لست ادري كلما شاهدت رجب طيب اردوكا ينصرف ذهني ن الى صورة الديك الرومي والمعروف شعبيا في العراق بتسمية ( علي شيش ). المهم في حكاية هذا المخلوق المنتفش ريشه في احيان كثيرة هو في السؤال عن ماذا يبحث في عواصمنا العربية وعن اي شئ يفتش وماذا يريد منا نحن معشر البلدان العربية في هذه اللحظة التأريخية الفارقة؟؟

في السابق كانت وفود الأتراك تبحث عن عقود الأعمال المليارية في طرابلس والرياض والجزائر وبغداد وغيرهما من المدن والعواصم العربية ثم اطل علينا بعد ما سمي بالربيع العربي من جديد بحلة قشيبة هي للنموذج والنجاح الذي يجب ان يقتدى به او بدور المرشد والناصح وولي الامر في احيان عديدة يهدد بالتدخل واصلاح الأمور المايلة كما جرى في سورية عندما وصلها مُنظر الهيمنة العثمانية الجديدة داوود اوغلو ملوحا بالثبور وعظائم الأمور اذا لم تلبي دمشق وخلال اسبوع متطلبات وصفته العلاجية لاوجاع بلاد الشام.

تركيا بعد ان فقدت اي امل لها في الملعب الأوربي حتى ولو بعد مليون عام ارتدت الى فضائها الخلفي الذي تجاهلته بأزدراء لعقود من السنين لتغرف المليارات والنفوذ والزعامة في وطن عربي يعاني من ضعف بسبب سياسيات ابنائه الفاشلة او بسبب شطارة اللاعبين الاخرين.

نعم كل الدول تبحث عن مصالحها وهذا طبيعي الا الأتراك في عهد العصملي الأسلاموي الجديد فهم يريدون المال والزعامة في عالم قد تغير كثيرا وجرت من تحت الجسر مياه كثيرة لكن الأخوة في حزب العدالة والتنمية التركي يخلطون بين السياسة والمصالح والعواطف مثلما يقول المثل المصري ( سمك لبن تمر هندي ) فهذه امة عربية من الصعب الضحك عليها بمواقف عاطفية تجعل هذا الطيب التركي نافشا ريشه وهو عضوا في حلف الناتو يذبح كل يوم العشرات من ابناء ليبيا ثم يختلف مع اسرائيل على صيغة اعتذار شكلية بعد ان كانت سماوات الترك اكبر ميدان جوي لتدريب الطيارين الاسرائيلين على دقة تصويب الاهداف كي يدكو بيوت اهلنا في غزة في وقت يعمل مناحة على سفينة رمزية تحمل اكياسا من الرز الى غزة.

تركيا اردوكان تحتضن الان اكبر شبكة رادار امريكية على ارضها وتحاضر بنا كما هو حال دول اخرى عن فوائد الربيع او الخريف العربي.. يذهب رجب طيب زائرا عواصم الربيع وبدلا ان يقدم لها مالا يعينها على الحال التي هي فيه يصطحب معه طائرتين عامرتين برجال الاعمال الاتراك يبحثون عن الفرص الاستثمارية المضمونة والجاهزة او قل عقود التجهيز في القاهرة وتونس وطرابلس التي تئن من الوجع وانعدام الخدمات الصحية واناس بلا مرتبات منذ شهور والغرب يعطيهم من اموالهم المحبوسة بالقطارة.

في قاهرة المعز يحط ركب البزنس بقيادة اردوكان يمنحهم نصائح العلمانية بدلا من القروض والعون ورجال اعماله يجتمعون في بورصة القاهرة يفتشون عن فرص اية فرص بينما تقول المصادر المصرية انه ومنذ التغيير الذي حصل في مصر انشئ مستثمرون سعوديون شركات بمليار وستمئة مليون دولار وصاحبنا التركي الذي لم نسمع به او بأدرة يوما ان اقامو ملجئا للايتام او ملعبا للكرة او شيد مدرسة في اي بلد عربي فقير.

انهم مستثمرون فقط يغيرون جلودهم بين ساعة واخرى بحسب درجة تغير مكاسبهم.. تركيا الجديدة لا هي نموذج اسلامي او ثوري او جمعية خيرية حتى ننخدع بها انها فقط تركيا الدولة التي لا ترحم عندما يزاحمها احد على مصالحها. يقول طيب الذكر المفكر الكويتي البارز د. عبدالله النفيسي انه عندما التقى في تركيا اردوكان قال له كيف انكم حزبا اسلاميا بمضمونه لكن زائر اسطنبول يرى مناظر صادمة للحياء فاجابه هذا الديك الرومي نحن لا يهمنا هذا الأن المهم هو الاقتصاد نعم تركيا توظف شعارات ومواقف نفسية وعاطفية تضحك بها على السذج العرب فقط ولكم ان تفكرو في تغير موقف اخوان مسلمين مصر بعد زيارة الطيب لهم عندما نصحهم بدولة علمانية ؟؟ الرئيس بشار الأسد اول من مهد لهم الجسر العربي وتعطلت بدخول قاطرة رجال الأعمال الاتراك الى بلاد الشام الاف المعامل والمصانع السورية وعند اول منعطف تركه الأتراك وسط التهديد له بعداد الأيام والساعات ومن ثم العراق المفجوع والذي تحلب منه تركيا سنويا عشرة مليارات من الدولارات لكنها جففت او كادت مجرى نهريه الخالدين دجلة والفرات وترفض ان تستمع الى مطلب العراق القديم الجديد بتوقيع اية ورقة لتحديد كمية الماء المقررة للعراق.. امثلة كثيرة على واقع مرير فليس هناك من لا يقر بتبادل المصالح الا ان للادوار والزعامات شروط يشترك فيها التاريخ والجغرافية والصدق والمواقف في عالم عربي تعج بذاكرته الى سنون خلت بمناظر الثوار العرب يعلقون على مشانق جمال باشا السفاح وسواه بل حتى لغة القران وخير امة اخرجت للناس اراد لها اجداد اردوكان ان تنقرض ولكن انا انزلنا الذكر وانا له لحافظون..صحوة العرب لا تنخدع بعد الان بالشعارات والضحك على الذقون نحن ننشد تطوير امتنا رغم المحن بعيدا عن محاولات الأصطياد والاستلاب سواء كانت تركية بلبوس عثماني جديد او ايرانية بنسخة صفوية منقحة على مقاسات خالد مشعل وحسن الترابي وغيرهم ممن يتمسحون بأذيال المرشد الأعلى وبركات الجمهورية الأسلامية في إيران.

نريد ان نكون عربا ونتبادل الصداقة والمصالح مع الجيران على حد السواء بعيدا عن الهيمنة والسيطرة والتهميش.

[email protected]