعة، وأنصارها من الجماعات الأخرى، التي تحاول فرض الأمر الواقع بالقوة.