أقرّ محافظ الأنبار العراقية الغربية بحصول انتكاسة عسكرية في محافظته، سيطر خلالها المسلحون على مدنها، لكنه اكد أن العشائر قد حشدت أفواجها المسلحة للبدء بهجوم الخميس لطردهم منها، فيما سيتم عرض نائب الأنبار المعتقل أحمد العلواني على قاضي التحقيق اليوم.


لندن: أقر محافظ الأنبار أحمد خلف الذيابي بتعرض محافظته (110 كم غرب بغداد) لانتكاسة عسكرية إثر قرار رئيس الوزراء نوري المالكي بسحب الجيش إلى خارج مدينة الرمادي عاصمة المحافظة للاستفادة من قطعات الجيش في حماية الطريق الدولي السريع .. موضحًا أن الفلوجة (60 كم غرب بغداد) لم يدخلها الجيش اصلاً، فاستغل مسلحو القاعدة ودولة العراق والشام الإسلامية quot;داعشquot; ذلك فهاجموا بعض مراكز الشرطة الضعيفة وغير المهيّأة تسليحيًا لصد هجوم من هذا النوع ثم استطاعوا التسلل إلى بعض المناطق السكنية التي اتخذوها دروعًا لحماية انفسهم.
وأقر المحافظ، خلال مقابلة مع قناة quot;العراقيةquot; الرسمية الليلة الماضية وتابعتها quot;إيلافquot;، بحصول شرخ وانكسار في قوات الشرطة، حيث سلّم عناصرها أسلحتهم، فقام المسلحون بحرقها. وأضاف أن دخول المسلحين بدأ يزداد، لغياب الجيش، فسيطروا على مديرية الشرطة واحتلوا مبنى القائمقامية وقاموا بتفجيرهما. واشار إلى أن أحد مَن أسماهم quot;الجهلةquot; أعلن نفسه حاكمًا عسكريًا على الفلوجة... في اشارة إلى النائب السابق المحكوم بالسجن المؤبد بتهم ارهاب والهارب إلى عمان عبد الله الجنابي.
واشار المحافظ الذيابي إلى أن هذا الشخص كان قد اعلن نفسه قبل ثماني سنوات رئيسًا لمجلس شورى الفلوجة، وقاد مسلحين ضد القوات الأميركية المحتلة، فكان مسؤولاً عن قصفها للمدينة بأسلحة تسببت في تفشي مرض السرطان بين مواطنيها وتشوهات خلقية بين أطفالها المولودين حديثًا. وشدد المحافظ بالقول: quot;عارٍ على اهل الفلوجة وشرطتها وضباطها أن يتحكم فيهم هذا الشخص quot;الخرفquot;، وأن يبقى يتصرف بأموال مدينتهم وشؤونها... واقسم بالله انه لن يسمح للجنابي بموطئ قدم في الفلوجة بعد الآن.
وأكد المحافظ أن زعماء العشائر في الأنبار، قد حشدوا قواهم في جميع انحاء المحافظة وأعدوا افواجهم لفرض الأمن والتصدي للمسلحين اليوم الخميس وطردهم من المحافظة، ودعا الاهالي إلى حماية منازلهم ومناطقهم السكنية. ودعا الذيابي إلى دخول قوات الجيش لمدينة الرمادي لمواجهة quot;الإرهابيين وإبعاد شرهم عنهاquot; .. وقال إن quot;الجيش ركن أساسي في الأمن وقد توقعنا دخول الإرهابيين إلى المدن بعد الضغط عليهم في الصحراءquot;.
ومن جهته، اكد رئيس لجنة تنسيق عشائر الأنبار، عبد الله ناجي الدليمي تحرك عشائر المحافظة لدعم قوات الشرطة، وإرجاعهم إلى مراكزهم الأمنية خلال الساعات المقبلة. وقال إن العشائر لن تسمح بالتجاوز على ابناء الشرطة من قبل أشخاص يدعون الاصلاح وهم من العناصر الإجرامية، مبينًا أن عشائر الأنبار في جميع مدن المحافظة وأقضيتها ونواحيها اعلنت الاستنفار العام لحماية المؤسسات الحكومية ودعم قوات الشرطة بكل قوة مع ملاحقة جميع من يحمل السلاح ومن أي عشيرة كانت .
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد أعلن الليلة الماضية أن الجيش لن ينسحب من مدن الأنبار، مؤكداً أنه سيتم الدفع بقوات اضافية لحماية اهالي المحافظة. واضاف أنه quot;استجابة لمناشدات اهالي محافظة الأنبار وحكومتها سوف لن نسحب الجيش من مدن الأنبارquot;، مؤكدًا أنه quot;سيتم الدفع بقوات اضافية لحمايتهمquot;. وكان اهالي الأنبار وجهوا نداءات إلى المالكي في وقت سابق اليوم يناشدونه عدم سحب الجيش من مدن محافظتهمquot;. وكان المالكي أعلن امس أنه قرر سحب قوات الجيش من المدن وتسليم الامن فيها إلى الشرطة.
ومن جهتهم، فقد فرض مسلحو العشائر كامل سيطرتهم على مدينتي الفلوجة واطلقوا اكثر من مائة سجين وعلى الرمادي عاصمة محافظة الأنبار، اثر انسحاب قوات الجيش منهما وحرق مواقع عسكرية وخمسة مراكز للشرطة وقتل عدد من منتسبيها واستسلام آخرين للمسلحين. كما احرق المسلحون خمسة مراكز للشرطة في الفلوجة والرمادي بعد السيطرة عليها والاستيلاء على اسلحة منتسبيها كما تمكنوا من السيطرة تمامًا على مديرية شرطة الفلوجة واحرقوا اربعة مراكز للشرطة هي مركز شرطة الملعب ومركز النصر ومركز الحميرة ومركز الضباط اضافة إلى حرق عجلات عسكرية. وقد قتل المقدم مهند الدليمي مدير مركز شرطة شرقي الفلوجة خلال الاشتباك مع مسلحين استولوا على المركز.
العلواني أمام قاضي التحقيق اليوم ومسلحو الفلوجة يتوعدون
ومن المنتظر أن يمثل نائب الأنبار المعتقل احمد العلواني امام قاضي التحقيق اليوم الخميس بتهمة اطلاق النار على القوة العسكرية التي هاجمت منزله للقبض على شقيقه علي المتهم بالارهاب.
وقال النائب عن ائتلاف متحدون خالد العلواني إن quot;وفدًا ضم وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي ورئيس صحوة العراق أحمد ابو ريشة زار النائب المعتقل أحمد العلواني أمس، موضحًا أن quot;الوفد أكد تمتع العلواني بصحة جيدةquot;. وأضاف أن quot;العلواني سيمثل أمام قاضي التحقيق اليوم ثم يقدم للمحاكمة بعد استدعاء القوة التي اقتحمت منزله من أجل عدم التباس الاوراق والوصول إلى الحقيقةquot;.
وكانت قوة مشتركة من الجيش وأخرى خاصة قادمة من العاصمة بغداد اعتقلت عند الساعة الخامسة والنصف من فجر السبت الماضي النائب احمد العلواني من منزله بقرية البو علوان وسط الرمادي بعد اشتباك مع أفراد حمايته، مما أسفر عن مقتل شقيقه علي وإصابة عدد من أفراد حمايته.
ومن جهتهم، ناشد من اطلقوا على انفسهم quot;أبناء الفلوجة الصامدةquot; عدم إعطاء quot;أي ذريعة للمالكي بالتدخل في مناطقنا لأن تدخله لا يجلب سوى الفتن والمنازعاتquot;.. واكدوا ضرورة إعادة الشرطة المحلية إلى عملها وقالوا quot;لقد استطاع ابناء الفلوجة إيقاف أي إمداد من شأنه دعم ميليشيا المالكي المهاجمة للرمادي، لقد حرقوا دبّاباته وهمراته فاستسلم جنوده الذين رأوا انهم يتوجهون إلى محرقة وليس كما قيل لهم للدفاع عن (مكتسبات) آل البيت.
واضافوا في بيان تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه: quot;لقد أيقن الجند أن ما قيل لهم إنها (مكتسبات) ما هي الاّ خزي وعارٍ جديد يلحق بهم جرّاء تصرّفات وافعال حكومة المالكي الطائفية ومن شاركهها توجهاتها الطائفية من الذين نصبوا انفسهم ممثلين لـ (السنة) متناسين أن سنة العراق يمثّلهم من يخلص لهذا الوطن بغض النظر عن أي انتماء ديني أو طائفي أو عرقي فلم يفكروا يومًا في مذهب أو سلطة قدر تفكيرهم في حماية هذا الوطن والدفاع عن حياضه ضد كل طامع او حاقدquot;.
واضافوا: quot;إن ابناء الفلوجة سيعيدون الشرطة المحلية إلى مقرّاتها وستكلَّف هي بحماية الأمن الداخلي وستساندها العشائر والمقاومة الباسلة..ونعيد التأكيد مرة اخرى وهو موقفنا المبدئي الراسخ: اننا لسنا ضد ابناء جيشنا الوطني، لسنا ضد أي عنصر من عناصره من أي مكان جاؤوا، لكن الجيش ألغاه حاكم الاحتلال بول بريمر وحوَّله إلى جيش ميليشياوي بُني على عقيدة طائفية محضة، وأدخلت اليه الميليشيات التي لا تفقه شيئاً بالامور العسكرية، ودرّبته على اقتحام البيوت والدخول اليها من الشبابيك وليس من الأبواب، وانتهاك حرمات الناس، وعدم احترام الكبير والصغير، لا امرأة ولا شيخ مريض، وغذّاه المالكي بالعقيدة الطائفية، فترى قادته لا يستخدمون سوى السب والشتم والعبارات الطائفية، هذا الجيش لم يتدرب على حماية اسوار الوطن فتركت مفتوحة لمن هبّ ودبّ، لم يتدرب على مجابهة الاخطار الحقيقية وانما صُوّر له أن اعداءَه هم ابناء العراق، هم ابناء الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديإلى وبغداد، وغيرها من المحافظات، صُوّر له أنه يقاتل (أنصار يزيد وقتلة الحسين) وليس ابناء جلدته واخوانه وابناء عمومته، هذا الجيش ليس جيش العراق، ليس سور الوطن، هذا الجيش هو ميليشيا المالكي ولن نسمح له بالدخول إلى مناطقناquot;. ودعوا quot;عناصر الجيش بأن ينأوا بأنفسهم بعيداً عن قتال اخوته وابناء شعبه وأن لا يدخلوا إلى محرقة تهلكهمquot;.
وقد قتل في المواجهات التي تشهدها مناطق من محافظة الأنبار منذ الاحد الماضي حوالي 50 شخصًا واصابة اكثر من 100 آخرين.
فيديو لمسلحي العشائر يتجولون في شوارع الرمادي