لعدة سنوات ظلت جريدة ايلاف لي ولغيري من الكتاب المنبر الحر الديمقراطي الشجاع الذى يعطينى الحرية الكاملة للتعبير عن رأي فى القضايا العامة التى تهمنا جميعا .. ولسنوات كنت اكتب واعبر عن افكارى وارائى بدون اي اعتراض على النشر او حذف كلمة او جملة واستبدالها باخرى بمعرفة المحرر .
ولكن فى الشهور الماضية وجدت ان ايلاف قد تغيرت كثيرا ولم تعد ايلاف التى عرفناها فى السنوات الماضية حيث بدأت اجد يد المحرر تمتد لكى تغير من عناوين الموضوعات وتحذف بعض الجمل وخاصة اذا كانت تحتوى على نقد من اى نوع للمملكة السعودية .. ولم يكتفى محرر ايلاف بالحذف والتغير لمجرد اثبات الوجود ووضع بصماتة الشخصية على المقال بل اصبح المسموح به للنشر من موضوعات ومقالات فى ايلاف اقل بكثير جدا من الممنوع .. علما بان الممنوع من وجة نظر المحرر لم ولا يخالف الاداب العامة والاخلاقيات التى يجب ان يلتزم بها الكاتب وفى نفس الوقت وهو الاهم لا يصطدم بقوانين النشر ..بمعنى انه لا يسبب مشاكل قانونية للناشر .
وقد كتبت اكثر من مرة للمحرر مستفسرا عن اسباب منع النشر فوجدته تارة يتجاهل رسالتى وتارة اخرى ارجع اسباب المنع لاسباب قانونية رغم حرصى الشديد عند الكتابة على مراعاة هذا الجانب حتى لا اضع الجريدة فى اى نوع من الحرج .
لقد كانت ايلاف فى الماضى تفتح احضانها وترحب بجميع اصحاب الرأى الحر والفكر المستنير من المصريين واللبنانيين والسعوديين والعراقيين وغيرهم من ابناء الدول العربية بلا تميز او اتحيز او ستثناء .. كانت مكانا لنشر الوعى والمعرفة ومحاربة التخلف والتعصب الاعمى الذى تعانى منة المنطقة العربية .
كانت الجريدة المفضلة عند الكتاب والمفكرين واصحاب الاراء الحرة الذين لا يكتبون من اجل المال او الحصول على وسام يعلقونة على صدورهم او لارضاء اصحاب السلطة وكبار القوم وانما يكتبون من اجل تغير مجتماعتهم الى الافضل والاحسن .
فماالذى غير ايلاف ولماذا ؟؟ ام ان ايلاف كانت فى السنوات الماضية تخدعنا وترتدى ثوبا غير ثوبها الحقيقى لكى تبدو جميلة وتجعلنا ننشد اليها وفجأة ولاسباب لا نعرفها اضطرت لخلع هذا الثوب الجميل الرائع لكى تظهر على حقيقتها التى تجعلها لا تفرق كثيرا عن بقية الصحف العربية الجامدة المملة ؟؟
اننى امل ان تعود ايلاف الى سابق عهدنا بها .. حديقة هايد بارك الرائعة .. قوس قزح الجميل الساطع فى السماء بجميع الوان الطيف .. منبر الحرية الحقيقية والكلمة الهادفة الشجاعة والفكر المستنير الواعى للحالمين بالحرية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان فى المنطقة العربية .
اخيرا ترى هل تكلف اسرة تحرير جريدة ايلاف خاطرها وتسأل نفسها بصدق وامانة السؤال التالى:
هل ايلاف الحالية هى نفسها ايلاف التى كانت ام ان هناك فرقا كبيرا ؟؟

استراليا
[email protected]