العظمة لله وحده لأنه خلق الكون من عدم، مع تقديري للعقول التي تبحث لغز الحياة.
quot;الله لم يخلق الكونquot; احدث نظريات الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكينغ، وجاءت في آخر كتبه quot;التصميم الكبيرquot; The Grand Design، الذي يهدف إلى إبعاد الخالق عن الفيزياء، كما ورد في نظريته التي تناقض رأيه السابق وهو ضرورة وجود خالق للكون، وجديد نظريته هذه إنه بناء على المعطيات المتاحة المتمثلة بوجود quot;الجاذبيةquot;، فإن quot;الكون يمكنه وسيظل قادراً على خلق نفسه من العدمquot;، لأن quot;الخلق التلقائي هو سبب وجود شيء ما بدلاً من عدم وجود أي شيء، ووجود الكون ووجودنا نحنquot;، ولأن الامر يسير هكذا quot;ليست هناك ضرورة لوجود خالق لإطلاق الشرارة وخلق الكونquot;.


الحكاية والمعنى
كتاب quot;التصميم الكبيرquot; محاولة للإجابة على quot;الأسئلة النهائية حول الوجود والكون وكل شيءquot;، كما قال هوكينغ، أما إجابته على الأسئلة فتتمثل في النظرية التي أشار إليها وهي M-theory، وتضع، كما قال، احد عشرة بعداً زمانيا ومكانياً هي: quot;المتغيرات المهتزة والجزيئات الأساسية وغشائين بُعديين وثلاث نقاط بُعدية وأجسام أخرى أكثر صعوبة من أن يتم تخيلها وتحتل مساحة معينة من الفضاءquot;.


العالم الفيزيائي البريطاني المُقعد منذ أكثر من اربعين سنة، ولا يمكنه الحديث إلا بواسطة جهاز كمبيوتر، خرج بفكرة الأكوان المتعددة قائلاً إنه إذا كان هناك أكثر من كون، العديد منها، فإن واحداً منها سيحتوي على قوانين فيزيائية مثل الكون الذي نعيش فيه، وعلى أحدها يجب أن يظهر شيء من العدم، وبالتالي فلا ضرورة لأن يكون هناك خالق لتبرير ذلك،
بعض زملاء هوكينغ قالوا بأن الخالق الذي يتحدث عنه هوكينغ ليس الله الوارد ذكره في الأديان السماوية، وهو التفسير النهائي لوجود شيء ما في الكون، كما يقول دينيس ألكساندر: quot;إله هوكينغ هو إله الفجوات المستخدمة لسد الفجوات في معرفتنا العلمية، إن العلم يوفر لنا حكاية جميلة عن كيفية حدوث الوجود، لكن الدين يخاطب معنى الحكايةquot;،
وضع هوكينغ كتابه الجديد بالتعاون مع العالم الأميركي ليونارد ملودينو، وصدر في التاسع من شهر أيلول/سبتمبر الماضي، وقد قال هوكينغ في احد البرامج التلفزيونية التي حاورته في معاني نظريته ان لا تفسير لديه لوجود مادة الكون ولا مصدرها.


داخل المنظومة
يبدو ان البشرية وصلت إلى مفترق طرق في النظر إلى عملية الخلق، بسبب التقدم التقني الذي يُظهر محدودية وضع الارض بالنسبة للأكوان، وما تقوله الاديان وهو ان الله خلق الاكوان من اجل الانسان وان الارض مركز الكون.


علميا، لو تخيلنا أن الكون الذي نعرفه مساحة ملعب كرة قدم، فإن حجم حبة عدس هي المنظومة الشمسية التي نعيش في احد كواكبها، والارض مجرد ذرة في هذه الحبة، وإذا أردنا أن نعرف نسبة الكون الذي نعرفه إلى الأكوان الأخرى التي لا نعرفها، فعلينا ان نتخيل ما نعرفه وكأننا نعيش على ذرة حبة عدس في ملعب كرة قدم لا نرى اطرافه، ما يعني ان ما تقوله الاديان عن الارض والانسان مجرد محاولة فكرية غير دقيقة، لأنه يستحيل أن يخلق الله كل هذا من اجل الانسان، بل الانسان هو الذي قال ذلك ليشرح تفوقه على كائنات الارض، غير مدرك لعظمة الاكوان.


الكون الذي نعرفه، حسب نظريات الفلك والفيزياء عمره 16 ألف مليون سنة، وقد ظهر فجأة بعد إنفجار عظيم بدأ بشيء مادي، قيل انه بحجم حبة سمسم مطلقة الكثافة تسارعت شظاياها مليون مليون مليون مرة في اقل من ثانية ارضية، فظهر الكون الذي نعرفه، أمّا الانسان فظهر، إذا جاز التعبير، في آخر لحظات هذا الزمن السحيق، والمدهش انه منذ ظهوره شعر ان الكون له بداية وانه وُجد من عدم، وتؤكد أحدث النظريات الفيزيائية هذا الاحساس لسببين، اولهما اختلافات درجات الحرارة بين قلب الكون واطرافه، ما يعني ان وقتا قد مضى منذ الانفجار العظيم وان الكون ليس ازلي الوجود ثابت الحرارة كله، أما الثاني فهو تموجات حركات التسارع المادي إلى ما وراء هذا الكون، ويعني ان الانفجار لم يكن في الفضاء، بل كان، حسب تفسيري الشخصي، تجسيدا لكلمة الله quot;كنquot; وهي حبة السمسم التي قال العلماء أن الكون نشأ منها وكان قبله العدم، أو اللازمان واللامكان.
المعلومات والتفاسير الواردة تخضع لصور ومعلومات كمبيوترية من سفن فضائية إنطلقت داخل منظومتنا الشمسية، فماذا ستكون المعلومات لو استطاع الانسان إرسال مركبة إلى خارج هذه المنظومة؟


حيرة وتساؤلات
من المحيّر فعلا ان تتطور وترقى مادة الكون الناشئة من حبة السمسم تلك، إلى خلايا تشعر وتسمع وترى، وإلى وعي وعقل وإبداع إنساني، لكن مشكلة العقل هي قصوره ومحاولة تفسير كل الامور من وجهة نظر شعب أو دين، وليس بتجرد وموضوعية، ما يجعل الحقيقة المجردة صعبة المنال والله اسير قصور عقلنا، وقد اثبت العلماء، على سبيل المثال، في آخر عدد من quot;المجلة الأميركية للعلومquot; أن البحث الجيولوجي والأثري يؤكد صحة ما جاء في بعض رويات التوراة.


حدث quot;طوفان نوحquot; لأن الرب غضب من فساد الشعب فقرر عقابه، وقال العلم في سنة 5600 ق،م ذابت جبال الجليد في القطب الشمالي فأغرقت شمالي أوروبا وفاض البحر الأسود بالمياه إلى البحر الأبيض إلى مصر، والماء المتسرب كان عشرة أميال مكعبة، وقد استمر الطوفان 300 يوم.


الكوارث التي أصابت مصر بعد خروج اليهود صحيحة تاريخيا، لكن سببها أن بركانا قد شق الأرض في جزر اليونان وفى جزيرة سانتوريني، ما جعل مياه النيل تشبه لون الدم، والناس تصاب بالدمامل، وتحولت الرمال إلى ذباب، والحجارة إلى ضفادع، حسب الاسطورة اليهودية وذلك مستحيل، وهجم الجراد فأكل كل ما تنبت الأرض، والسبب العلمي في ما أصاب مصر هو الغبار البركاني الذي فصل الشمس عن الأرض، وقد حدث في واشنطن الشيء نفسه عندما ثار بركان سانت هيلين، وأصاب جزر المارتينيك أيضا،
إبادة مدينتي سدوم وعمورة حدثت دينيا بسبب غضب الرب على أهل المدينتين اللتين بلغ فيهما الفسق أقصاه، فضربهما بالنار والكبريت، وأثبتت الأبحاث الجيولوجية أن زلزالا هائلا ضرب هاتين المدينتين يوم 29 حزيران/يونيو 3123 ق، م.


هذه الحوادث موجودة في ادبيات اخرى لها تفسيرات لا تتفق مع ما جاء في التوراة، ما يعني ان الناس تفسر ما تراه حسب معتقداتها ولا دخل للموضوعية في الامر.