أكد رئيس ألمانيا الاتحادية هورست كولر معارضته لفرض حظر على quot;النقابquot; في البلاد، مؤكداً أن النقاش حول القضية quot;لايجوز أن يتخذ منحى أيديولوجياًquot; حسب تعبيره.
وأوضح كولر في تصريحات صحافية أنه على الرغم من كون quot;النقابquot; يتعارض مع فهمه في مجال تحقيق المساواة للمرأة quot;إلا أنني أفضل اجراء محادثات واجتماعات مع

الإسلام الأوروبي ومسألة الهوية3-4

المسلمينquot; حول المسألة، وشدد رئيس الدولة الألماني على ضرورة quot;التلاقي بوجه منفتح وباتفاق مع المجتمع المستنير الحرquot; وأضاف quot;إذا كانت بعض النسوة في ألمانيا لازلن يرغبن في ارتداء النقاب، فأنا لا أرى في ذلك سبباً حتى الآن للدعوة إلى فرض حظر عليهquot; على حد قوله. وأكد رئيس ألمانيا الاتحادية أن quot;الاسلام دين سلامquot; مضيفاً أن quot;اللقاء بين الاديان أمر جوهري ويحمل في طياته الأملquot; مشيراً إلى أن quot;الدستور الاتحادي يحمي الإسلام أيضاًquot; ومن الواضح quot;ان تسمح الدولة ، على سبيل المثال ، بالتعليم الديني الإسلامي باللغة الألمانيةquot; حسب تعبيره.

ولفت الرئيس كولر إلى أن quot;على المجتمع صياغة ما يريده من المسلمين، وهذا يعني أيضا أن على المهاجرين احترام القوانين وكذلك السلوكيات في ثقافتناquot; على حد قوله. برلين (11 أيار/مايو) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء.

كما أدانت منظمة العفو الدولية تصويت مجلس النواب، وهو المجلس الأدنى في البرلمان البلجيكي، بأغلبية ساحقة، يوم الخميس 29 إبريل/نيسان 2010، على قانون يحظر ارتداء النقاب في الأماكن العامة. وقد صوت لصالح القانون 141 نائباً من نواب البرلمان، وتغيب اثنان ولم يعارضه أحد.

وكان مجلس الدولة الفرنسي وهو أعلى هيئة قضائية إدارية أعلن في وقت سابق أن فرض حظر على النقاب بشكل كامل في فرنسا لا يبرره القانون وسيسقط عند أول مواجهة قانونية. وأكد في تقرير قدمه للحكومة الفرنسية ردا على استفسار الأخيرة حول فرض حظر كامل للنقاب أن حظر النقاب يجب أن يكون فقط لدواع أمنية ومنع التزوير وفي بعض الخدمات العامة وأماكن محددة.

الموضوع باختصار، ليس ثقافة، ولا هو دفاع عن حرية المرأة، الموضوع سياسي ..هذا ما أردت تأكيده من خلال إيراد هذه التصريحات، حول ملف النقاب..فكما هو عند الإسلام السياسي المتشدد جاهزية سياسية، ذات غلاف ديني متهافت، هي أيضا في أوروبا الغربية الآن، جاهزية سياسية ذات غلاف ثقافي أكثر تهافتا.
أي قطعة قماش على وجه عدة ألوف من النساء، خلعها يهدد الإسلام! وأي نقاب هذا الذي يهدد هوية ساركوزي!!؟
****
المهاجر مسلم كان أم غير مسلم، عندما لا يجد فرصة عمل حقيقية، في بلده سيهاجر، وعندما لا يجد فرصة عمل في بلاد المهجر هذه، سيصبح عالة على مجتمعاتها، هنالك نفس منتشر لدى أوساط المهاجرين، وهو أنه:
- يحاول العيش على مساعدات الدولة التي يعيش فيها...وإن تسنى له العمل في الأسود، فيكون هذا أفضل له، وهذه تنطبق على كل المهاجرين بغض النظر عن أديانهم ومنبتهم الجغرافي.
- هذا الأمر يندرج في أحيان قليلة، عند بعض الإسلاميين، أنه مال حلال...وهذا سلوك مرفوض ومستهجن. أحيانا كثيرة يبرر الإسلامي تقاعسه عن العمل ومحاولة الاندماج في مجتمعه الجديد، باللجوء إلى هذا الغطاء الديني. ولكن في المقابل هنالك تمييز في اختيار فرص العمل، وهذا التمييزquot; منه ما هو موضوعي ومنه ما هو ذاتي..الموضوعي أن ابن البلد دوما يكون له المؤهلات الأفضل، والبطالة بالضرورة كأزمة عامة ستنعكس على المهاجر أكثر مما تنعكس على ابن البلد الأصلي، أما من جهة اخرى هنالك أصحاب شركات وموظفي دولة يفضلون ابن بلدهم على الغريب لأنه كذلك، وهذه نلمسها أكثر ما نلسمها عند الأجيال الناشئة من أصول مهاجرة. وهنا نجد أن التهميش حالة تقع على أبناء المهاجر أكثر مما تقع على ابن البلد. والتهميش منبتا للإرهاب.

- لا يوجد تضييق أبدا على ممارسة الشعائر الدينية، وهذا أمر لا غبار عليه مطلقا...أما موضوع منع المآذن والنقاب كما قلت لا تناقش إلا في الحقل السياسي المتحرك.
- الاحتكاك بين المهاجر والأوروبي، يولد حالة من الإحساس بالدونية عند بعض الفضاءات المهاجرة، وهذه لا ذنب للمواطن الأوروبي فيها، ولكن يرد عليها أحيانا بإحساس بأن هنالك تمييز عنصري، وهذا رد مرضي. وبالمقابل ونتيجة للسياسة صار الأوروبي يتحاشى المهاجر على لونه بغض النظر عن دينه أو أيديولوجيته، وهذه سببها العمليات الإرهابية والأكثر منها هوquot; نتائج الحملة على الإرهابquot; وذات جذور سياسية وليست ثقافية، لأن من يعود لأوروبا الستينيات والسبعينيات لا يجد هذه الحالة.
- فقدان المهاجرون الشرق أوسطيين إلى مؤسسات منبثقة منهم تدافع عن حقوقهم وتتابع شؤونهم، وإن وجدت غالبا ما تكون تابعة إما لسلطة مشرقية أو لجماعة إسلامية سياسية، وهذا يفقد هذه الجاليات المهاجرة، الاستفادة من الحالة المؤسسية- النقابية التي تتيحها القوانين في الغرب، وهذه أجهزة! غاليا لا تشارك مجتمعها الجديد بهمومه عن الإرهاب، ولا تدين أعماله، وهذه قضية منشؤها في الشرق الأوسط، والموقف نابع من مواقف إما تلك السلطات أو مؤسسات الإسلام السياسي.
- حتى الأجيال الناشئة للجاليات المهاجرة تعاني من قلة الصداقات مع زملائهم في المدارس والمعاهد.
- الإسلاموفوبيا قضية لا يمكن مناقشتها من منطلقات، تصارع الأديان، أو تصارع الحضارات، بل يجب مناقشتها في حقل الصراع السياسي، مصالحه وقواه، وعلاقات السيطرة والهيمنة وشروطها الاجتماعية الاقتصادية...

- من المفارقات الملفتة للانتباه، والمغفلة في الواقع، لماذا لا يوجد أسلامو-عربفوبيا، في دول أوروبا الشرقية؟ أو في دول أمريكا اللاتينية؟ أو حتى في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تأخذ بعدا سياسيا مساندا لإسرائيل فقط؟ لماذا تتمركز هذه الإسلاموعربفوبيا في اوروبا الغربية فقط، بزعامة الرباعي التاريخي فرنسا ألمانيا إيطاليا وبريطانيا؟ لماذا لا توجد في اليابان والصين، وكوريا الجنوبية هذه الإسلاموعرب-فوبيا؟ أليس غريبا ألا يتسائل علمانيوننا ويتسائل نقيضهم المثمر!!! الإسلام السياسيوي بشقيه المعتدل والمتشدد، هذه الأسئلة؟ لماذا هذه الإسلاموعرب فوبيا لاتعني بوتين وميديفديف وجنتاو والأمبراطور الياباني، ولا تعني أكاديميي روسيا والصين والبرازيل والهند؟ أم ان روسيا غير معنية بوهيتها الوطنية؟!

ملاحظة: هنالك نقطة ربما تحتاج إلى نقاش من زاوية أخرى، الإنسان الأوروبي، بات الآن يرى تفوقه أمامه، دون الحاجة للقراءة عنه من دراسات مستشرقيه ومابعد حداثوييه، في أحوال بلدان العالم الثالث، بل يرى تفوقه في الشارع والمترو...لأن المهاجرين المتفوق عليهم حضاريا باتوا الآن جيرانه في سكنه.
العلاقة بين الاستبداد التسلطي المشرقي والإسلام السياسي والسياسة الأوروبية والنفط وإسرائيل هي مربض الفرس، أما الحديث عن علمانية وثقافات وحضارات، فكله للاستهلاك المحلي الداخلي في أطراف هذه العلاقة.
غسان المفلح