يقول خبراء إن الضربات التي سيوجهها الغرب إلى نظام الأسد تهدف إلى حمل رسائل لدمشق وباقي دول العالم فحواها أنه لن يُسمح لأي شخص باستخدام الأسلحة الكيميائية، وتوقع الخبراء أن لا تؤدي الضربات إلى إحداث تغيير جذري على الأرض لصالح المعارضة.


باريس: يرى عدد من الخبراء انه من غير المعروف ما اذا كانت الضربة المحتملة التي ستنفذها الولايات المتحدة وفرنسا على سوريا ستغير مجرى الحرب فيها ولكنها ستوجه برأيهم رسالة حازمة الى النظام السوري وباقي العالم.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الجمعة quot;ساحرص على ان يؤدي رد المجتمع الدولي الى وقف تصعيد العنفquot;، كما تحدث عن quot;وقفquot; اعمال العنف.
واكد ان quot;الرد وليس الوقوف موقف المتفرج هو الذي يفرض الحل السياسيquot;، في حين تحدث الرئيس الاميركي باراك اوباما عن quot;عملية محدودةquot; ولم يشر سوى الى منع تكرار اللجوء الى الاسلحة الكيميائية.
وبعد عامين ونصف من النزاع الذي بدأ بتظاهرات سلمية ضد النظام السوري، اسفرت الحرب عن اكثر من 100 الف قتيل وعن دمار هائل في مختلف مناطق سوريا.
وعم الاضطراب كل المنطقة وباتت الدول المجاورة تعاني من عدم الاستقرار ومن تدفق اللاجئين الذين تعجز عن توفير المأوى والمساعدات لهم. وميدانيا، تخلف الاسلحة التقليدية والقنابل الحارقة الكثير من الضحايا والاضرار التي قد يصل مستوى فداحتها الى مستوى الاضرار الناجمة عن استخدام غاز السارين.
وسيكون للتدخل العسكري quot;المحدودquot; طابعا انسانيا. ويقول مسؤول اميركي كبير طلب عدم ذكر اسمه quot;هناك بعد انسانيquot; للضربة المحتملة ردا على هجوم 21 اب/اغسطس في الغوطة والذي اتهمت الاستخبارات الاميركية النظام السوري بشنه وقالت انه استخدم فيه غازات الاعصاب.
ولكن من دون فرض اي quot;خطوط حمرquot; على قتل اعداد كبيرة من المدنيين باستخدام الاسلحة التقليدية، فإنه لا توجد اي مؤشرات للقول بان الحرب الاهلية لن تستمر وتستعر وبأن الضربة العسكرية لن تكون سوى quot;كمثل ضرب الماء بالسيفquot;.
وسيستمر الوضع على ما هو عليه طالما ان ايران وروسيا حليفتي الرئيس بشار الاسد ستواصلان مساعدة النظام السوري على استعادة قواه ومواصلة اعمال القمع، الا في حال حصول تحول سياسي، وطالما ان المعارضة لا تزال منقسمة وتسعى الى الحصول على الثقة وعلى السلاح الثقيل الذي يرفض الغرب ان يمدها به خشية سقوطه في ايدي الاسلاميين المتطرفين.
ويقول جيريمي بيني في مجلة جينز دفنس ويكلي ان اطلاق صواريخ عابرة لضرب منشآت عسكرية سورية سيكون هدفه quot;معاقبة استخدام السلاح الكيميائي اكثر منه تغيير ميزان القوى بصورة جذرية لصالح المعارضةquot;.
ويؤكد مسؤول فرنسي طلب عدم ذكر اسمه ذلك بقوله ان الهدف هو منع اللجوء مجددا الى السلاح الكيميائي اكثر منه quot;تغيير ميزان القوى على الارضquot;.
ويبدي خبراء اسفهم لأن الحلفاء غير قادرين سوى على توجيه ضربة quot;تكتيكيةquot; وليس quot;استراتيجيةquot; من شانها وقف اراقة الدماء.
ويقول سلمان الشيخ من معهد بروكنغز في الدوحة ان استخدام الولايات المتحدة للقوة تنقصه quot;استراتيجية اوسعquot;. ويضيف ان العمل العسكري ينبغي ان quot;يسانده تحرك دبلوماسي قويquot; لدى دول المنطقة.
واذا كان فرانسوا هولاند يعتبر ان الضربة العسكرية قادرة على الدفع باتجاه الحل السياسي، فان الجهود المبذولة في هذا الاتجاه تواجه طريقا مسدودا في غياب اي توافق بين موسكو وواشنطن حول مصير بشار الاسد.
ومع ذلك لا يكف البيت الابيض عن الترديد ان الولايات المتحدة quot;ملتزمة بدرجة كبيرة التوصل الى حل سياسي للنزاعquot;، وانها حريصة مثلما قالت باريس الجمعة، على ان تؤكد رسميا بان هدف الضربة المحتملة ليس quot;تغيير النظامquot;.
وهو موقف اعترضت عليه تركيا حليفة واشنطن في المنطقة والتي قالت الجمعة انها غير راضية عن شن ضربة عسكرية محدودة.
وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الجمعة quot;ينبغي القيام بتدخل كما حصل في كوسوفو. التدخل ليوم او يومين لن يكون كافيا. يجب ان يكون الهدف اجبار النظام على تركquot; السلطة.