كثرت هذه الايام الاقاويل في الاحصاء السكاني وعد احصاء الرعية ممن يحمل الجنسية العراقية وكثر معها القيل والقال والتغامز والتنابز بين السياسيين العراقيين للدفاع عن حقوقو هذه الطائفة او تلك في هذا المكان او ذاك وكأن الرعية قد حصلت على كل شيء واختلفت على المكان الذي يمثل وجودها التاريخي!
وتجيشت جيوش الطوائف السياسية لتجيير الاحصاء السكاني لصالحها ناهيك عن صرف البعض ملايين الدولارات لشراء وظائف في الدائرة العامة لاحصاء السكان.وصار النضال في سبيل اثبات الحق الطائفي وحتى تغيير المخرجات الاحصائية نضالا مقدسا تقاس عليه صدقية وتبعية ونضال هذا الرفيق او الاخ او ذاك...وهذا لعمري عين الجهل وقمة التخلف وحالة مضحكة مبكية من حالات العجز الاداري في مفاصل الدولة العراقية الحديثة دولة مابعد الطوفان الامريكي..!

والعجب يزداد حين نعرف ان من النواب من جرب الرقم القومي في البلدان التي ناضل فيها ضد الديكتاتورية وجرب ان يضع الرقم الشخصي بل مازال يحمله في جيبه انا ذهب ولايبدله بمئات الجوازات العراقية الحماراء التي حصل عليها بعد تسنمه منصبه كنائب في البرلمان العراقي الحديث..والسبب واضح هنا لان عياله مازالوا ينعمون بمنجزات ذلك الرقم القومي لتلك الدولة غير العراقية..

لكن في خضم هذه الاقاويل والتغامز والتنابز ومحاولات التزوير والتدليس في الحقيقة نسينا المعني الاول بكل هذا!! من المستفيد من الرقم القومي اصلا ؟ ولماذا الاحصاء ؟؟ولماذا الرقم ؟؟... اقول ان الرقم القومي في كل الببلدان هو مفتاح المواطنة والعيش على اراضي دولة ما.والمفتاح السحري للدولة لادارة كل مشروع على ارض البلد لايمكن ان نقيم مدرسة او نوظف معلمين او اطباء او نقيم حجرا على حجر دون ان نعرف لمن نتوجه بذلك العمل ؟؟ بالرقم القومي نعرف في الحاسبة المركزية عدد مراجعات المريض لطبيبه ونوع الدواء الذي كتبه ذلك الطبيب له ؟؟وكمية مدخول بيت معين من الاكل والشرب والرواتب ؟؟وعدد العاطلين عن العمل في منطقة معينة واعمارهم وتوجهاتهم ومستواهم في المدرسة الابتدائية ووالمتوسطة ونشاطاتهم التي تصنع بالتالي قيمهم كرجال او ناضجين اوبالغين...

لكي نضع لهم الخطط الانفاقية من الميزانية كل على قدر حاجته...والرقم القومي وليس دائرة الاحصاء هي قاعدة المعلومات الوحيدة لكل الوزارات ومجالس البلديات والادارات العامة تنشأ بحاسبة مركزية قومية موحدة (وكلمة قومية هنا لابد من شرحها )تعني عراقية شاملة كل من له الحق بالرقم العراقي..

لذا يعد الانفاق الملاييني الان على دائرة احصاء مشكوك بولائها لهذا او ذاك من السياسيين جريمة اخرى ترتكب بحق العراقيين كلهم بحق العاطلين والعجائز والشيوخ ولاطفال بعمر الحضانة وسرقة لمستقبلهم كلهم عربا واكرادا واقليات متفرقة ومتآلفة!في بلد اكلت منه الفوضى والحروب مايكفي من الضحايا..!!
اما قول القائل بخصوصية كركوك..فجوابه واضح لان الحاسبة المركزية لانريد لها ان تفهم خلافات على ارض لانريد لها تفهم من يستفيد من هذه الخدمة..الحاسبة تفهم صفة واحدة نحن نغذيها لها من نياتنا الحسنة وهي صفة عراقي بلا اي اضافات اخرى!!ومكان الخلافات على كركوك هو المنديات السياسية والثقافية والتي يكفل تاسيسها وحريتها القانون لكل الارقام القومية (العراقية )على ارض العراق وبهذا نحل كل مشاكل الناس فلا مسؤول يتنعم ولا مكرود يتالم الكل رقم امام الحاسبة المركزية تعرف الدولة كيف تضمن له بحدود امكانياتها..العيش الامن الكريم!
وتتابع عمره من ولادته الى يوم دفنه على هذه الارض لااحد يهتم بتقادم التجربة ورسوخها في الادارة بمن يحكم ومن يكون رئيسا ومن يكون وزيرا لان الوزير والامير والعجوز والوليد الجديد بعمر ساعة واحدة هم رقم امام الحاسبة الادارية الكبيرة لادارة الدولة الجديدة..

وهنا لااتحدث عن حلم او امنيات بل عن جهاز موجود ومستعمل في الدول الاوربية منذ بداية فكرة الحاسوب الالي في السبعينيات من القرن الماضي وكل مانحتاجه الان هو تسمية الف شاب عراقي مع علماء للكومبيوتر عراقيين وارسالهم دورة تدريبية بسيطة الى اي دولة اسكندنافية لتعلم هذه البرامج البسيطة..ولكي نرتاح من موضوع ذكر القومية في البطاقة العراقية نجعل الرقم القومي رقم ببصمة المواطن وتنتهي القضية وبذا نحدد قاعدة المعلومات الضرورية لحل كل الملفات العالقة الان فلا بناء واعمار دون الرقم والقومي ولامدارس دون الرقم القومي ولاضمان اجتماعي علمي دون الرقم القومي..واتمنى ان اقول منذ الان لا انتخابات ولابرلمان ولاوفود ولاعطايا ولاانفاق لاي احد ولا مقالاوت وترقيات ومحسوبيات وفساد اداري مع الرقم القومي...الرقم القومي العلمي بحاسبة مركزية هو الحل وليس احصاء الرؤوس كالغنم واكل حق الفقراء والمعدمين بكروش الادارات هو الحل !!والله من وراء القصد!!

[email protected]